يتم تهريبها من شرق الوطن إلى قلب العاصمة عبر محور يشمل 6 ولايات مصالح الدرك فتحت تحقيقا لتحديد المصدر الرئيسي للكميات المضبوطة باشرت مصالح الدرك الوطني تحقيقا معمقا في ظل ارتفاع كميات المعادن الثمينة المغشوشة التي تم حجزها منذ مطلع السنة عبر مناطق مختلفة من أنحاء البلاد، والتي فاقت كميتها -حسب التقديرات الأولية لذات الأجهزة- ما يزيد عن 15 كغ من المجوهرات المصنوعة بواسطة معادن صفراء وفضية اللون في شكل ذهب وفضة غير مطبوعين، والتي تعادل قيمتها المالية حوالي4 مليار سنتيم. وعلمت ''النهار'' من مصادر أمنية مطلعة، أن مصالح الدرك الوطني كثفت تحرياتها في الآونة الأخيرة، إثر تمكن عدد من العصابات النشطة في مجال ترويج هذه المعادن والمجوهرات المغشوشة من اختراق إقليم العاصمة، كما تؤكده آخر القضايا المعالجة في هذا الإطار والتي توصلت خلالها أفراد فرقة أمن الطرقات ببوشاوي أثناء تأديتهم بحر الأسبوع المنصرم لمهام شرطة الطريق على مستوى الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين مدينتي سطاوالي وعين البنيان، إلى توقيف شخصين كانا على متن سيارتي ''بيجو 206''، ضبط بحوزتهما ما يعادل 301.3 غرام من الذهب غير المطبوع. وحسبما أوضحته المصادر التي أوردت المعلومة ل''النهار''، فإن ما أثار انتباه المحققين هو الفاصل الزمني القصير بين القضايا المعالجة من قبل وحدات الدرك الوطني، هذه الأخيرة التي تمكنت من الإطاحة بما لا يقل عن 7 عصابات في ظرف ثلاثة أشهر أغلبها تم تفكيكها خلال الحواجز الأمنية المنصبة على طول الطرقات، في حين بلغ عدد القضايا المسجلة منذ بداية السنة أزيد من 10 قضايا أدت إلى توقيف 11 شخصا واسترجاع 14.5 كغ من الذهب و301.8 غرام من الفضة المغشوشين، والتي لا تنطبق مع المعايير والمقاييس القانونية المعتمدة في مجال تصنيف المعادن الثمينة. وتشير المعلومات المتوفرة لدى المحققين إلى أن هذه العصابات والشبكات تنشط في أقاليم 6 ولايات على الأقل، عبر محور يمتد من الشرق إلى وسط البلاد انطلاقا من سوق أهراس، ميلية، سكيكدة، المسيلة وعين الدفلى وصولا إلى العاصمة، حيث تعتمد هذه الشبكات كما هو الشأن في جميع القضايا التي تمت معالجتها على أسلوبين رئيسيين، يتمثل الأول في إخفاء المجوهرات والمعادن على متن سيارات سياحية التي تحاول التسلل عبر الحواجز الأمنية المنصبة على طول الطريق، غير أنه وأمام اكتشاف مصالح الدرك لهذا الأسلوب وتفكيك عدد هام من العصابات، فقد لجأت عناصر هذه الأخيرة إلى نوع آخر من الحيل يرتكز على استغلال وسائل النقل الجماعية على غرار الحافلات التي تربط بين المسافات الطويلة والقطارات السريعة ما بين الولايات، بهدف تفادي الوقوف في قبضة مصالح الأمن أثناء تهريب كميات معتبرة من المعادن المغشوشة، إلا أن هذه الطريقة هي الأخرى لم تكن بقدر النجاعة الذي كانت تتوقعه هذه العصابات، خاصة في ظل تشديد الإجراءات الأمنية التي شملت وسائل النقل بمختلف أشكالها، حيث سمح تفتيش مسافر على متن القطار الرابط بين ولايتي عنابة والعاصمة بتاريخ 28 نوفمبر الماضي من العثور على 293 غرام من الذهب غير المطبوع. وينتظر من التحريات التي باشرتها مصالح الدرك الوطني تحديد مصدر هذه المجوهرات المغشوشة، حيث لم تستبعد مصادرنا تهريبها من دول مجاورة عبر الحدود الشرقية للوطن كما سبق الإشارة إليه، لاسيما أنه تم معالجة قضيتين على مستوى ولاية سوق أهراس الأولى مطلع السنة، أين تم توقيف شخص بحوزته 4 كلغ و105 غ من الذهب غير المطبوع، على متن سيارة سياحية ''كليو'' بالطريق الوطني رقم 81، أما الثانية فتعود إلى أقل من أسبوع من تاريخنا، حيث ضبطت فصيلة الأبحاث الولائية شخصين على متن سيارة أجرة بحوزتهما 30.6 غراما من الذهب و301.8 غرام من الفضة غير الممهورين بالدمغة، في حين أن أكبر كمية تم استرجاعها منذ بداية السنة فكان ذلك على مستوى ولاية عين الدفلى بتاريخ ال 10 من الشهر الجاري، عندما ألقت وحدات سرية أمن الطرقات خلال حاجز في مقطع الطريق السيار شرق -غرب الذي يعبر الولاية بأعالي محول بلدية بو راشد، القبض على شخص كان على متن سيارة ''مرسيديس'' وبحوزته 7.3 كغ من الذهب غير المطبوع.