أنا أم لأربع بنات، أصغرهن في الثالثة عشر وأكبرهن تجاوزت العشرين، وهي طالبة جامعية، المشكلة التي تعكر صفو حياتي ما يقدمن عليه بناتي من فوضى ولا مبالاة، بالإضافة إلى أنهن يتصفن بروح الإتكالية، مما يجعلني أواجه كل يوم متاعب منزلية أنا في غنى عنها. حيث يغادرن للدراسة بعدما يتركن البيت وغرفتهن منقلبة رأسا على عقب، من جراء ملابسهن وأغراضهن المبعثرة هنا وهناك وأمور أخرى غير مرتبة، إنهن كسولات لدرجة لا يتصورها العقل، لقد تعبت من هذا الوضع ولا أعرف كيف أتكلم معهن، لذلك التجأت إليك من أجل النيصحة التي تجعلهن نظيفات مرتبات، لكي أسعد بهن نساء ناجحات قادرات على تسيير شؤون بيوتهن في المستقبل. أم البنات/ العاصمة الرد: أيتها الأم الفاضلة، إن مشكلتك هذه تعاني منها أغلب الأمهات، فأبشرك أن الفتاة إذا دخلت بيت زوجها فإنها تتغير إلى الأحسن، لكي تعتني ببيتها وتحافظ عليه، وتخاف أن يرى منها زوجها ما يكره من عدم الترتيب والنظافة، وكثير جدا من الفتيات أعرفهن تغير حالهن بعد الزواج والإحساس بالمسؤولية، ومن الحلول التي يمكن أن تغير هذه الطباع، ما يلي: حاوريهن وناقشيهن وانصحيهن في جلسة هادئة بدون استعمال صيغة الأوامر والنواهي، واذكري لهن معلومة مهمة، هي أنك جنتهن ونارهن وأنه في رضاك عليهن سيوفقهن الله في كل حياتهن، وأنهن إذا رتبن أمورهن فإنك بهذا سترضين عنهن وتدعين لهن من قلب صاف، وأن دعوة الأم مستجابة وأنه في رضاك رضا لله سبحانه وتعالى وفي سخطك سخط وغضب من الله، وقولي لهن إن اهتمامهن بأنفسهن وغرفهن وتحملهن للمسؤولية سينفعهن في مستقبل حياتهن، وبهذه المصارحة الهادئة قد يتأثرن ولو بعضهن بهذا الكلام وخاصة إذا صدر منك. من الممكن الإستعانة بخالتهن في النصح والتوجيه، فأحيانا كثيرة الأبناء لا يسمعون من الأم ولكنهم يتأثرون بكلام العمة أو الخالة، ولا بأس من استعمال الثواب والعقاب فمن أحسنت ورتبت امنحيها "المصروف" أكثر، ومن أساءت أو قصرت فاحرميها من أمر تحبه كعدم الذهاب إلى صديقتها وهكذا. أيتها الأم الغالية، كوني لهن قدوة حسنة، فإذا رأوا أمهم مرتبة نظيفة كالنحلة مهتمة لا تلقي كل المسؤولية عليهن، فهذا أدعى كي يقومن بمساعدتك. فلا بأس بتقسيم العمل بينهن، فمثلا واحدة يكون عليها ترتيب الملابس وأخرى "كنس" الغرفة والثالثة "تنظيفها"، وأنت تشرفين وتثنين عليهن. أيتها الأم الغالية، لقد عرفت المشكلة وحددتها فحاولي أن تجربي عدة طرق لحلها، وعليك أن تتحلي بالصبر والحلم والكلمة الطيبة، ولابأس من تدخل الأب إذا عجزت. كما لا يفوتني أن أذكرك بأن تقولي لهن، إذا استمر بكن الحال سوف أدخل عليكن من يأتي من صديقاتكن أو قريباتكن إلى هذه الغرفة، والغرض من ذلك الشعور بالإحراج، ولكن يجب أن تحذريهن قبل فعلك هذا. ولا تنسي الدعاء لهن بالهداية والصلاح والستر والتوفيق، فهن فلذات كبدك. ردت نور