شدد الرئيس السوداني عمر البشير أمس السبت على استعداد حكومته للتوصل الى تسوية سلمية للنزاع في اقليم دارفور غربي السودان عبر منبر الدوحة التفاوضي الا أنه أكد على أن مفاوضات الدوحة المنتظر أن تنطلق اليوم ستكون "آخر جولة للمفاوضات" مع الحركات المسلحة الدارفورية. جاء ذلك في خطاب أمام اجتماع لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) قال فيه الرئيس البشير " ان منبر الدوحة التفاوضي سيكون آخر منابر التفاوض ولن نسمح بقيام منبر جديد ومن أراد السلام فنحن جاهزون". وأضاف "لن يكون ممكنا بعد اليوم الحصول على مناصب في الحكومة عبر التمرد وحمل السلاح الوسيلة الوحيدة للوصول الى سدة الحكم وتقلد المناصب ستكون هي صناديق الاقتراع". وينتظر أن تبدأ في وقت لاحق اليوم بالدوحة جولة جديدة من مفاوضات سلام دارفور بعد توقف دام شهرين بسبب الانتخابات العامة السودانية التي جرت في 11 أفريل المنصرم. ويلتأم منبر الدوحة في ظل تمسك حركة العدل والمساواة (كبرى الحركات المسلحة في دارفور) بتجميد المفاوضات مع الحكومة السودانية بسبب ما اعتبرته "تمسك الحزب الحاكم في السودان بالحلول الأمنية والعسكرية". وفي هذا الإطار قال المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي السوداني للمفاوضات عمر ادم رحمة أن الوساطة القطرية قدمت الدعوة للحركة للمشاركة في الجولة المقبلة رغم موقفها الرافض والمعلن من عدم المشاركة في مفاوضات الدوحة" مشيرا إلى أن حكومة بلاده أبلغت الوساطة باستعدادها للعودة ومواصلة التفاوض مع "حركة التحرير والعدالة"بزعامة إبراهيم بهدف التوصل إلى سلام دائم. وكانت "حركة العدل والمساواة" التي تعد أقوى الحركات المتمردة عسكريا اشترطت للعودة للمفاوضات السماح لزعيمها خليل إبراهيم الموجود حاليا في ليبيا بالعودة لإقليم دارفور كما طلبت اقتصار المفاوضات عليها مع الحكومة منفردة بحجة ان بقية الحركات "ليس لها وزن" في الميدان ووقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في فيفري الماضي اتفاقا إطاريا يتضمن وقفا لإطلاق النار في دارفور. من جهة أخرى جدد الرئيس السوداني التزامه بإجراء استفتاء جنوب السودان في موعده المحدد في الثامن من جانفي القادم وأكد أن " الاستفتاء لن يكون لتقرير مصير الجنوب وحده وإنما سيكون لتقرير مصير السودان كله بين أن يبقى موحدا أو ينقسم إلى دولتين"وقد شدد الرئيس السوداني في هذا الإطار بالقول "ما زالت قناعتنا راسخة بضرورة الوحدة وسنعمل من أجلها".