حركة غير عادية لمئات الأنصار...الزوايا المنعزلة للسكوار كانت وجهتنا و معرفة ما يدور في "بنك السكوار" هدفنا ، لنقل حقائق ما يفعله الجزائري لمساندة " محاربي الصحراء" بجنوب إفريقيا ...."خويا راك تشوف التمرميد لي رنا فيه إن شاء الله ما يخيبوناش" هي تمنيات العديد من الأنصار الذين التقينا بهم غير أن "للصرافين" رأي آخر ، "خويا الاورو خلاص ....أكثر من مليار دار في 48 ساعة" هي الكلمات التي واجهنا بها "موح الروجي" ،معاملات بالجملة للصرف ... مئات المناصرين كانوا في الموعد والجميع يدفع من الجزائر تطلع ...قالوا "فرحنا يسعدان ما يخلعنا لا أورو لا دولار و الصح يبان فوق الميدان " حركية غير عادية وحالة استنفار قصوى لتوفير مبالغ ضخمة من عملة الاورو لمئات المناصرين.. الأورو ينفذ من السوق السوداء...والبديل البنوك ! ما أثار استغرابنا ودهشتنا خلال جولة لنا بالسوق السوداء للسكوار المعروفة بترويج وبيع العملات على اختلافها هو نفاذ عملة الاورو التي أحدثت حالة استنفار قصوى لدى عدد ممن يدعون ب "الصرافين " الكل كان يبحث عن كميات كبيرة من عملة الاورو التي أصبحت متداولة بشكل غريب بسبب العدد الهائل من أنصار الخضر الذين قرروا السفر إلى جنوب إفريقيا لمساندة " محاربي الصحراء "، غير أن الذي لفت انتباهنا هو ذلك الشاب الذين يناديه أصدقاؤه في الحي "بموح الروجي"، نظرا لاشتهاره ببيع وترويج العملات، وكذا الكمية الكبيرة لعملة الاورو التي كانت بحوزته، الكل كان يوجه الأنصار نحوه، بمجرد وصولنا إلى إحدى الزوايا البعيدة عن أنظار الشرطة وجدنا حشد من الأنصار ملتفين حول سيارة من نوع "كليو دبزة" الكل يريد تصريف وتغيير العملة الوطنية التي كانت بحوزته، لحد أن احد أنصار الوفاق المولوعين بالفريق الوطني أتى ب 40 مليون سنتيم قصد استبدالها ليضعها في حسابه البنكي وأخذ كمية منها معه في سفره إلى بلاد العم مانديلا، غير أن الذين وجدوا صعوبة في استبدال أموالهم لم يجدوا فرصة سوى التوجه إلى البنوك.. قصد إتمام العملية للسفر في اقرب وقت بحيث ،و أكد عادل القادم من ولاية قسنطينة "خويا والله ما تهمنا حتى حاجة نقولو فرحنا يسعدان ما يخلعنا لا أورو لا دولار و الصح يبان فوق الميدان هذا مكان " هي رسالة قد تكون بسيطة لكنها تحمل الكثير من المعاني بعث بها احد المناصرين لشيخ سعدان ، ويضيف رفيقه " رنا معولين على ربي والصغار نخلصو على جالهم بالدولار المهم تكون نتيجة مليحة ، واللعب سينيما كي العادة " ما يزيد عن مليار سنتيم ..."دار" في يوم واحد في السكوار اقتربنا من "موح الروجي" الذي صنع الحدث في تلك اللحظات التي جمعتنا من المناصرين و هو يتسابقون..يتهافتون من أجل استبدال العملة..للحديث معه فأكد لنا أنه خلال اليومين الفارطين قد تم تسجيل ارتفاع كبير في عدد المناصرين الذين يرغبون في صرف العملة بغية السفر إلى جنوب إفريقيا، وعن العدد الإجمالي للمناصرين الذين توجهوا إلى "سوق السكوار"، قال ذات المتحدث" جاو بالمئات سهلنالهم كلش..المهم يروحو و يناصرو فريقنا الوطني..ماشي كيما البنوك يفرضوا عليهم معاملات معقدة..يضحك محدثنا ثم يضيف قائلا "يضيعوا الوقت معاهم برك". ليضيف أحد الباعة " 48 ولاية راهي هنا خويا وراهي حالة استنفار.. خلاص الاورو "، مشيرا إلى أن عملة الاورو أصبحت في سوق السكوار من الأشياء المفقودة بحيث تم تحويل أزيد من مليار سنتيم خلال يوم واحد فقط بسبب الطلب المتزايد من قبل الأنصار المتوجهين إلى جنوب إفريقيا على العملة الصعبة.. جيجلية..تبيع مصوغاتها من أجل أشبال المدرب سعدان ونحن نواصل إنجاز الروبورتاج صادفنا وجود امرأة قدمت من ولاية جيجل رفقة ابنها لصرف العملة، بغية السفر إلى جنوب إفريقيا و مناصرة أشبال المدرب سعدان، اقتربنا منا للحديث معها والتأكد إن كانت فعلا تنوي الذهاب إلى جنوب إفريقيا خاصة و أن تكاليف السفر والإقامة جد باهظة هناك..لتجيبنا بكل صراحة" قضيت ليلة أمس عند أقاربي ببلدية حسين داي وقدمت إلى السكوار خصيصا لصرف الأموال التي بحوزتي إلى عملة الاورو" لتضيف" تعلقي بمشاهدة المونديال حلم قديم و ظل يراودني..و في يوم من الأيام لما أردت مشاهدة أحد المباراة للفريق الوطني سنة 1986 ففوجئت برفض والدي للذهاب..و من ذلك الحين و أنا أحلم و لم أتوقف لحظة عن الحلم و قلت بيني و بين نفسي سأحقق حلمي يوما مهما كلفني الثمن.. إلى غاية أن جاءت الفرصة..فلم أتردد لحظة في بيع كافة مصوغاتي"..هو شيء عادي بالنسبة للجزائريين و الجزائريات خاصة إذا تعلق الأمر بالوطنية و بفريقين الوطني.. الاورو خلاص.. و 100 اورو مقابل 13 ألف دينار جزائري ! الكل كان يتحدث عن وجود ندرة رهيبة في عملة الاورو مقابل العملات الأخرى مثل الدولار ، والجنيه الإسترليني ، غير أن سعره حسب عدد من مروجي العملة بسوق السكوار هو الارتفاع الجنوني لسعر الاورو الذي بلغ 13 ألف دينار في غضون 15 يوم، و هو الأمر الذي لم يحدث منذ عام على حد تعبير "مراد" احد الشباب الموجودين بالسكوار بعد كان يعادل سعر تحويله 100 اورو مقابل 11 ألف و 500 دينار ، كل ذلك بسبب الهستيريا التي جعلت من مناصري الفريق الوطني ، يتهافتون عليه كونه العملة الأكثر تداولا في جنوب إفريقيا ، وعن سبب عدم لجوء المناصرين إلى البنوك قال عدد كبير منهم أن المعاملات الإدارية التي تفرضها المؤسسات البنكية، تدفع الجميع يتوجه نحو السوق السوداء للحصول على خدمة جيدة في أسرع وقت ممكن..