عادت قضية رجل الأعمال المصري ياسر سالم إلى الواجهة بعدما تقرر برمجتها للدورة الجنائية المقبلة من طرف النيابة العامة، ذلك عقب الموافقة على الطعن الذي تقدمت به هيئة دفاع المتهم من طرف المحكمة العليا، إذ سبق الفصل فيها نهاية 2007 وتمت إدانته بتهمة التعامل مع الإرهاب وحكم عليه بالسجن النافذ لمدة 15 سنة.وعلمت ''النهار'' من مصادر مؤكدة؛ أن المحكمة العليا أرسلت مستندات القضية إلى النائب العام بمجلس قضاء العاصمة، من أجل برمجة القضية ضمن جدول قضايا الدورة الجنائية المقبلة التي تدخل ضمن الفصل الثالث من السنة القضائية، حيث سيتم محاكمته أمام تشكيلة تتضمن عناصر جديدة مخالفة للتشكيلة التي حوكم أمامها سابقا.وتوبع ياسر سالم ذو الأصول المصرية والجنسية الجزائرية المصرية، بتهمة إنشاء جماعة إرهابية مسلحة، تمويلها والإشادة بأعمالها والتزوير واستعمال المزور، بعدما ألقي القبض عليه متلبسا برفقة الإرهابيين ''ل.ع'' و''ح.ن''، اللذين كانا ينشطان لصالح الجماعة المسلحة المسماة حماة الدعوة السلفية، بقيادة الإرهابي قادة بن شيخة، حيث ذكر الملف أنّ هذه الجماعة نفذت عدّة عمليات إجرامية ضدّ مدنيين أبرياء.وتمثل دور الرّعية المصري المكنى أبو جهاد في قضية الحال، وحسب ما ورد على لسانه في التّصريحات الأولية وكذا المتهمين الآخرين، في تجنيد الشّباب وتمويل رحلاتهم وأسفارهم، بغرض الإلتحاق بفلول المقاومة في العراق، وكان هذا الأخير رجل أعمال يحوز أموال ضخمة تمكنت الجماعات الإرهابية من ربط الإتصال معه، وذلك لدعم مشاريعها وخططها، إلى جانب التكفل بعناصرها المصابين وتأمين مصاريف علاجهم. وذكرت محاضر التحقيق في قضية الحال؛ أن ''أبو جهاد'' ساعد العديد من الشباب الجزائري على دخول الأراضي العراقية، فيما ساهم في تزوير بعض الوثائق الخاصة بالهوية لعناصر إرهابية، من أجل تسهيل مهمّة تحركهم، الأمر الذي أنكره المتهم، في الوقت الذي يعتبر رفيقاه من أخطر العناصر الناشطة في صفوف الإرهاب بالجزائر.وأكدت تصريحات المتهمين ''ل.ع'' و''ح.ن'' من جهة أخرى علاقة جماعتهما بالمسمى ياسر سالم الرعية المصري، حيث توالت لقاءاتها به وتعددت الخدمات التي أداها هذا الأخير لصالح عناصر حماة الدعوة السلفية، إذ دفع تكاليف عملية جراحية قام بها أحد الإرهابيين بعيادة خاصة، وآواه بمحله الكائن بالصنوبر البحري لمدة 10 أيام، إلى حين شفائه. منتصر الزيات ل''النهار'': ''قبول الطعن كان منطقيا وسنحقق نتيجة أفضل في المحاكمة المقبلة'' أكدّ المحامي المصري منتصر الزيات في اتصال مع ''النهار'' أمس؛ أنه سيكون حاضرا ضمن قائمة المحامين الذين سيرافعون في حق مواطنه ياسر سالم المكنى أبو جهاد، وذلك خلال الدورة الجنائية القادمة مع نهاية سنة 2010، رغم تصريحه سابقا باعتزال الدفاع عن القضايا المتعلقة بالجماعات الإسلامية، والتأسس في حق المتهمين المتابعين فيها. وقال منتصر الزيات؛ أنّه سيأتي للجزائر من أجل تحقيق نتيجة أفضل من تلك التي حققها في المحاكمة الأولى، مشيرا إلى أن الحكم على ياسر سالم ب15 سنة سجنا نافذا لا يعكس مضمون الملف، الذي قال إنّه لا يحتوي على أي دليل مادي ملموس من شأنه إدانة موكله، مشيرا إلى أن قرار قبول الطعن من قبل المحكمة العليا، كان في محله ولا بد من العمل على استبعاد الإدانة في المحاكمة المقبلة.