بدأت مأساتي منذ أن توفي والدي وأنا في الحادية عشرة من عمري، وإلى هذه اللحظة وأنا أعاني من فقدانه ومن عدم الشعور بالأمان، كنت المدللة والمفضلة لديه، الأمر الذي يثير غضب والدتي وغيرة إخوتي، وبعد وفاة والدي كنت أرى القسوة والتجاهل من والدتي لي ولمشاعري، في حين أنها تعطي حنانها واهتمامها لإخوتي، هذه التصرفات أدت إلى تحطيمي نفسيا وكانت النتيجة أنني إنسانة انطوائية، صامتة وحزينة، بالإضافة إلى شعوري المستمر بالخجل والخوف والإرتباك الشديد واحمرار الوجه وتسارع دقات القلب إذا ذهبت إلى أماكن عامة أو قابلت أناسا لا أعرفهم، مع شدة العصبية، فعندما أغضب لا أعرف ماذا أفعل؟ وأحيانا كثيرة يصيبني ضيق بالتنفس وتنتابني حالة بكاء شديدة. أمي نور، أتمنى أن أتغير للأفضل، بدليل أنني قررت الذهاب للطبيب النفسي، لكن أهلي رفضوا ذلك، فأنا حقا أريد أن أشعر بالرضا، لكن ما باليد حيلة. الرد: لا شك أن افتقادنا لمن نحب له تأثير على نفسيتنا، فأنت كما قلت كنت مدللة ومفضلة عند والدك رحمه الله تعالى للدرجة التي أثارت غضب والدتك وغيرة إخوتك. الآن تجاوزت مرحلة الطفولة، ولعلك أدركت أن الدلال المبالغ فيه أو الحرمان يشكل نفسية وانفعالات غير مستقرة، وما تلك المشاعر التي تزعجك إلا نتيجة لأفكار ومفاهيم تدور في رأسك، إن الأفكار والمفاهيم التي تحملها أنفسنا عن الغير والحياة، هي التي تحدث فينا انفعالات مزعجة وتوترات، ثم نراها تنعكس على سلوكنا وتصرفاتنا، أو تتجسد كأعراض جسدية، ما ذكرته من بعض الأعراض كشعورك المستمر بالخجل والخوف والإرتباك وإحمرار الوجه وتسارع دقات القلب، إذا ذهبت إلى أماكن عامة أو قابلت أناسا لا تعرفينهم، إنه الخوف من المجتمع، لكنه قابلا للتعديل والتغيير ما دمت تملكين دافعية وترغبين في التخلص منه، رائع أن رغبتك لمراجعة الطبيب موجودة، فاستعيني بمن ترينه من أهلك أكثر تفهما، فليس بالضرورة موافقة الكل ممن حولك. عزيزتي؛ أنت تملكين من القدرة واختيار الوقت المناسب للتعبير عما يضايقك واتخاذ القرار الحاسم في علاج نفسك، وأيضا في كسر الخوف وهدم السور بينك وبين والدتك وإخوتك. ردت نور