سيكون المدرب الوطني رابح سعدان في مونديال جنوب إفريقيا القادم على موعد مع التاريخ، ليس لأنه سيقود المنتخب الوطني للمرة الثانية بعد مونديال المكسيك أو لأنه ممثل المدربين العرب في المونديال فقط، بل أيضا لأنه سيكون المدرب الإفريقي الوحيد في المونديال. فبعدما تعاقد المنتخب الإيفواري مع السويدي ''سفين غوران ايريكسون'' المدرب السابق للمنتخب الانجليزي لقيادة رفقاء دروغبا - منتخب الفيلة - في المونديال المقبل لتحقيق الهدف المعلن من الإفواريين وهو الوصول إلى المربع الذهبي رغم صعوبة المهمة في وجود البرازيل والبرتغال وحتى كوريا الشمالية، وأيضا بعد انسحاب النيجيري ''شابيو أمادو'' من تدريب منتخب بلاده النسور الممتازة (نيجيريا) سيكون بالتالي المدرب الوطني رابح سعدان المدرب الإفريقي والعربي الوحيد في أول مونديال إفريقي على أرض مانديلا بعد أقل من ثلاث أشهر من الآن. وهذا المونديال بالتأكيد لن ينساه الناخب الوطني لأن كل الأنظار ستتجه نحوه وبالتالي سيكون عليه عبئ كبير من أجل تشريف التدريب الإفريقي وحفظ ماء وجه المدربين الأفارقة والعرب في كأس العالم، بعدما تهاوت أسهمهم حتى في بلدانهم فمن أصل 34 بلدا هناك 42 دولة افريقية يدربها أوروبيون وأجانب وإذا استثنينا مصر والجزائر وبعض المنتخبات المغمورة فإن جميع المنتخبات الكبيرة من المحيط إلى الخليج وفي جميع أنحاء القارة السمراء ستكون تحت قيادة مدربين أجانب، وهم تسعة فرنسيين والباقي موزعين على كل من ألمانيا ويوغسلافيا واسكتلندا وهولندا وروسيا والسويد وانجلترا وحتى من البرازيل، وهذا راجع إلى عدم إيمان الاتحادات الإفريقية بالمدربين المحليين وبالتالي تلجأ إلى مدربين أوروبيين حتى لو كانوا غير معروفين تماما على الساحة العالمية. تجدر الإشارة إلى أن أهم الانجازات للكرة الإفريقية بالنسبة لمنتخبات إفريقيا السمراء كانت على يد المدربين الأجانب وهما الروسي فاليريو نيبومياشي مع الكامرون في 1990 والفرنسي ميتسو مع السنغال في 2002 بوصولهما الى الدور ربع نهائي، وباعتبار أن كأس العالم 2010 ستقام في جنوب افريقيا وبالنظر الى المستوى القوي الذي بلغته الكرة الافريقية فالمتتبعون يرشحون أحد هذه المنتخبات للوصول الى نصف النهائي وتحقيق إنجاز غير مسبوق للأفارقة في هذه الدورة.