تصرّ كثير من النّساء على قضاء العطلة الصيفية ، التي بعيدا عن أجواء البيت، ولا يتنازلن عن هذا الحق، مهما تعذّر رب الأسرة بوضعه المالي، أو انشغاله أثناء عطلة الأبناء، ولا ترى بعض الزوجات مانعا من استقطاع مبلغ شهري منذ بداية العام، ليعينهم على تكاليف الرّحلة مهما كانت، بل أن بعض الزّوجات يرين أن عدم قضاء العطلة في مكان آخر ذنب لا يمكن غفرانه، وعندما تسأل إحداهن عن هذا الإصرار، تقول إنّه لهيب الصّيف المحرق، إذ لا بد من التجديد والرّفاهية وكسر الرّتابة اليومية، حيث أن الأطفال والزّوجات ينتظرون العطلة الصيفية بفارغ الصّبر، لكن رب الأسرة يترقّب حلول ذلك بقلق وانزعاج شديدين، خوفا من عدم قدرته على تلبية رغبة أفراد الأسرة في القيام برحلات، بسبب عوائق مادية أو وظيفية تمنعه من اقتطاع عطلة صيفية له ولأسرته. *قضاء العطلة في مكان مميز محفزا كبيرا للمرأة الماكثة بالبيت ترى إحدى الزّوجات، أن عمل الزّوج لا يعد عائقا كبيرا يمنع رب الأسرة من أخذ إجازة لقضائها في الخارج مع أسرته، إذ أنّ للأطفال والزوجة حقا كبيرا في هذه الإجازة، من أجل كسر الرّتابة والروتين، التي طالما عانت الأسرة منها طوال العام الدّراسي. وتضيف؛ أن تواضع المقدرة المادية لا تمنع من اقتطاع أيام قليلة لقضائها، معتبرة قضاء العطلة محفزا كبيرا للزوجة، يشجعها على مواصلة الإعتناء وتلبية احتياجات ومتطلبات أسرتها بكل نشاط وحيوية، كما تعطي الأطفال دفعة معنوية قوية إلى الإمام، تجعلهم يستقبلون العام الدراسي الجديد بمعنويات جديدة. *العطلة الصّيفية أمر مستحيل، لأنّها موسم رواج تجارتي أما زوج هذه السيدة، فيرى أن ما يمنعه من تلبية رغبات أسرته هو عمله التّجاري الذي ينشط موسمه في فصل الصيف، معتبرا التّطلع بإصرار وحتمية لقضاء العطلة الصيفية في مكان مميز أمر يقلقه، ويقول أنّ رفض بعض الأزواج والآباء قضاء العطلة الصيفية، راجع إلى العجز المادي، الذي يعد أكثر الأسباب التي تمنع الأسر من قضاء العطلة خارج البيت، أما صديقه فيرى أن المصيف والسياحة الداخلية، تقارب كلفة السّفر للخارج، لذلك فهو يفضّل في حالة توفر مبالغ جيّدة، التّوجه للخارج لقضاء العطل الصّيفية بحثا عن التجديد والتغيير. وذلك بطلب من زوجته كما جاء على لسانه. *العطلة الصّيفية مكافأة معنوية لجميع الأطراف وتطالب سيدة أخرى، وهي أم لخمسة أطفال الأزواج بتنظيم كافة الشؤون الأسرية المتعلقة بقضاء العطلة الصيفية، والإعداد لها منذ البداية، عن طريق تخصيص وقت معين، واقتطاع مبلغ محدّد شهريا لتغطية التّكاليف المتطلبة لقضاء عطلة صيفية مميزة من دون عناء أو مشاحنات أسرية، وتري أهمية أن تكون العطلة استثنائية وغير تقليدية، سواء للزوجة أو للأطفال، ولا تستثني رب الأسرة الذي يحتاجها بشكل كبير، حيث تعد مكافأة سنوية لجميع الأطراف على مجهودهم وعنائهم اليومي. * أرفض أي أعذار تمنعني من الحصول على هذا الحق وترفض سيدة أخرى أي أعذار تمنعها هي وأسرتها من قضاء عطلة صيفية مميزة، سواء كانت داخل أو خارج الوطن، أو حتى في ذات المدينة، مبررة ذلك بوجود أنشطة متنوعة ومختلفة، بتكلفة مادية متواضعة تستطيع الأسرة من خلالها أن تحدث بعض التجديد خلال إقامتهم في ذات المدينة. إن العديد من الأسر تتجاهل مدى أهمية العطلة الصيفية، في تغيير الحياة الرتيبة وتجديد العلاقة الزوجية، إضافة إلى الإلتقاء الأسري في مكان واحد الذي يساعد في تغيير جوّ الأسرة النّفسي، إذ يجب وضع وتحديد برنامج سنوي أسري خاص للإعداد والتّرتيب للعطلة، وذلك من خلال تخطيط مالي مسبق، حتى لا تتراكم ديون مالية على كاهل الزوج، بعد العودة من السّفر. إن أهمية اختيار المكان بدقّة شديدة، يلعب دورا كبيرا في الشّعور بالمتعة، إذ يجب أن ينال إعجاب كل أفراد الأسرة، وتجمعهم في مكان يستقطب الأسر، إضافة إلى مناسبتها لمختلف الأعمار. إنّ العطلة الصّيفية لا تعني فقط حمل الحقائب والتنقل من هنا إلى هناك، إنّما هي أخذ الرّاحة والتّخلص من الضغوط والإرتباط العملي وتجمع أفراد العائلة في الوقت نفسه والمكان ذاته، ولا يجب سفر الأم مع أبنائها منفردين، لارتباط رب الأسرة بعمل كما يفعل البعض، إذ تحتاج المرأة إلى من يرعى مصالح الأسرة، وهي لن تتمكن لوحدها من تحمل مسؤولية الأبناء خلال ذلك، إلى جانب أن الأمر يعرضها إلى عدم تمتعها هي أيضا بتلك السّياحة.