اخترق صفوف المتظاهرين بساحة أول ماي أمس، عشرات الشباب من أبناء الحي وحي بلوزداد الشعبي، منددين بالمسيرة وبرموزها، خاصة زعيم حزب ''الأرسيدي'' الذي نعتوه بعدة أوصاف، حاملين لافتات ومرددين شعارات مناهضة له وللمسيرة، وأخرى مؤيدة للنظام والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وحاولوا الإحتكاك بالمتظاهرين في الكثير من الأحيان بسبب ملاسنات كلامية. وخرج الشباب المندد بالمسيرة أمس، حين حاول المتظاهرون السير باتجاه حي بلوزداد الشعبي، أين قطعوا عليهم الطريق وساروا في مسيرة مضادة، محاولين سلك الطريق المؤدي إلى شارع حسيبة بن بوعلي، قبل تدخل رجال الأمن ومنعهم من اختراق الطوق الأمني المضروب على ساحة أول ماي، بمحاذاة محطة الحافلات، على غرار أنصار للمسيرة. واستطاعت أمس، المسيرة المضادة لأبناء حي بلكور وساحة أول ماي، إبطال مفعول المسيرة التي دعت إليها التنسيقية، من خلال التشويش على شعاراتهم والإستهزاء برموزها على غرار سعيد سعدي، الأمر الذي جعل أنصار المسيرة يحاولون استغلال الشعارات التي يرددها الشباب المعارض لصالحهم في كثير من الأحيان، على غرار خلق شعارات مقبولة لدى الجانبين. ومن بين الهتافات التي حاول فيها أنصار المسيرة ترديدها لتغليب كفتهم على الكفة الأخرى، شعار ''خاوة خاوة''، ''ترديد أناشيد وطنية'' وكذلك شعار ''بهدلتونا التوانسة خير منا''، وهي الشعارات التي التقى فيها الطرفين وحاول من خلالها أنصار التنسيقية دعم صفوفها بهذه الهتافات، إلا أن الشباب سرعان ما يتراجعون عن هذه الشعارات إلى ''بوتفليقة ماشي مبارك، سعيد سعدي روح لدارك''. وطغى منطق شباب الحي على منطق طالبي التغيير في آخر المطاف، حين تفرق أنصار التنسيقية، وبقي الشباب المؤيد بشعاراته لبوتفليقة، ووجد أعوان الشرطة صعوبة في تفريقهم كونهم من أبناء الحي، حيث أخذوا يهتفون ''ما تزعكوناش رانا فحومتنا''، في الوقت الذي خمدت أصوات المتظاهرين الآخرين تماما. كما أحرق هؤلاء الشباب، صورا لزعيم حزب ''الأرسيدي'' وشعارات أخرى منددة بالنظام، كان يحملها بعض أنصار المسيرة، في الوقت الذي تمكن فيه رجال الأمن إلقاء القبض على أحد اللصوص، التسلل وسط المتظاهرين، وحاول سرقة امرأة، حيث تم اعتقاله، ويعتبر المعتقل الوحيد خلال مسيرة أمس، حسب شهود عيان.