من منا لا يحلم أن يصبح ''مير البلدية'' ويساهم في تسيير شؤون الدولة لمواطنيها؟ ومن منا لا يحلم أن يحضر لقاءات بصفته ''مير'' يترأسها في غالب الأحيان وزير للداخلية والجماعات المحلية، وأحيانا أخرى يترأسها الرئيس بوتفليقة؟ لكن حتى تصبح كذلك، هل يشترط عليك أن تتوفر فيك مواصفات ومؤهلات علمية تجعلك قادرا على تسيير شؤون البلدية في أعز أزماتها؟ بالطبع لا... ''النهار'' وفضولا منها لمعرفة أهم الأسباب التي كانت وراء كثرة الإحتجاجات وكثرة الإنتحار عن طريق الحرق بالنار، راحت تتقرب من الأميار ومن مقربيهم لمعرفة أي مستوى تعليمي يتوفر عليه ''عمدة'' البلدية، جعله عاجزا عن تسيير شؤون الأمة الواقعة تحت سلطته، لتتفاجأ لافتقار أقرب سلطة من المواطن لشهادات جامعية، ونكتشف الكارثة حين تأكدنا من وجود ''باتريوت، ممرضون، حرس بلدي، خبازون وجزارون'' هم من يسّرون مشاكل المواطن. ومهما كان ثقل ''الفاجعة'' التي توصلت إليها ''النهار''، إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره بمثابة فاجعة مادام المواطن هو من يختار مسيّر أموره، ومادام قانون البلدية لا يحدد مواصفات معينة يجب أن تتوفر في منتخبي البلدية... ولتتفاجأوا تابعوا جولة ''النهار'' التي قادتها عبر مختلف ولايات الوطن... 22 ''مير'' بالشلف لم يطرقون أبواب الجامعة وبطالون يسيّرون شؤون المواطن ولاية الشلف ''الأصنام'' سابقا، أغلب شيوخ بلدياتها لم يطرقوا أبواب الجامعة، حيث تشير المعلومات المتوفرة لدينا إلى وجود أزيد من 22 ''مير''، شاءت الأقدار أن يتوقف مستواهم التعليمي إلى ما دون الثالثة ثانوي. ''أميار'' ولاية الشلف الذين ينزل مستواهم الدراسي عن التعليم الثانوي، يوجد ضمنهم نسبة قلية لم يتجاوز مستواها التعليمي التعليم المتوسط أو الأساسي، كانوا بطالين قبل عشية وضحاها، ''شيوخ'' بلديات مكلفين بتسيير شؤون البلدية والتفكير في مشاكل عميقة في الجزائر العميقة، عمق اهتمامات مواطنيها، حيث تشير التقديرات المتوفرة لدى ''النهار''، إلى وجود ما لا يقل عن ال08 من المائة من هؤلاء ''الشيوخ''، يديرون ظهرهم لمختلف المجالات الحيوية لشباب المنطقة. بشار: ''مير يحذّر أمريكا من تطاولها على العراق وآخر لا يفرّق بين الآيات القرآنية والأحاديث النبوية'' منذ عقود، ظل ضعف مستوى العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية بولاية بشار، من المفارقات التي باتت حديث الخاص والعام، وبالخصوص تصرفات عدد كبير من ''الأميار'' الذين أفرزتهم تكتلات حزبية لم تكن غاية تصويتهم إلا لحاجة في نفس يعقوب، حيث لم تكن منطقة الجنوب الغربي في منأى من هذه المفارقة، ذلك أن أحد ''الأميار'' بإحدى البلديات النائية، حرم نوابه من الإنابة عنه في جميع الإمضاءات الإدارية التي خص بها نفسه، حيث دخل عليه شاب يريد التصديق على نسخة لشهادة عليا، فوضع على مكتبه النسخة الأصلية مرفقة بصورة طبق الأصل، كان قد أشّر عليها بخاتم دائري يحمل اسم البلدية، فظن ''المير'' إلى أن الخاتم دلالة على أن أحد نوابه أمضاها قبله، ليصرخ قائلا ''لقد حذّرتهم أن لا أحد يمضي قبلي''، وهو يمزق الأوراق بيديه من شدة الغضب بدون أن يُدرك أن من بين الأوراق شهادة عليا أصلية لا تُمنح لصاحبها إلا مرة.''مير'' آخر، أكد الكثير من الذين يعرفونه على أنه لا يمكنه تحديد موقع العراق، سُئل من طرف أحد الإعلاميين عن شعوره أيام اجتياح قوات التحالف للعراق، فرد قائلا وبصوت جعل ذلك الإعلامي يرجع أمتارا إلى الوراء ''أنا أحذّر أمريكا من تطاولها على العراق''.في سياق غباء بعض ''الأميار'' وجهلهم، حدّثني أحد الأصدقاء عن أن أحد شيوخ البلدية، كما يحلوا لكبار السن أن يسموهم، صعد ذات يوم إلى المنصة، مخاطبا أحد الولاة الذين مروا بالمنطقة ''إن أمتي عطشانة'' ياسيدي، فرد عليه أحد الحضور من الذين يؤمنون بأن الخالق هو مُنزل الغيث ''صلى الله عليه وسلم''. المسيلة: ''22 ''مير'' لا يجيدون القراءة والكتابة ويجهلون لغة الأرقام'' غياب عنصر الإتصال بالجماعات المحلية، واندساس المسؤولين بمكاتبهم، ولّد كبتا وقنوطا لدى المواطنين بعاصمة الحضنة، الذين يلجؤون في غياب الحوار السلمي، إلى العنف، وبدلا من الفهم الحقيقي ل'' ثقافة الإتصال'' على أنها أداة جد ناجعة في امتصاص الغضب، فالحديث عن المستوى التعليمي لرؤساء البلديات ال74 بولاية المسيلة، يحتاج إلى الكثير من التحليل، فهذا الأخير هو العنصر الأساسي في تراجع التنمية بولاية المسيلة، وهو ما جعلها تقتني تذكرة المراتب الأخيرة للولايات ''المتخلفة''، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود 22 رئيس بلدية لا يجيدون القراءة والكتابة، و21 مستواهم محدود ''مستوى ابتدائي''، 6 مستواهم بين ''المتوسط والثانوي''، و7 لديهم شهادات جامعية. والي ولاية المسيلة، بن منصور عبد الله، تفاجأ من خلال زيارته الميدانية للتعرف على بلديات الولاية، بالعديد من رؤساء البلديات لا يعرفون قراءة المبلغ المالي المخصص للمشروع وكيفية متابعته... ليقول بصريح العبارة وأمام الجميع ''الولاية محطّمة والمشاريع مجمّدة... وأنتم أسبابها''، حينها تفهم حجم الإبتلاء الذي ابتلي به ورفع يديه إلى السماء وقال ''اللهم إني لا أسألك رد القضاء... ولكني أسألك اللطف فيه''. وما تجدر الإشارة إليه، أن 83 بلدية عاجزة عن تغطية نفقاتها عن طريق مداخيلها الذاتية، مما جعل مجالسها ومسؤوليها مجرد أعوان لرصد هذا الإفلاس المزمن وتبليغه للهيئات الوصية للحصول على دعم موازناتها منتصف ونهاية كل سنة. البيّض: ''الدعاوى القضائية وتوقيفات الولاة تعصف بالأميار'' لم يكد ''أميار'' ولاية البيّض ال22، يختمون عامهم الثالث حتى أضحى الكثير منهم، مصدر قلق مزمن، لمجرد ذكر أسمائهم للكثير من السكان، وفي أحسن الأحوال فسحة للتنكيت المصحوب بالإزدراء للبعض الآخر منهم، إلى درجة أن الكثير منهم باتوا يقضون أوقاتهم بين أروقة الشرطة والمحاكم أكثر مما يقضونها بين مواطنيهم، الذين انتخبوهم لحل مشاكلهم. الأمر لا يدعو إلى الغرابة إذا علمنا أن ''مير'' المدينة مقر الولاية مطالب بالإمضاء مساء كل يوم أربعاء أمام مصالح الشرطة، لأنه تحت الرقابة القضائية لتورطه في قضية تبديد المال العام، وسوء التسيير برفقة اثنين من نوابه وثمانية عمال من البلدية. غير بعيد عن ذلك، ف''مير'' بلدية البنود بلغ عدد القضايا التي هو طرف فيها أمام المحاكم، أكثر من 5 قضايا، الأولى تتعلق بتبديد أموال منحة تشغيل الشباب المطروحة أمام محكمة المشرية، الثانية تتعلق باقتناء حافلة مسروقة لفائدة مصالح البلدية، الثالثة تتعلق بمنح مشروع إنجاز خزان ماء لفائدة مقاولة بأوراق مزورة، الرابعة تتعلق بضياع الأختام الرسمية للبلدية، والخامسة قضية سب وشتم رفعها ضده مواطنون من البلدية. بلدية أخرى، تئن تحت وطأة الصراعات والمشاكل والمتابعات القضائية، نعني بها بلدية الكراكدة، ف''المير'' إلى حد الساعة منذ أكثر من عام، موقف بقرار من الوالي عن ممارسة مهامه الموكلة للأمين العام للبلدية، على خلفية مشاكل تتعلق بسوء التسيير وتبديد المال العام، ملفها أمام محكمة العين الصفراء، بدوره ''مير'' بلدية بوعلام موقف هو الآخر عن ممارسة مهامه منذ عامين، على خلفية إتمامه لصفقة عمومية مخالفة للتشريع، هي بين يدي العدالة. ''مير'' بلدية الأبيّض سيد الشيخ هو الآخر تحقق معه مصالح الشرطة في أكثر من خمس قضايا، تحوم حولها شكوك حول تبديد المال العام وسوء التسيير، منها قضية اقتناء عتاد لحظيرة البلدية، اقتناء قفة رمضان، صفقة مشروع تدعيم هياكل البلدية وكذلك قضية الإعتداء على مدير ثانوية، والتي أدين فيها نائبه مؤخرا، بعام حبسا نافذا وغرامة ب05 مليون سنتيم. ''مير'' آخر موقوف بقرار من الوالي منذ عامين، ويتعلق الأمر ب''مير'' بلدية تيسمولين، على خلفية صفقة اقتناء جرافة للبلدية. تيارت: ''أميار يفكرون في الهرب على شاكلة الرئيس بن علي'' لا تكاد تخلو بلدية من بلديات تيارت من منتخبين في مجالسها، لا يحملون أي مؤهل علمي، وتراوحت الأغلبية بين مستوى المتوسط والثانوي، وقلة قليلة جدا لا تكاد تذكر من لهم مستوى جامعي، ورغم ذلك فهم مجرد أعضاء. فيما سارع البعض الآخر إلى الإستعانة بالتكوين المتواصل حتى يقال إنه جامعي. أما ''الأميار'' فأغلب مهنهم الأصلية لا تتجاوز ممرض أو معلم، فبدءا من بلدية زمالة الأمير عبد القادر وسرغين وقصر الشلالة، ومرورا بالرشايقة والحمادية ومهدية والدحموني، وصولا إلى عاصمة الولاية، فيتراوح مستواهم ما بين المتوسط والثانوية. وذكر مصدر آخر، أن بعض البلديات كمادنة والرصفة، فيها منتخبون لا يحملون أي مستوى علمي، فأغلب رؤساء البلديات لا يستطيعون التحكم في أزمة بسيطة، ففي الإحتجاجات الأخيرة، أغلبهم كان يفكر في الهرب على شاكلة ''زين العبدين بن علي''. تيسمسيلت: ''''مير''يستعين بالألوان ليفرّق بين الملفات وآخر يمضي شهادة وفاته'' أما في تيسمسيلت، فلا يكاد الأمر يختلف عما هو الحال عليه بولاية تيارت، حيث ذكر مصدر أن رئيس إحدى البلديات يستعين بالألوان ليفرّق بين الملفات الخاصة بالإدارات التي يتعامل معها...! فملف الري له لون، والفلاحة لون وهكذا.. ويتداول السكان أن هذا ''المير'' الذي يتربع على هذه البلدية لعهدتين أو أكثر، قام بإمضاء شهادة وفاته بدون علمه وأصبحت حكايته على كل لسان. بومرداس: ''سائق مير يتحكم في 001 ألف نسمة ويسيّر شؤون المعاقين وقفة رمضان'' أكدت مصادر مقربة من أحد ''مير'' بلدية تقع شمال ولاية بومرداس، تتوفر على أزيد من 001 ألف نسمة، على أن سائق رئيس البلدية يضغط على هذا الأخير ويساهم في صنع قراراته، كما أنه كل من أراد الحصول على شغل أو مسكن أو ''شاليه'' أو قفة رمضان أو منحة المعاقين، يكفي أن يكون أحد أصدقاء سائق ''المير''، والأكثر من ذلك، فلقد شوهد ''شوفور'' المير وهو يشرف على مشروع خاص بتزويد سكان أحد الأحياء بماء الشرب، ويصرخ بصوت عال ''كل من يرغب في التزود بالماء فليكن له ذلك أنا اللي نحكم...''. وإن أفادت بعض المصادر أن ''هذا ''المير المحڤور'' الذي كان يسيّر اصطبلات الدجاج، قبل أن يصبح ''شيخ بلدية''، لم يطرق أبواب الجامعة، فإن الشأن نفسه بالنسبة إلى العديد من ''أميار'' الولاية المحرومين من شهادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. البويرة: ''مير يبحث عن مترجم لحل مشاكل ''الزماڤرة'' وآخر ينصّب كاميرات للإستقبال بالوجوه'' تتكون ولاية البويرة من 54 بلدية، إلا أن تسيير هذه المجالس يبقى تحت تصرف أناس دون المستوى، أين نجد أن أغلبية رؤساء، لم يجتازوا التعليم الثانوي، الأمر الذي أدى إلى عدم التسيير الحسن، في ظل نقص الخبرة العلمية في التعامل مع الأوضاع الإستثنائية مع المواطنين خاصة بالبلديات الكبيرة، مما أدى بهؤلاء الرؤساء إلى اصطناع بعض الأكاذيب للإجتناب أو التهرب من اتخاذ بعض القرارات، أين خلّفت هذه الحالة استياء المواطنين الذين عرقلت مصالحهم، نظرا إلى انعدام لغة التواصل بين المواطن والمنتخب المحلي، خصوصا أن هذا الأخير يعجز عن تشخيص الحالات الطارئة كالشكاوي العاجلة، وهناك من لا يحسن حتى النطق بالعربية. أما اللغة الأجنبية، فحدث ولا حرج. كما جرى مع أحد رؤساء البلديات بالجهة الجنوبية، عندما قدمت منه إحدى المواطنات المقيمة بالمهجر، للإستفسار عن بعض القضايا، الأمر الذي أجبره على البحث عن مترجم، ومنهم من يضع كاميرات عند مداخل البلدية ليقرر من يستقبله ومن لا يستقبله، ومنهم من كان في مقهى فوجد نفسه رئيس بلدية، كما ينطبق على بلدية جنوب الولاية، لكن هذا الوضع لا ينطبق على جميع رؤساء البلديات، حيث يوجد من بينهم شاب واحد ذو شهادة جامعية، يدير شؤون بلدية جد نائية بالجهة الغربية للولاية. مستغانم: ''شنبيط مسلح، فرملي وإمام يسيّرون مشاكل ولاية'' أصبحت بعض المناصب على مستوى رؤساء مجالس البلدية لولاية مستغانم، تطرح العديد من علامات الإستفهام، وتثير الإستغراب في مدى سياسة وقيادة البرامج التنموية لبعض المناطق على مستوى الولاية، والتلاعب بميزانيات الدولة التي تستفيد منها مختلف مخازن البلدية لفائدة سير العجلة التنموية على مستوى مختلف المناطق، حيث نجد إحدى البلديات على مستوى spa