سجلت اللجنة الوطنية للعائلات المطرودة، وجود أكثر من 600 عائلة جزائرية تفترش الشوارع في كافة أنحاء الوطن، وذكرت اللجنة أن أغلب العائلات، تم طردها من سكناتها بشكل تعسفي، استنادا إلى قرارات قضائية لا تقوم على أدلة ملموسة، وجدت نفسها مشردة لاستحالة الإيجار أو الإستفادة من سكنات اجتماعية.وفي هذا الشأن، أوضح حكيم سالمي، رئيس اللجنة، في اتصال مع ''النهار''؛ أنهم يتلقون بشكل يومي عشرات الملفات لعائلات نفذ فيها حكم الطرد من مختلف ولايات الوطن، مشيرا في ذات السياق؛ إلى أن هذا الرقم مرشح للارتفاع بشكل رهيب، حيث تجاوز عدد العائلات المشردة عتبة ال 600، يقدر متوسط عدد أفرادها 5 أشخاص، الأمر الذي يهدد بتحول الجزائر إلى بلد يضم أكبر طوابير المشردين، دون تحرك الجهات المعنية للحيلولة دون ذلك. وفي سياق متصل؛ تطرق ذات المتحدث إلى عملية بيع عقارات التي تقوم بها بعض مؤسسات الدولة، والتي كانت محل سكن لعائلات منذ عقود من الزمن، دون أن يتم إخطارها بعملية البيع، لتتفاجأ بعد ذلك بقرار الطرد الصادر في حقهم من طرف الملاك الجدد، مستهجنا في ذات السياق؛ إجراءات التبليغ التي يباشرها المحضرون القضائيون في نهاية الأسبوع، دون أن تتمكن العائلات من التحرك للحصول على تمديد للآجال من طرف المصالح الولائية، التي تخول للمطرودين الإستفادة من تمديد ثلاثة أشهر، كما تطرق إلى الإستعمال المفرط للقوة الذي تتعرض له النسوة والأطفال، أثناء تعرضهم للطرد من مقر سكناهم. وقال محدثنا؛ أن عملية الطرد لا تستند إلى أية وثائق تؤكد عدم أحقية الضحايا في سكناتهم، مشيرا إلى وجود أكثر من 200 طفل متمدرس في الشارع، راحوا ضحية قرارات جائرة، مستهجنا قرارات الطرد التعسفية الصادرة في حق أشخاص مسنّين تجاوزت أعمارهم 60 سنة، والتي تعتبر اعتداءً صارخا على المادة 507 من القانون، التي تقر بحق الأشخاص الطبيعيين البالغين 60 سنة كاملة، في البقاء في الأمكنة المعدة للسكن إلى حين وفاتهم، إلا أن الواقع عكس ذلك تماما، بدليل حملات الطرد التي نفذت في حق العديد من العائلات، وجدت نفسها في الشارع بموجب حكم قضائي، وتطرق الناطق باسم اللجنة، إلى التجاوزات القضائية التي تشهدها قاعات المحاكم، وصدور أحكام مبنية على دلائل وقرائن لا أساس لها من الصحة، خاصة فيما يتعلق بالمواريث. عشرين ألف طفل متشرد معدل حياتهم لا يتجاوز 4 سنوات في الشارع أحصت اللجنة الوطنية لترقية الصحة قرابة 20 ألف طفل، أعمارهم تتراوح ما بين 8 و15 سنة، 30 من المائة منهم يتعاطون المخدرات، وجاء في تقاريرها أن مدة عيش هؤلاء الأطفال لا تتجاوز 4 سنوات في الشارع، بسبب عجزهم عن تحصيل قوت يومهم، حيث يتخذون من التسول والسرقة وسيلة للعيش، يقيمون في محطات القطارات وفي مداخل المباني وفي المساكن المهجورة، وغالبا لا توجد مرجعية لديهم يعودون إليها، وذكرت اللجنة، أن هؤلاء يجدون أنفسهم موظفين من قبل عصابات تقودهم إلى عالم الإنحراف، حيث توظف الفتيات في شبكات الدعارة، أما الذكور فيمتهنون السطو والجريمة المنظمة. أسماء منور قصة عائلة ''زوالية'' طردتها شركة الكوديمكس إلى الشارع هي عائلة ''بن مهيريز''، التي وجدت نفسها في رمشة عين مرمية في الشارع بلا مأوى، بعدما صدر قرار طردها من منزلها الكائن بوادي السمار بالعاصمة الأحد الماضي.. فلم تجد مكانا تلجأ إليه يقيها ويقي الأطفال الصغار من أشعة الشمس الحارقة.. سوى افتراش الأرض ونصب خيمتين بالقرب من مسجد ''حسان بن ثابت'' بوادي السمار بالحراش.. ''النهار'' تنقلت إلى هناك ونقلت معاناة العائلة التي تضم 17 فردا.. أين عبّرت عن استيائها من الوضعية المزرية التي تمر بها.. مطالبة السلطات الوصية بإنصافها ومنحها على الأقل ''الترخيص'' للبقاء بإحدى المدارس الإبتدائية الواقعة بالبلدية طيلة فترة الصيف.. ومباشرة بعد أن بلغنا خبر وجود عائلة في الشارع بوداي السمار بالحراش بعد طردها من منزلها، توجهنا إلى هناك رفقة مصور ''النهار'' سيدعلي.. وأول مشهد لفت انتباهنا لحظة وصولنا إلى عين المكان هو تلك السيارات القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي كانت مركونة بالقرب من الخيمة التي نصبها أفراد العائلة.. وهناك التقينا ببعض منهم، أين كانوا يقفون بالقرب من الخيمة التي نصبوها لأنفسهم رفقة أبنائهم وبناتهم.. اقتربنا منهم وقبل أن نكشف لهم عن هويتنا راح يخبرنا أحدهم بأننا من الصحافة والذي كان رفقة زوجته التي طلبت منا دخول الخيمة التي ربما تصلح لكل شيء إلا للمبيت.. دخلنا وألقينا السلام على الحضور من النسوة اللواتي كن جالسات هناك يفترشن ''حصيرة'' في وسط الخيمة وأحيط بهن بعض الكراسي القديمة وبعض القطع من الأثاث والأواني الموضوعة في صناديق من الورق وأكياس بلاستيكية من الحجم الكبير.. وقارورات من الغاز التي تم وضعها عند مدخل الخيمة لاستعمالها في الطهي.. علبة عصير وقطع من الخبز اليابس موضوعة فوق الطاولة.. وبعض لعب الأطفال والدمى مرمية هنا وهناك، والتي اختلط لونها بلون التراب.. جلسنا وبدأنا بالحديث معهن فكن ثلاث نسوة وبعض من الأطفال الذين كانوا يدخلون الخيمة تارة ويخرجون منها تارة أخرى غير مبالين ولا مكترثين بما يحدث لهم.. يجهلون ما حدث لهم ولعائلتهم.. لتنطق إحداهن ''طردنا من منزلنا منذ الأحد الماضي وكما ترين نحن في الشارع بلا مأوى، أنا وزوجي وأبنائي وكافة أفراد عائلة زوجي''.. غير أن الأخريات لم ينطقن بكلمة وظلت إحداهن صامتة.. منزوية على نفسها وتضم يديها إلى صدرها.. لا تتحدث.. تنظر فقط وتبتسم أحيانا.. مطأطئة رأسها.. وبين اللحظة والأخرى كانت ترفعه .. متأثرة بما حدث لهم.. كأنها تريد أن تشكي لنا همّها وهمّ عائلتها، وأن الذي حدث لهم مفاجأة غير سارّة.. وفي تلك اللحظات التحق بنا أحد الأبناء جلس بالقرب منا وراح يبحث في وسط الأثاث عن محفظته بيضاء اللون، ليخرج منها العديد من الوثائق والبيانات قائلا ''نحن عائلة بن مهيريز طردنا من منزلنا منذ الأحد الماضي، الذي كنا نقطن به منذ 53 سنة، غير أن الأمور قد انقلبت رأسا على عقب، حين قام صاحب ''شركة ألكوديمكس'' الواقعة بالحراش، برفع دعوى قضائية استعجالية ضدنا في 2007، لاسترجاع قطعة الأرض الواقعة بوادي السمار بالإضافة إلى منزلنا الذي يقع في نفس الناحية والذي يعود للعهد الإستعماري والتابع في نفس الوقت للشركة، غير أن المحكمة العليا أنصفتنا وصدر الحكم لصالحنا ولم يتم طردنا''.. يتوقف للحظات عن الحديث ليواصل ''غير أن صاحب الشركة لم يتوقف عند هذا الحد بل قام برفع دعوى قضائية أخرى أمام مجلس قضاء العاصمة بالغرفة العقارية في مارس الماضي وفي الأخير، حكمت المحكمة لصالحه واليوم نحن بالشارع.. لسبب واحد هو أن والدي لا يملك عقد الملكية وإنما يملك فقط شهادة إيواء''.. وفي تلك اللحظات التحق بنا والدهم الذي يبدو أنه قد تجاوز العقد السابع.. كان يلبس نظارات طبية.. قميصا أزرق وسروالا أسود.. كان يحمل بين يديه مفاتيح وهما ترتجفان.. ومباشرة عند دخوله الخيمة أخذ يتشاجر مع أحد حفيداته من أجل كرسي، منحته إياه قائلة ''هاك جدي''.. جلس والتزم الصمت للحظات.. لينطق قائلا ''كنت ساكنا في الدار مع أولادي في أمان الله واليوم لقيت روحي في الزنقة ووين رايح نروح يا بنتي حتى عرايسي كل وحدة وين راحت''.. ليقاطعه ابنه الذي كان يتحدث إلينا بهدوء ومن دون أية نرفزة، مضيفا ''المير استقبلنا لكنه أخبرنا بأنه لا يمكنه فعل أي شيء لنا''. ''لا نريد مسكنا فاخرا ولا قطعة أرض.. سوى ''شاليه''.. يقينا حرارة الصيف وبرودة الشتاء'' كان الهدوء يخيم على الخيمة تارة .. وتارة أخرى كنا نسمع أصوات الأطفال وهي تتعالى بين اللحظة والأخرى ..يلعبون.. يمرحون.. يتخاصمون أحيانا فيما بينهم ثم يتصالحون.. لأنهم يجهلون تماما ما يحدث لعائلتهم.. أجواء خانقة بسبب ارتفاع درجة الحرارة.. واصلنا حديثنا مع أفراد العائلة، ليضيف محدثنا ''لا نريد مسكنا فاخرا ولا قطعة أرض سوى أن تمنحنا السلطات المحلية شاليه على الأقل لكي يقينا من أشعة الشمس الحارقة، أو أن يتكرم علينا المير بمنحنا الترخيص بدخول أحد المدارس الابتدائية خلال فترة الصيف فقط ونحن مستعدون للتوقيع على ''محضر بالإخلاء'' مباشرة بعد انتهاء عطلة الصيف.. المهم ألا يبقى والداي، إخوتي وزوجاتهم وأبنائهم في الشارع وشهر رمضان على الأبواب''..ونحن نواصل حديثنا مع ذلك الشيخ وابنه الذي يبدو أن متاعب الحياة قد أنهكته.. حتى طل علينا أخ ثان والذي كان يتحدث بنرفزة كبيرة فلم يستطع تقبل الوضع الجديد ولا المنزل الجديد أو بالأحرى ''الخيمة الجديدة''، بحيث صرح قائلا ''مثل هذه التصرفات تدفع المواطن الجزائري إلى الخروج للشارع وخلق فوضى.. فهل من مكان نذهب إليه وشهر رمضان على الأبواب''.. خرجنا من الخيمة وواصلنا حديثنا مع بقية الإخوة الذين وجدناهم يجلسون خلف الخيمة يرتشفون أكواب القهوة، حيث أكدوا لنا بأن عناصر الشرطة قد طلبوا منهم إخلاء المكان في ظرف 48 ساعة.. نشيدة قوادري هدم بيوت فوضوية في حي '' كوكا '' يشعل فتيل غضب شعبي بوهران عاشت ولاية وهران أواخر شهر مارس المنصرم، على وقع احتجاجات أشعلت فتيلها مشكلة السكن، حيث أقدمت السلطات البلدية لوهران التي كانت مصحوبة بالدرك ومسؤولي محافظة الغابات، على هدم 25 بيتا فوضويا شيدها أصحابها داخل المنطقة الغابية في حي كوكا، إذ شهدت هذه العملية التي تندرج في إطار تطهير الأملاك الغابية من العمران الفوضوي، نشوب مشادات بين الدرك وقاطني هذه البيوت، أسفرت عن جرح 4 أشخاص من السكان، فيما قامت مصالح الدرك باعتقال رب أسرة حاول الإنتحار بصب البنزين على جسده، وذلك في محاولة من هؤلاء منع عملية هدم بيوتهم حيث استعين بالغازات المسيلة للدموع بهدف إجبارهم على إخلاء البيوت، الأمر الذي رفض السكان الإنصياع له، لتقدم السلطات على هدم بعض البيوت بالأثاث الموجود داخله وسط صراخ وبكاء النسوة والأطفال، في حين جندت شاحنات لنقل أثاث البعض الآخر الذي قام بإخراج محتويات بيته وسط تذمر وسخط شديدين، إذ يصر عدد منهم على معاودة الكرّة في تشييد بيته مجددا، وقالوا ليس لهم بديل عنها يلجأون إليه وهم أرباب أسر، ويتوعد قاطنو البيوت الفوضوية المبرمجة للهدم لاحقا والبالغ عددها 50، بالدفع من وتيرة الإحتجاج في حال الشروع في إزالة بيوتهم التي تقع بمحاذاة السكنات المهدمة أمس. مكتب وهران مئات العائلات تطرد من مساكن المعمّرين الفرنسيين بالشرق سجلت مدينة عنابة منذ مطلع سنة 2009 إلى غاية الآن، طرد العشرات من العائلات من منازلهم، مكثوا فيها لأزيد من نصف قرن بموجب قرارات صادرة عن العدالة، أجبرت العديد من العائلات على ترك سكناتها وذلك بعد أن لجأ ملاكها الجدد إلى القضاء بهدف إخلاء ممتلكاتهم الجديدة التي تم شراؤها من المعمّرين الفرنسيين في السنوات الأخيرة، وهي السكنات التي رفض ماكثوها الخروج منها، الأمر الذي استدعى تدخل الجهات القضائية وكانت أول حادثة إخلاء بالقوة مطلع السنة الماضية، حيث رفضت 12 عائلة تقطن في شارع''سيانارا'' المحاذي لساحة الثورة وسط مدينة عنابة، الخروج من عمارة سكنوها في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، بموجب عقد كراء أبرم مع معمرة فرنسية قبل أن يقوم مالك جزائري بشرائها منها، ورفض السكان الخروج من العمارة على أساس أنهم أصبحوا ملاكا لهذه السكنات، خاصة بعد أن تركها أصحابها خلال الإستقلال. كما عرف شارع جبهة التحرير الوطني، حادثة مماثلة أين تمكن أحد رجال المال المعروفين في عنابة من التنقل إلى فرنسا وشراء عمارة من عائلة كولونية، ليرفع بعدها دعوى قضائية على مستوى محكمة عنابة لطرد سكان البناية، مما دفع العائلتين إلى تنصيب الخيم على الرصيف. فارس مصباح بعد أن هدم منزلها بقرار قضائي عائلة تدخل في إضراب عن الطعام ببلدية الشرايع نفذت أمس، عائلة (ت.أ) من بلدية الشرايع غرب ولاية سكيكدة تهديداتها بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، بعد أن طبق في حقها قرار من المحكمة يقضي بهدم منزلها الطوبي، الذي أقامته على أنقاض المحتشد الإستعماري القديم. وحسب تصريحات رب العائلة فإن المنزل الذي كان يملكه شيد على قطعة أرضية، متنازع عليها بينه وبين إحدى العائلات في المنطقة، وكانت العدالة قد فصلت لصالح الأسرة المطرودة حيث سجلت حالة من الإحتقان الكبير عاشتها أول أمس قرية عين اغبال ببلدية الشرايع، وتساءلت العائلة التي تحدث ربها ل ''النهار'' عن سر صمت السلطات المحلية التي لم تتدخل من أجل إيجاد مأوى للعائلة التي تضم ثلاث عائلات وتتكون من 15 فردا، كلهم عاطلين عن العمل ومنهم من يعمل في ورشات البناء لتوفير قوت عياله. جمال بوالديس