شهدت مدينة غرونوبل الفرنسية أول أمس ، أحداث عنف وشغب كادت تكون دامية، عقب تظاهر السكان إثر مقتل أحد الجزائريين القاطنين بالحي من طرف الشرطة الفرنسية، حيث اعتبر وكيل الجمهورية في غرونوبل ''جون فيليب'' ما قامت به الشرطة دفاعا عن النفس، الأمر الذي لم يتقبله شباب حي المتوفى، والذي سبب لهم غضبا شديدا وتحوّل إلى موجة عنف في المدينة. وحسب مصالح الأمن الفرنسية، فقد شهد الحي الشعبي ''فيل نوف'' بغرونوبل، والذي ينحدر منه الجزائري الذي تمّ اغتياله، بدءًا من صبيحة الجمعة إلى غاية منتصف الليل تقريبا، أحداث شغب وصلت إلى حد تبادل لإطلاق النار بين المتظاهرين الغاضبين وقوات فرض النظام، كما أسفرت هذه الأخيرة - حسب ذات المصدر- عن حرق 50 إلى 60 سيارة، معدات بناء ومحلين تجاريين.الأحداث بدأت ليلة أول أمس، بمجرد وصول خبر مقتل الشاب الجزائري ''كريم بوداده'' صاحب ال27 سنة، الذي تدّعي السلطات الفرنسية أنه مسبوق قضائيا بثلاث جنح سرقة باستعمال السلاح الناري، إلى الحي، وذلك إثر تبادل طلقات نارية مع الشرطة الفرنسية، ساعة بعد مطاردة قام بها شرطيون من قسم مكافحة الجريمة بفرنسا ضدّ اللّص الجزائري وشريك له، بعد قيامهما باقتحام كازينو ''أورياج لي بان'' في مدينة ايزار، أين قامت سيارات الشرطة والدرك بملاحقة الشابين اللذين كان بحوزتهما بندقية ومسدسا، استعملاهما لاقتحام ''الكازينو''- حسب ادعاءات الشرطة دائما-، التي قالت إنهما قاما بإطلاق النار على سيارات الشرطة في غرونوبل، حيث تسببا في إصابة طفيفة لأحد الشرطيين، وعلى إثر ذلك، تولت الشرطة زمام الأمور، وقامت بملاحقة اللّصين عقب تخليهما عن سيارتهما بعدما تمكنا من سرقته من ''الكازينو''، ليقوم هؤلاء بإطلاق النار على الشاب الجزائري لعدم توقفه عن إطلاق النار عليهم بدوره، الأمر الذي أودى بحياة هذا الأخير.وفي هذا الصدد، قامت مصالح الأمن الفرنسية باعتقال شابين أحدهما في ال17 من العمر والآخر في ال18 بتهمة إحراق سيارات، إضافة إلى إلقاء القبض على 3 آخرين في ال20 من العمر، اتهموا بمحاولة سرقة محلات تجارية.وفي ذات السياق، ينتظر إقدام وزير الداخلية الفرنسي''بريس اورتوفو'' على زيارة إلى مدينة غرونوبل، التي تعاني من ارتفاع مقلق في نسبة العنف في الآونة الأخيرة، وذلك بغية محاولة تقديم المساعدة للحد من الظاهرة. الجدير بالذكر، أنه تمّ استرجاع المبلغ المسروق من ''الكازينو''، والذي يقارب ال 40 ألف أورو، كما قامت مصالح الشرطة الفرنسية بفتح تحقيق عام في القضية، في انتظار نتائج تشريح جثة ''كريم بوداده''، وإلقاء القبض على شريكه الذي مازال فارا.