توصلت مصالح الأمن بولاية البليدة، بعد التحريات التي باشرتها، على إثر تلقيها شكوى من قبل المدعو "ت. ب"، عن فرار ابنته القاصر"ت. د"، البالغة من العمر 13 سنة من المنزل العائلي، بتحريضها من المدعوة "م. س" المكناة "مانديلا"، على الفسق والدعارة، لعلمها أنها ليست عذراء، أين أخذتها على متن سيارة من نوع "رونو 5" حمراء اللون، وتغيب القاصر عن المنزل أربعة أيام منذ تاريخ 26 أكتوبر من سنة 2007، اتصلت به هاتفيا لتخبره أنها متواجدة بمنزل أحد الأشخاص بمدينة البليدة، وأنها بخير ولا تريد العودة إلى المنزل. في حين، تكلم معه شخص غريب ووعده بأن يسلمها لمصالح الشرطة. مصالح الأمن، فتحت تحقيقا في القضية، باستجواب المشتبه فيها الرئيسية المعروفة بمدينة البليدة، والتي صرحت أنها تعرف القاصر وعائلتها التي كانت تعيش معها بمدينة وادي جر منذ 3 سنوات، كما أن الفتاة متعودة على الفرار من المنزل، غير أنها لا تعرف مكانها وكانت تتصل بها هاتفيا بدون أن تذكر مكان تواجدها، حينها قامت الفرقة بالترصد للقاصر وتوقيفها، حيث أكدت على خروجها من المنزل منذ أسبوعين بمحض إرادتها، بعدما أخبرتها والدتها أنها سوف تأخذها إلى امرأة، أي أنها سوف تأخذها لرجل لممارسة الجنس معه، وأن كلمة "امرأة" هي كلمة السر بينهما حتى لا ينتبه والدها، مضيفة أن والدتها متعودة على عرضها على الرجال لممارسة الجنس عليها مقابل مبالغ مالية، كما أنها فقدت عذريتها منذ حوالي 3 سنوات على يد المدعو "ع. ع" بالصومعة، مقابل مبلغ 4 آلاف دينار. وبعد استجواب والدة الضحية المدعوة "س. ح"، صرحت أنها علمت بموضوع ابنتها من قبل المدعوة "م. س"، التي أخبرتها أنها تعرضت إلى اعتداء جنسي في منزل "ع. ع"، ومع هذا تركتها عنده لممارسة الجنس عليها مقابل مبالغ مالية، كما أنها متعوّدة على التنقل من مكان إلى آخر للمبيت وترك ابنتها مع عدة أشخاص لممارسة الجنس عليها. أما هذه الأخيرة، فقد أنكرت التهمة المنسوبة إليها، مضيفة أن والدة الضحية كونها متشردة في الشوارع وليس لها مأوى، تقوم بالمتاجرة بجسد ابنتها مقابل مبالغ مالية، ولا علاقة لها بالموضوع. كما أدلت الضحية بأسماء الرجال الذين كانت تعاشرهم مقابل مبالغ مالية، وهم "ع. ع"، "ب. ك" و"ق. ر" بمشاركة والدتها "س. ح" و"م. س"، ورغم إنكار المتهمين للتهم المنسوبة إليهم، ومحاولتهم للتهرب من المسؤولية الجزائية، إلا أن شهادة الضحية والشاهد "م. ج" الذي رافق الضحية إلى مدينة موزاية، حيث قضت الليلة مع المتهم "ق. ر"، الذي مارس عليها الجنس بعدما سلم لها المخدرات، فضحت كل شيء. حيث تبين لغرفة الإتهام، وجود أعباء كافية لارتكاب المتهم "ع. ع" جناية هتك عرض، والمتهم "ب. ك" ممارسة الفعل المخل بالحياء على قاصر دون 16 سنة، والمتهمتين "س. ح" و"م. س" بجنحة تحريض قاصر على فساد الأخلاق، والمتهم"ق. ر" بجنحتي إبعاد قاصر وتحريضها على فساد الأخلاق، ليحالوا على محكمة الجنايات طبقا للقانون. وبعد المرافعة، تمت تبرئة ساحتهم.