انتقل أمس، الدكتور عبد الله شريط إلى جواره ربه ، عن عمر ناهز ال 89 عاما، حسبما أفاد به مصدر مقرب من عائلة الفقيد. وشيّع جثمان الفقيد بعد عصر يوم أمس السبت في مقبرة العاليةبالجزائر العاصمة. وقد كان الدكتور الفقيد الذي شارك في العديد من الندوات التلفزيونية برفقة المرحوم عبد المجيد مزيان - مناضلا في الحركة الوطنية، وساهم كثيرا في التعريف بالقضية الوطنية الجزائرية من خلال كتاباته في الصحف التونسية إبان الثورة الجزائرية. كما عرف الفقيد بأعماله الفكرية وكتاباته الفلسفية التي تناقش أهم قضايا الجزائر والأمة العربية، والتي نشرت كاملة في 7 مجلدات تحت وصاية وزارة الثقافة، ولا يمكن إغفال المجهود الفكري الكبير الذي بذله الدكتور شريط، والذي أثمر عن مشروع فلسفي لا يقل شأنا عن مشاريع كبار المفكرين والفلاسفة العرب، والذي بدأه بصراعه مع المفكر الراحل مصطفى الأشرف بخصوص سياسة التعليم والتعريب، الأمر الذي جعل الكثيرين يقولون بأنه رجل متعدد الأبعاد، متنوّع الثقافات متبحّر في العلوم، جمع بين المشارب المعرفية وبين حداثة الفكر، حيث اختار الراحل النضال الفكري والمعرفي منذ شبابه حين كان كاتبا صحافيا في جريدة الصباح التونسية، يدافع عن القضية الجزائرية بقلمه، فمجاهدًا فذًّا ومناضلاً مخلصًا، وأستاذا بجامعة الجزائر بعد الإستقلال، كما اختار أن يكون قريبا من طلبته، يلقّن ويوجّه ويكتب المقالات وينشر في الصحف، ويكفيه فخرا أنه أنجز موسوعة كاملة عن الثورة الجزائرية في الصحافة الدولية في عدة أجزاء، تفضلت وزارة المجاهدين بطبعها. وللفقيد مؤلفات عديدة من بينها "الأخلاق في فلسفة ابن خلدون" (1972)، وكتاب "من واقع الثقافة في الجزائر" (1972) و"حوار إيديولوجي حول القضية الفلسطينية والصحراء الغربية"(1982) و"المشكلة الإيديولوجية وقضايا التعليم في الجزائر".