هي إحدى القصص المأسوية التي تسجل في تاريخ الجرائم الذي لا ينسى، والتي لم تتعود عليها مدينة المدية، حيث أدانت مساء أول أمس محكمة الجنايات لدى مجلس القضاء المدية المتهم المدعو"ز.ق" المتابع بجانية القتل العمدي مع سبق الإصرار وكذا المتهم الثاني المدعو"ب.ع" بجنحة حمل سلاح محظور بدون سبب شرعي. تعود تفاصيل هذه القصة المأسوية منذ 4 سنوات تقريباً وبالتحديد بتاريخ 9 من الشهر السابع من سنة 2006 والذي تزامن مع نهائي كاس العالم الذي جمع المنتخبين الفرنسي والايطالي والتي انتهت لصالح هذا الأخير، حينها خرج أنصار محبي الفريق الايطالي للشوارع للاحتفال بالانتصار والتتويج بكأس العالم فانطلق موكب من كل أحياء المدينة ليستقر به الحال بحي"المصلى"والتي لم يتوقع سكانها المسالمين بان يكون حيهم شاهداً على جريمة بشّعة آنذاك، حين مرت سيارة من نوع" سيتروان"ملك للمتهم الثاني وسط الحي مدوية المكان بمنبهات الصوت، وكذا العديد من السيارات، والتي بدأت معها تحاك خيوط الجريمة، أين اقترب الضحية المتوفى المدعو"ب.خ" البالغ من العمر 29 وقتها من هذه المركبة وصعد فوقها مطالباً المتهمين بالتوقيف هذه الاحتفالات، لكن السائق قام بكبح فرامل سيارته ليسقط الضحية بعدما تبادلوا ملاسنات كلامية حادة، ليفترق المتخاصمون بعدها، ولم تمر إلا 20 دقيقة ليعود المتهم الرئيسي المدعو"ز.ع" إلى مسرح التخاصم واقترب من الضحية، حيث صرح بأنه كان يريد أن يصل إلى تفاهم معه حول ماجرى، لكن المتوفى رفض ذلك مما زاد في وتيرة الغضب لدى الطرفين، أين قال المتهم للضحية"أنت حركي"على أساس كان من مناصرين المنتخب الفرنسي، وهو الآمر الذي لم يتقبله فوجه له رأسية على مستوى وجهه أفقدته وعيه مؤقتاً وعلى حين غرة قام الجاني بسّل سكينه ذو 22 سنتم طولاً وغرسه في الرئة اليسرى لجسم الهالك، ولم يكتف بذلك، بل قام بمطاردته ودخل في عراك بعدما تمكن الضحية من نزع خنجر من يد الجاني بعد رمي التراب في وجهه ولم تمر إلا ثواني حتى سقط متأثراً بجراحه، وقام أصدقاؤه بحمله إلى المستشفى ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك. ممثل الحق العام ولدى مرافعته صرح بأن الجريمة ثابتة في حق المتهم ونية العمد والإصرار واضحة منذ أن رجع الجاني إلى مسرح الجريمة حاملاً سكين، إضافة أه كان في حالة سكر شديدة دفعت به إلى ارتكاب هذا الجرم، في الحين أن المتهم الثاني كان يحمل سلاحا محظور دون وجه حق، والتمس في حق الأول 16 سنة سجنا نافذا وفي الثاني سنتين سجنا نافذا، أما الدفاع المتهم الرئيسي فنفى نية العمد والإصرار على أساس أن موكليه لم يكن ينوى قتل وإزهاق روح، وبعد مداولات هيئة المحكمة قضت بإدانة المتهم المدعو"ز.ق" وتسليط عقوبة 7 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرت ب 60 مليون سنتيم، وكذا شهرين سجنا نافذا للثاني.