تحدث، أمس، النجم السابق للمنتخب الوطني الجزائري ''جمال مناد'' في حواره مع يومية ''النهار'' عن أشياء عديدة تخص مشوار ''الخضر'' في الرهان العالمي وعن النقائص التي مازال يعاني منها ومستقبل التشكيلة الوطنية علاوة على القضية التي تشغل بال الشارع الرياضي الجزائري في الوقت الراهن وهي مسألة انتداب طاقم فني جديد وعن بعض الجوانب الأخرى... مناد استهل حديثه على مشوار ''الخضر'' في نهائيات كأس العالم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا بالخوض في المشاركة المتباينة لأشبال الناخب الوطني رابح سعدان من حيث المستوى والجانب الفني عندما كشف أن النقطة الايجابية التي تحسب للتشكيلة الوطنية في غمار المونديال تكمن في الجانب الدفاعي الذي أظهر تناسقا وانسجاما كبيرين، على حد قوله، بدليل أنه تلقى فقط هدفين من أصل ثلاث مواجهات مع منتخبات محترمة. مشيدا في نفس السياق بالروح القوية التي لعب بها رفقاء عنتر وحليش الذين أكدوا مستوى الدفاع الجزائري والذي يعتبره من أحسن المكاسب التي حققها المنتخب في مشاركته بدورة جنوب إفريقيا، وعلى خلاف الدفاع الذي لعب دورا كبيرا في إنقاذ مشاركة الجزائر في هذا العرس العالمي، حسب المتحدث، فان النقطة السلبية التي لاحظها مناد في خضم تقييمه لمستوى التشكيلة في كافة الجوانب تكمن في العقم الهجومي، أين فشل المهاجمون في تسجيل ولو إصابة طيلة 270 دقيقة، وهو الأمر الذي اعتبره المدرب الحالي لأبناء يماڤورايا بالأمر غير العادي سيما في تقديره لمستوى المهاجمين الذين تضمهم تركيبة سعدان، وأبدى مناد تأسفه الكبير من الفعالية التي يفتقدها مهاجمو محاربي الصحراء بالرغم من الفرص المتاحة لهم، تجسيدها إلى أهداف كان سيعزز حظوظهم في تحقيق ورقة التأهل إلى الدور الثاني سيما في اللقاء الأخير أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو الرهان الذي كان فيه التعداد بحاجة إلى الظفر بالنقاط الثلاثة. ''نتائج المونديال يتحملها الجميع بمن فيهم سعدان واللاعبون'' وعن الأسباب التي جعلت ''الخضر'' يضيعون فرصة كبيرة لتحقيق التأهل إلى الدور الثاني في ظل التفاؤل الكبير الذي ساد الممثل العربي الوحيد في المونديال، فقد أكد هداف كأس إفريقيا للأمم عام 90 أن النتائج المحققة وحتى وإن نالت تقدير البعض سيما في نتيجة انجلترا بعد تمكن التشكيلة من الوقوف للند للند أمام كتيبة فابيو كابيلو، إلا أنه بالمقابل لم يخف استياءه من لعب التشكيلة بعقلية ''لن نخسر شيئا'' محملا في ذلك المسؤولية لشخص المدرب سعدان وحتى اللاعبين الذين ربما لم يأخذوا بنصائح الطاقم الفني، وهو ما لمسه في طريقة لعب التشكيلة التي أعابها كثيرا في ظل اكتراثها باللعب الدفاعي وهي المعطيات التي جعلت المنتخب يفشل في تحقيق أي فوز أو الوصول على الأقل الى شباك المنافسين. ''اللاعبون الذين أعطيت لهم الفرصة ولم يبرهنوا عليهم بالرحيل'' ولم يتوان صانع أفراح الكرة الجزائرية عموما ونادي شبيبة القبائل خصوصا في السنوات الفارطة في التشديد على ضرورة تصفية التشكيلة الحالية من بعض العناصر التي لم تعط أية إضافة للمنتخب سيما منها التي أعطيت لها الفرصة في الرهانات والتحديات السابقة ولم تبرهن في تأكيد مستواها وأبرزها مناد في العناصر التي تنشط في الهجوم على شاكلة غزال وصايفي وجبور الذين فشلوا حسبه في أداء المهمة التي أوكلت لهم سيما في المشاركة الأخيرة في المونديال، وذهب النجم السابق لنادي نيم الفرنسي إلى حد مطالبته بضرورة تصفية المنتخب من هؤلاء اللاعبين لأن مصيرهم هو الرحيل حسب تعبير المتحدث. ''يجب إعطاء الوقت للاعبين أمثال حاج عيسى وجابو والآخرين'' وعن الحلول التي يراها كفيلة لإعطاء دعم إضافي للتشكيلة الوطنية سيما بعد فشل بعض العناصر في إثبات قدراتها ومؤهلاتها مع ''الخضر'' خاصة وأن عدة رهانات تنتظر المنتخب الجزائري في الفترة المقبلة، فقد كشف مناد أنه وبالرغم من أن الفريق يضم لاعبين مؤهلين ويملكون إمكانيات كبيرة إلا أنه بالمقابل شدد على ضرورة الاستعانة بالطاقة البشرية المحلية التي لا تقل مستوى عن نظيرتها المحترفة، على حد قوله، وقال مناد أن المنتخب الجزائري سيكون بحاجة إلى لاعبين أمثال عبد المؤمن جابو وصانع ألعاب وفاق سطيف لزهر الحاج عيسى والذي طالب بشأنهم بضرورة إعطائهم الوقت الكافي ليفجروا طاقاتهم، وأضاف مدرب شبيبة بجاية أنه مع مرور الوقت سيكسب هؤلاء اللاعبون ثقة أكبر وهو ما يعد في صالح المنتخب. ''لاعبو الخضر يطبقون الأسلوب الأوروبي وليس الجزائري.. البرازيل نجحت لأنها انتهجت طريقتها'' وعن سؤال بخصوص طريقة اللعب التي ينتهجها لاعبو الخضر الحاليين والذين تكونوا أغلبهم في أوروبا بالمقارنة مع اللعب الذي يمتاز به جيل الثمانينات، فقد أردف المهاجم السابق للخضر قائلا: ''طريقة لعب المنتخب الجزائري في السنوات القليلة الفارطة تغيرت كثيرا سيما بعد استنجادنا بالعناصر التي تنشط في أوروبا والتي تأثرت كثيرا باللعب الأوروبي وهو ما جعلها تفرض أسلوبها على طريقة لعب المنتخب الحالي''، وأضاف بخصوص تفضيله للطريقة الكلاسيكية التي تعود عليها المنتخب الجزائري منذ بداية الاستقلال ''أقول أن اللعب الجزائري الذي تعود المنتخب على انتهاجه في الفترة السابقة أتى بثماره عكس ما يطبق حاليا، انظروا إلى النجاح الذي وصلته منتخبات البرازيل والأرجنتين لأنها وظفت طريقة لعبها وليس الأوروبية على خلاف منتخبنا الحالي''. ''لا أتدخل في صلاحية الفاف وروراوة هو المسؤول الأول في تحديد مصير سعدان'' لم يشأ نجم الجامبوجات في سنوات الثمانينات الخوض في فكرة الحديث عن القضية الهامة التي تشغل بال الشارع الكروي الجزائري في المدة الأخيرة بخصوص إمكانية مغادرة أو بقاء الناخب الوطني رابح سعدان وكذا الاستنجاد بطاقم فني أجنبي للمنتخب، حينما فضل مناد ترك الأمر للجهة المعنية ويقصد بها هيئة روراوة التي يعتبرها المسؤولة عن تحديد مصير الطاقم الفني الجديد دون أن يعطي توضيحات كثيرة مكتفيا بالقول أن الفاف تملك كل الصلاحيات لتعيين المدرب المناسب أو إبقاء الطاقم الحالي، ولو أن تلميحات مناد تؤكد إقراره بالعمل الكبير الذي قام به شيخ المدربين بالرغم من عدم رضاه التام بالطريقة التي ينتهجها سعدان مع المنتخب الحالي.