الرئيس تبّون يشرف على مراسم أداء اليمين    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    إحباط إدخال 4 قناطير من الكيف عبر الحدود مع المغرب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملايين الجزائريين في الشوارع تضامنا مع غزة
جمعة غضب تاريخية في كل الولايات

الجزائريون في الموعد لما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية
من أعالي القصبة مرورا بمساجد وأزقة باب الواد وباب جديد وصولا إلى ساحة الشهداء ومقر مجلس البرلمان، تظاهر مئات الآلاف من الجزائريين،الجمعة، استجابة لدعوة الشيخ يوسف القرضاوي ومئات الدعاة والأئمة ل"جمعة الغضب"، حيث جرفت الحشود الحواجز الأمنية المطوّقة لمقر مجلس الأمة..
*
حتى العشرات من الصينيين والأفارقة الذين تزامن وجودهم في ساحة الشهداء بمرور المتظاهرين التحقوا بالمسيرة الشعبية منددين بالجريمة الإنسانية المرتكبة في حق أهالي غزة..
*
*
العاصميون: "كلنا صلاح الدين.. كلنا استشهاديون"
*
"حلو الحدود.. نجاهدوا ليهود".."كلنا صلاح الدين..كلنا استشهاديون".. "إلى "غزة .. الشهادة أو العزة"، "أردوغان وتشافيز..رؤساء العزة" شعارات رددتها حناجر مئات الآلاف من الشباب والمصلين بمجرد خروجهم من مساجد "النصر"، "السنة"، "السلام"، "فتح الإسلام"، "التقوى" وغيرها من المساجد التي أطلقت خطب أئمتها حول غزة والعدوان الإسرائيلي ثورة من الغضب دفعت بالمصلين للجري عوض المشي في أزقة القصبة وباب الواد مرددين "باب الواد الشهداء..فلسطين الشهداء" وحتى شعارات حقبة التسعينيات طفت إلى السطح من جديد "عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله"، كما انضمت النساء، العجائز إلى المسيرات بين المزغردة والمهللة.
*
ولم تعترض قوات الأمن ومكافحة الشغب التي طوقت ساحة الشهداء بصفة كاملة المتظاهرين وهم يعبرون شارع "العقيد لطفي" الرابط بين باب الوادي وساحة الشهداء غير أنه استنفرت جميع قوى الأمن بمجرد مرور المتظاهرين بالمديرية العامة للأمن الوطني المحاذية لساحة الشهداء، كما سجلت بعض المناوشات والمشادات بين الشباب المتظاهر وعناصر مكافحة الشغب لمدة تجاوزت ال15 دقيقة عندما حاولت قوات مكافحة الشغب منع المتظاهرين اختراق شارع زيغود يوسف والحيلولة دون وصولهم إلى مجلس الأمة، إلا أن الغضب الشعبي ورمي بعض الشباب الحجارة والأحذية على أعوان مكافحة الشغب دفع بالمتظاهرين لجرف الحواجز الأمنية المحيطة بمجلس الأمة، حيث تسلق بعض الشبان وعلقوا العلم الفلسطيني جنبا إلى جنب مع العلم الجزائري فوق مبنى مجلس الأمة، كما حاول بعض الطائشين والمندسين في المسيرة تخريب مرافق مجلس الأمة إلا أن تدخل العقلاء وتهدئة المتظاهرين ودعوتهم للتعقل والالتزام بالهدف الأول للمسيرة وهو مناصرة "غزة" دفع المتظاهرين بالتقدم نحو المجلس الشعبي الوطني بهدف الوصول إلى ساحة البريد المركزي ومن ثم الصعود إلى قصر الحكومة، إلا أن تلويح قوات مكافحة الشغب بالهراوات أحدث حالة من الكرّ والفرّ بين المتظاهرين وقوات الأمن ما نتج عنه حالة من الاحتقان انتهت بمجرد اختراق حشود وجماهير قادمة من ساحة أول ماي باتجاه ساحة الشهداء الطوق الأمني، حيث التحم المتظاهرون من الجانبين واتحدت المسيرتان ووجد أعوان الأمن أنفسهم محاصرين من الجانبين ما اضطرهم إلى دفع المتظاهرين نحو ساحة الشهداء.
*
ودعا مؤطرو المسيرة الذين كان يتقدمهم بوخمخم وعبد الرزاق مقري، المتظاهرين إلى التوجه نحو مساجد العاصمة لأداء صلاة العصر بمجرد أن سُمع صوت الآذان ليفترق المتظاهرون رويدا رويدا بعد أن أحرقوا العلمين الإسرائيلي والأمريكي وصورة "كونداليزا رايس" و"حسني مبارك" بساحة الشهداء وهم يكبرون ويهللون.
*
*
آلاف المواطنين نجحوا في السير من الحراش إلى ساحة الشهداء
*
تمكن عشرات الآلاف من المتظاهرين تتقدمهم شخصيات سياسية من النزول إلى شوارع الجزائر العاصمة عقب صلاة الجمعة، في مسيرات غضب مساندة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمحرقة يهودية وصهيونية في غزة.
*
ونجح المتظاهرون لأول مرة في السير من مسجد خالد بن الوليد بحي بلكور الشعبي إلى غاية ساحة الشهداء بوسط العاصمة، منذ مظاهرات 14 جوان 2001 التي أعقبها صدور قرار منع المسيرات في العاصمة، ورددوا عبارات مناهضة للصهاينة والولايات المتحدة ومنددة بما أسموه بأنظمة الخيانة والانبطاح في العالم العربي.
*
وحاولت تعزيزات مكثفة من قوات مكافحة الشغب منع المسيرة التي انطلقت عقب صلاة الجمعة من مسجد خالد بن الوليد بحي بلكور، إلا أن سيل المصلين الذين تقدمهم أحمد بن محمد وعبد القادر بوخمخم، وبعض الشخصيات من قدامى حركة مجتمع السلم، تمكن من فتح الحاجز الذي شكلته عناصر مكافحة الشغب بعد محاولات متعددة لمدة قاربت 20 دقيقة، لتتراجع قوات مكافحة الشغب فيما يشبه نوع من غض الطرف غير المعلن من قبلها، وبعد محاولات متكررة من بن محمد الذي عمل بشدة على إقناع عناصر الأمن بأنه قادر على التحكم في المسيرة، ولم تلجأ عناصر الأمن إلى استخدام العنف تجاه المتظاهرين رغم وجود الآليات والعربات والتجهيزات الخاصة بمكافحة الشغب.
*
وحاولت قوات الأمن وقف المسيرة بساحة أول ماي مرة أخرى، إلا أنها فشلت بسبب تصميم المتظاهرين على مواصلة السير إلى غاية ساحة الشهداء، كما كان متوقعا للمسيرة قبل انطلاقها، وبالفعل تواصلت المسيرة إلى غاية ساحة الشهداء تحت زغاريد النسوة اللائي خرجن إلى شرفات بيوتهن بشوارع بلوازداد وشارع حسيبة بن بوعلي.
*
ومباشرة بعد ما تجاوزت المسيرة ساحة أول ماي، سارعت قوات الأمن إلى الانسحاب وإخلاء الشارع أمام المتظاهرين الذين أبدوا سلوكا حضاريا، بإستثناء بعض الحوادث الطفيفة بحي بلكور، أين جرح شرطي، لتتواصل المسيرة التي انضم إليها الآلاف من مختلف مساجد وأحياء العاصمة، إلى غاية مقر مجلس الأمة ليلتقي المتظاهرون الذين قدموا من حي بلكور ونظرائهم الذين انطلقوا من أحياء ومساجد حي باب الواد الشعبي.
*
ومع وصول متظاهرين قدموا من أحياء الحراش والقبة إلى ساحة البريد المركزي تم إعادة توجيه المسيرة نحو شارع ديدوش مراد، وتواصل ترديد عبارات تلقي باللائمة في محرقة شعب غزة على الأنظمة العربية وخاصة بلدان الجوار وبالأخص نظام مبارك، وردد الشبان عبارات من قبيل "ماذا تفعلون بنا.. أرسلونا إلى غزة"، و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود" و"يا للعار يا للعار باعوا غزة بالدولار" في إشارة واضحة لمواقف بعض الدول العربية، ورددت شعارات تحمل انتقادات حادة للنظام المصري، في حين رددت هتافات تحيي موقف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ورئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان.
*
ورفعت لافتات كبيرة كتب عليها "قاطعوا منتجات إسرائيل وأمريكا والإتحاد الأوروبي ومصر"، ومطالبة بتعويضها بسلع ومنتجات تركيا وفنزويلا.
*
ومع وصول جموع المتظاهرين الذين انطلقوا من أحياء الحراش والقبة وإنضمامهم إلى المسيرة، تفرق الجميع بسلاسة كبيرة أمام أعين قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب التي بقيت تراقب الوضع من بعيد.
*
*
إصابات شرطي ومواطن وتعرض شبان لجراح في باش جراح
*
تعرض شرطي من قوات مكافحة الشغب لإصابات خطيرة وسالت دماء مواطن آخر، وسجلت إصابات خفيفة وسط بعض المشاركين في المسيرة، زوال الجمعة، اثر المواجهات العنيفة التي اندلعت بباش جراح بالعاصمة، بين قوات مكافحة الشغب والمواطنين المتجمهرين في مسيرة حاشدة ضمت أزيد من 600 شخص، حيث تساقطت حجارة الغاضبين من كل مكان كالأمطار، بسبب محاولات منع المسيرة.
*
مباشرة بعد انتهاء أئمة مساجد الرحمة وخالد بن الوليد وأبو عبيدة الجراح، من تأدية صلاة الجمعة، خرج عناصر من قوات مكافحة الشغب كانوا متواجدين داخل مديرية الشباب والرياضة لباش جراح، وتمركزوا بمفترق الطرق تحسبا للمسيرة المنتظرة.. ولحظات فقط، تدفقت جماهير من مئات الشبان رافعين أصواتهم منادين "لا إله إلا الله، عليها نحيا وعليها نموت، وعليها نلقى الله"، و"الجيش الشعب معاك يا غزة"، وتم حرق العلم الإسرائيلي، رافعين شعارات "الله أكبر نحن قادمون يا غزة.. حي على الجهاد".
*
وقد اصطف حوالي 20 شرطيا من عناصر مكافحة الشغب أمام الجماهير الحاشدة، وأمام محاولات الشرطة منع المسيرة، بدأ بعض الشبان التسلل من الجوانب، وحاولت الشرطة استعمال العصي، غير أن غضب الشباب كان أقوى من حاجز الشرطة.
*
واستعمل الشبان "شبه خطة" في المواجهات، حيث بادر هؤلاء إلى الهروب نحو الوراء فيما وجد عناصر مكافحة الشغب أنفسهم منفردين وبدأت الحجارة بأحجام مختلفة تتساقط من كل مكان، في وضع خطير صعّب مهمة زميلي المصور في التقاط صور ذلك "الهجوم"، وأصيب أثناءها شاب كان مارا بحجر كبير لطخ كامل وجهه بالدماء، وحاول عناصر الشرطة استخدام تقنية التجمع في فرقتين من 10 عناصر، غير أن الحجر المتساقط أصاب بعضهم، حيث لجأ عناصر مكافحة الشغب إلى محل تجاري بالشارع الذي تحطم زجاجه بالكامل.
*
ولولا تدخل العقلاء لكان الوضع مأساويا، حيث تعرض بعض الشبان لإصابات خفيفة نتيجة رشقهم بالحجارة، حيث قاموا بغلق الأبواب الحديدية للمحل، وتمكنوا من وقف "الهجوم"، ليخرج عناصر الشرطة بعد حوالي خمس دقائق حاملين زميلهم متأثرا بإصاباته وهو مغمى عليه، وقال أحد المتظاهرين "هذا أخوكم لا تضربوه"، ورد عليه آخر "أنا شاهدت في التلفاز أن المسيرة مسموحة، فوجدنا الشرطة تضربنا بالعصي وتمنعنا"، وفي أثناء نقل سيارة الإسعاف للشرطي المصاب انطلقت المسيرة عبر حي جنان مبروك، ثم لاڤلاسيار، حيث التقى بهم شباب الحراش، وشباب باب الزوار والمحمدية، نحو الخروبة، حيث حاولت الشرطة مجددا منعهم قبل أن يتعهد العقلاء بعدم التخريب وفضلت الشرطة أمام آلاف الشبان، ترك تلك الحشود تواصل سيرها باتجاه شارع طرابلس بحسين داي حاملين أعلاما فلسطينية وأغصان الكاليتوس بدل الزيتون وجريد النخيل، مرددين "دولة إسلامية حراشية"، وهرول الجميع، هاتفين "أدونا لغزة باش نديروا الديغا" وآخرون "سبحان الله والحمد لله والله أكبر"، فيما حدثنا بعض القادمين من المحمدية أن قوات الأمن منعت كذلك مسيرة قادمة من مقبرة جنان مبروك بالمنازل الخمسة "سان ميزون"، وحدثت اشتباكات عنيفة، وقد واصلت الجموع مسيرتها نحو ساحة أول ماي.
*
*
خطب "جمعة الغضب" تلهب أفئدة العاصميين
*
كان موضوع كل خطب الجمعة بمساجد العاصمة، يدور حول راهن الوضع المأساوي في غزة، حيث نقل الأئمة تفاصيل النكبة ووجهوا نداء للمصلين بضرورة الالتفاف حول القضية الحدث، كما طلبوا منهم أن يتضامنوا مع أبناء غزة الجريحة وأن يجاهدوا بما استطاعوا في سبيل التصدي للعدوان الصهيوني الغاشم. ورفع المصلون أيدهم وتضرعوا للمولى عز وجل لينصر أبطال المقاومة ويكسر شوكة المعتدي وأن يجمع شمل المسلمين لاستعادة المسجد الأقصى. وشوهدت على مستوى كل مساجد العاصمة جمعة أمس حالة من التأثر الشديد لدى المصلين بعد سماعهم للخطب النارية التي وقعها الأئمة بروح تضامنية كبيرة وإدارك عميق لقضية فلسطين.
*
*
منحرفون يستغلون المظاهرات شرق البلاد للتخريب
*
نداءات بحل جمعيتي "الروتاري" و"اللاينس" الماسونيتين
*
توحدت كل الطبقات السياسية والتيارات الفكرية ومختلف شرائح المجتمع من أغنياء وفقراء وعمال وبطالين بمدن الشرق الجزائري، ليخرجوا دفعة واحدة في مظاهرات سلمية كسرت كل حواجز الصمت التي دامت أكثر من أسبوعين، فالكل انتفض من أجل غزة وقالوا كلمة واحدة "لا للعدوان، نعم للمقاومة".
*
*
مسيرة بأكثر من 500 ألف شخص من المدنية إلى ساحة الشهداء
*
انطلقت بعد صلاة الجمعة، مسيرة حاشدة شارك فيها أكثر من 500 ألف شخص من مختلف الأعمار، تعبيرا عن حالة التذمر الشديد والرفض القاطع للمجزرة الإسرائيلية المقترفة في حق صامدي غزة.
*
وبدأت المسيرة من مسجد "العتيق" بالمدنية واتجهت نحو شارع الشهداء، لتزداد عددا لدى مرورها بكل حي وكل شارع. وعندما وصلت أمام مبنى وزارة الشباب والرياضة بساحة أول ماي وصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف شخص، ليجد المتظاهرون بشارع حسيبة بن بوعلي حواجز أمنية لعناصر مكافحة الشغب الذين اصطفوا أمامهم مانعين تدفق المتظاهرين، ما أدى إلى بعض المناوشات بينهم وبين الأعوان أثناء ترديد شعارات مختلفة تساند المقاومة وتدعو إلى سقوط إسرائيل وتطالب الحكومات العربية باتخاذ مواقف مشرفة من العدوان الصهيوني على غزة.
*
ليسمح بعد حوالي نصف ساعة للمتظاهرين بالسير على مستوى شارع حسيبة بن بوعلي وصولا إلى شارع موريتانيا ثم البريد المركزي، ليتضاعف عدد المشاركين في المسيرة إلى أكثر من 500 ألف شخص عندما وصلوا أمام المجلس الشعبي الوطني، حيث شكلوا مع الوافدين في مسيرة أخرى قادمة من باب الوادي، ليصل العدد إلى حوالي مليون شخص.
*
وأمام مبنى البرلمان تم إحراق العلم الإسرائيلي ثم ألقى بعض الذين قادوا المسيرة كلمات ساخنة، انتفض لها المتظاهرون وهم يرددون مختلف الشعارات المناوئة لإسرائيل.
*
*
20 ألف متظاهر بالبليدة: "جايين جايين يا غزة بالملايين"
*
تحول شارع العربي تبسي، وسط مدينة البليدة، عقب أداء صلاة الجمعة إلى ميدان للمتظاهرين من تشكيلات حزبية ومواطنين حضروا للإحتجاج في مسيرة حاشدة، وقالت مصادر أمنية إنها فاقت 20 ألف متظاهر للإحتجاج والتنديد لما يحدث من تقتيل إجرامي لأهل غزّة بفلسطين، لويزة حنون رئيسة حزب العمال ومحمد الصغير قارة من حزب جبهة التحرير الوطني وإطارات حزبية بالأرندي وحركة مجتمع السلم ومسؤولون محليون وتنظيمات على اختلاف انتماءاتها، شاركوا في المسيرة التي انطلقت من مقر الولاية، مرورا بأحد أهم الشوارع الرئيسية بالمدينة وصولا إلى باب السبت عند
*
الساحة العمومية، مرددين شعارات "جايين جايين يا فلسطين جايين بالملايين"، "يا شباب يا شباب إسرائيل هي الإرهاب"، بالإضافة إلى حمل علم اليهود بجوار شعار النازية.
*
*
القسنطينيون يحرقون علم إسرائيل وأمريكا
*
وبمدينة قسنطينة ورغم برودة الطقس خرج الجميع من أجل غزة، فالتقى أتباع جاب الله مع الإصلاحيين وأنصار مولودية قسنطينة مع أنصار شباب قسنطينة والمعوزين والأثرياء، كلهم انتفضوا من أجل التعبير عن سخطهم وغضبهم عما يحصل بفلسطين من تقتيل للأبرياء وهدر لحقوق الإنسان، فقد انطلقت المسيرات الحاشدة من جامع الأمير عبد القادر وهذا بعد خطبة جمعة مؤثرة صبت حول ما يحدث في غزة من محاولة إبادة شعب أعزل وجاءت مختلف الشعارات والهتافات حول الصمت اللامقبول، وان الهبة يجب أن تكون في أقرب الآجال، كما حملت شعارات تندد بمواقف بعض الزعماء العرب، وعبرت الحشود المتظاهرة على غضبها بحرق علمي أمريكا وإسرائيل. وفي سياق متصل دعا مثقفون بولاية قسنطينة إلى حل جمعيتي الروتاري واللاينس، ذاتي الأهداف "الخيرية" في الظاهر، إلا أن أصولهما يهودية، خاصة أن شعار هاتين الجمعيتين يتضمن في وسطه نجمة داوود السداسية.
*
*
أعمال عنف وتخريب بتبسة
*
وفي السياق ذاته عرفت قاعة سينما المغرب بتبسة تجمعا شعبيا كبيرا منذ الصباح الباكر، لمواطنين حملوا الرايات الفلسطينية ومختلف اللافتات المناهضة للصهاينة، وتجلى غضب السكان مما يحصل بغزة من خلال وضعهم للأعلام الإسرائيلية بساحة المدينة ليدوس عليها كل المارة. وعرف التجمع تدخلا لعديد من زعماء الأحزاب للتنديد بما يجري والدعوة لإيجاد حل طارئ.
*
وفي هذا المقام أوقف مساء أمس، رجال الشرطة بتبسة عشرات الشبان على إثر أعمال الشغب والفوضى التي اندلعت بعد المسيرة التي انتظمت بوسط المدينة وجابت بعض الشوارع الرئيسية بتأطير رجال الأمن والدرك الوطني، إلا أن بعض المراهقين استغلوا الفرصة وحولوا مسيرة غزة إلى انتقام ومحاولة تحطيم أملاك الغير خاصة السيارات والحافلات الخاصة بالنقل الجامعي، كما شهدت وسط المدينة أعمال شغب من خلال تحطيم مواقف الحافلات الزجاجية، ومن جهتهم، ناشد بعض ممثلي المجتمع المدني ضرورة معاقبة كل المتسببين في أحداث الفوضى.
*
*
جاب الله: "النظام الرسمي العربي مسؤول عما يجري في غزة"
*
حمّل الشيخ عبد الله جاب الله النظام الرسمي العربي المسؤولية الكاملة عن مجازر غزة، وأوضح في كلمة له بالمسرح الجهوي بعنابة أن الرئيس المصري والسلطة الفلسطينية وبعض الحكام العرب هم من منحوا الضوء الأخضر للصهاينة من أجل العدوان على غزة، مؤكدا أن الموقف الرسمي العربي لن يتغير إلا بعودة الحكم إلى الشعوب
*
أما في خنشلة، فانتفاضة التلاميذ مازالت متواصلة في مسيرات عشوائية، كلها من أجل التضامن مع غزة والتعبير عن موقفهم من الجرائم التي ترتكب ضد الأبرياء، مرددين مختلف الشعارات المنددة بالعدوان، مطالبين بالوقف الفوري للعدوان، مرددين: "يا للعار يا للعار باعوا غزة بالدولار..."، في الوقت الذي كادت أن تتحول فيه الوقفة الاحتجاجية التي قادها تلاميذ ثانويتي "شيحاني بشير" و"خالدي ماموني" إلى أحداث شغب لولا التصرف المحكم لعناصر الأمن التي كانت تتبع عن قرب الحدث بعد أن أقدم بعض الطلبة على استعمال الزجاجات الحارقة وإضرام النيران في أبواب مراحيض المؤسسة احتجاجا على رفض الإدارة السماح لهم بالخروج ورشق المؤسسة الثانية بالحجارة.
*
وفي نفس الأجواء كان أبناء عين الفوارة مع الموعد عقب صلاة الجمعة أمس، ليتجمعوا رفقة رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني بالقرب من المسجد العتيق الذي ألقى درسا فيه، تلبية لنداء القرضاوي لجعل الجمعة يوم غضب من أجل غزة. وساهمت النسوة بالتكبيرات والتهليلات من شرفات المنازل، ومن الشعارات "يا عرب يا مسلمين غزة محاصرة تطلب المناصرة..".
*
*
نصف مليون متظاهر في وهران احتجاجا على المذبحة
*
عرفت كثير من المسيرات التي انطلقت عقب صلاة الجمعة بولايات غرب البلاد، انفلاتا أمنيا كاد ينزلق بالأمور إلى مشادات بين قوات حفظ النظام وبعض المتظاهرين نتيجة اختلاف حول تاريخ منح الترخيص للتظاهر، حيث تم إجهاض عديد من المسيرات، وخضع مواطنون للمساءلة في سيدي بلعباس، عين تموشنت وغيرها من الولايات، علما أنّ هؤلاء المتظاهرين رفعوا عدة شعارات كان أهمها: "أوقفوا المذبحة، أين أنتم يا حكام العرب، خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود، نروحو نروحو لغزة نروحو، حلوا الحدود نحرقو ليهود.." وغيرها من الشعارات التي قال لنا مصدر منظم للمسيرات أنها تنبع من وجدان الشعب وليس مخططا لها، في الوقت الذي أحيطت فيه كثير من المساجد بوهران، تلمسان، بلعباس، بحراسة أمنية مشددة وغير مسبوقة خوفا من خروج المصليين للتظاهر في الشارع دون تلك التي تم ترخيصها ومتفق عليها.
*
وقد كانت أكبر تلك المسيرات في وهران، وتحديدا بساحة أول نوفمبر في وسط المدينة، والتي لم تشهد، حسب مراسل الشروق بعين المكان، تواجدا بشريا من قبل بالحجم الذي كانت عليه أمس، إذ وصل العدد إلى حوالي نصف مليون مواطن، بينهم عديد من العائلات الفلسطينية التي تقدمت قوافل المحتجين، وتواجد أيضا في المسيرة النصف مليونية، طلبة، سياسيون، نقابيون، ممثلو أحزاب ومجالس محلية، في ثاني خرجة شعبية بساحة أول نوفمبر التي كانت قد عرفت قبل ثلاثة أيام مصادمات بين عناصر الأمن والمتظاهرين نجم عنها اعتقال خمسة فلسطينيين ثم أطلق سراحهم فيما بعد.
*
وفي ولاية سيدي بلعباس، منعت قوات الأمن المواطنين من تنظيم مسيرة بحجة أن الترخيص الذي تم تسليمه للمنظمين يتحدث عن يوم غد الأحد، لكن ذلك لم يمنع من تحرك بعض الشباب الذين تعرضوا لمساءلات من طرف قوات الأمن، وحتى مراسل الشروق بعين المكان تم توقيفه والتأكد من وثائقه قبل أن يطلب منه التوجه بعيدا عن مكان المسيرة !؟..علما أن الحجة ذاتها استعملت من طرف قوات الأمن بعين تموشنت، والتي منعت مسيرة حاول مئات من الشباب القيام بها بعدما انطلقوا من مسجد عبد الرحمن بن عوف وأرادوا التوجه نحو شارع محمد بوضياف الرئيسي، لكن قوات الأمن وقفت لهم بالمرصاد وذكرت المنظمين وبعض العقلاء بتاريخ الترخيص، فتراجعوا عن ذلك بعد ساعة من المفاوضات العسيرة.
*
في ولاية معسكر، اختار عدد كبير من المصلين أن يلتقوا مباشرة عقب خروجهم من صلاة الجمعة بوسط المدينة، وتحديدا أمام مسجدي الإصلاح والجامع الكبير، حيث انطلقوا بالعشرات نحو إحدى قاعات السينما التي كانت تحتضن تجمعا شعبيا للمنتخبين المحليين.
*
في مغنية، ذكر مراسل الشروق أن تلاميذ ثانوية بوعزة الميلود استبقوا جمعة الغضب وخرجوا في مسيرات عفوية أول أمس، قبل أن يلتحق بهم أمس الجمعة، أطفال فوج اللواء للكشافة الإسلامية الجزائرية، والذين ساروا في مظاهرة حاملين شموع الألم والأمل، في حين، لم تتحرك عاصمة الزيانيين تلمسان بالشكل الذي كان متوقعا منها، حيث تعززت كثير من المساجد بأفراد الأمن سواء بالزي الرسمي أو المدني من أجل مراقبة الوضع وخوفا من وقوع احتجاجات غير مرخصة، الأمر الذي دفع بالكثيرين للعزوف عن الخروج للشارع مثل بقية الولايات الأخرى، وأيضا بسبب غياب التأطير.
*
من جهتهم، خرج بولاية تيسمسيلت، مئات المواطنين في مسيرة منددة بالعدوان على غزة، حيث انطلقت من أمام مسجد أبو بكر الصديق بعد صلاة الجمعة مباشرة، وقد ردد المشاركون شعارات مناهضة للكيان الصهيوني ومنددة بموقف النظام المصري، وتعد هذه المسيرة الثانية بتسمسيلت بعد تلك التي نظمها طلبة ثانوية محمد بلال بشكل عفوي تحت مراقبة مشددة من عناصر الأمن.
*
*
مسيرات ساخنة في شتاء المدية البارد
*
شهدت شوارع مدينة المدية وعديد الشوارع بالمدن والبلديات التابعة لإقليمها انطلاق مسيرات حاشدة للتضامن مع سكان غزة وتنديدا بالمجازر التي راح ضحيتها المئات منهم، ولم تمنع رداءة الأحوال الجوية وتساقط الأمطار والبرد آلاف اللمدانيين من حضور المسيرات التي انطلقت من المساجد مباشرة بعد صلاة الجمعة، وقد رفع المتظاهرون لافتات التنديد بالإجرام الصهيوني الى جانب الأعلام الفلسطينية التي خاطت أياد محلية أعداد منها من الحجم الكبير وسط هتافات ملأت الشوارع اللمدانية حرارة أنست المتظاهرين برودة الطقس وقساوة الطبيعة، وأبت المرأة اللمدانية الا ان تسجل حضورها في هذه المسيرات إعرابا منها عن مساندتها للمرأة الغزاوية التي بثت الفضائيات صورا معجزة عن شجاعتها وبطولتها
*
وصمودها وهي الصانعة لقوافل الشهداء الذين واجهوا ويواجهون آلة القتل الصهيونية بصمود منقطع النظير في غزة الإباء، وعلى الرغم من تواصل سقوط الأمطار، الا ان مسيرة مدينة المدية التي كانت الأضخم من حيث عدد المشاركين الذين قدر عددهم بالآلاف، استمرت لأزيد من ساعتين وهي تجوب
*
شوارع المدية بهتافات التأييد للمقاومة الغزاوية وصواريخ القسام وتتمنى اللحاق بركب المقاومين في "غزة الصمود".
*
*
أكثر من 50000 تظاهروا بمدينة عنابة
*
تجمع أكثر من 50.000 مواطن بعد أداء صلاة الجمعة وسط ساحة الثورة بمدينة عنابة، قادمين إليها من عدة أحياء ومدن مجاورة في مسيرة الغضب احتجاجا على مواصلة الصمت العربي والدولي عن المجازر الوحشية التي تقترفها قوات البطش الصهيوني. وقد ردد الغاضبون شعارات وهتافات تنادي بفتح الحدود أمام الشعوب العربية لإغاثة غزة ودعم المقاومة، ونددوا بتواطؤ الحكام العرب وصمتهم لما يجري على هذه الأرض الفلسطينية المجاهدة. كما حمل الغاضبون وأغلبهم من شباب الأحياء الشعبية بمدينة عنابة رايات فلسطينية وجزائرية بالإضافة إلى راية حركة حماس ودعوها بمواصلة الاستماتة والصمود في وجه العدو وأذنابه في المنطقة. ولم يخف الغاضبون انزعاجهم من الموقف الرسمي المصري وناشدوا الجزائر بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الدول المؤيدة لإسرائيل والانسحاب من الجامعة العربية التي وصفوها بالعاهرة والمنبطحة أمام حكام التسوية والتطبيع. وقد حاول الغاضبون الذين يزداد عددهم تباعا اقتحام الطوق الأمني والتوجه إلى مقر القنصلية الفرنسية بعنابة لإبلاغها رسالة احتجاج واستنكار للموقف الفرنسي المنحاز -حسبهم - إلى جانب إسرائيل. إلا أن قوات الأمن وبلغة حوارية هادئة ظلت تقنعهم بعدم جدوى الإقدام على مثل هذه الخطوة لأن ذلك - حسبها- لا يقدم شيئا لنصرة أهلنا في غزة.
*
*
قوات الأمن تمنع مسيرة نحو السفارة المصرية بحيدرة
*
سار مصلو مسجد القدس بقلب بلدية حيدرة بالعاصمة باتجاه سفارة مصر بالجزائر مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، احتجاجا على موقف مصر الرافض لفتح معبر رفح، ليجدوا قوات مكافحة الشغب لهم بالمرصاد، فاجتمعوا على مقربة من ساحة القدس ورددوا شعارات تدعو الحكومات العربية إلى التخلص من سياسة "النعامة" والتحرك بسرعة لنجدة أبناء غزة من أيدي "التتار الجدد". وطالبوا الحكام العرب بالسير على نهج "أردوغان" و"شافيز"، كما طالبوا الرئيس بوتفليقة بالكلام على لسان الشعب.
*
*
مسيرة تضامنية بالقبة تتحول إلى اشتباكات وتخلّف 30 جريحا وسط قوات الأمن
*
مواجهات دامية بين آلاف المتظاهرين من جهة وقوات الأمن، ما حوّل الساحة المركزية لبن عمر إلى معركة بسبب قيام المتظاهرين برشق قوات الأمن بالحجارة والقضبان الحديدية والقرميد والآجر ومختلف مواد البناء وأعمدة النوافذ والأبواب، وأجزاء من الكراسي المهملة وكل ما وجدوه أمامهم، ما خلف أكثر من 30 جريحا في صفوف عناصر الأمن، تم نقلهم إلى مستشفى القبة ببن عمر، وعيادة العناصر، ومستشفى بارني بحسين داي، كما تم تحطيم الزجاج الخلفي لثلاث سيارات تابعة للأمن الوطني كانت متوقفة داخل مركز الشرطة ببن عمر، كما سجل عشرات الجرحى في صفوف المتظاهرين كذلك، حيث ترك المتظاهرون شوارع بن عمر خلفهم غارقة في أكوام من الحجارة والقرميد والآجر.
*
وحمل المتظاهرون أغصان النخيل، مرددين بصوت واحد وكلمة واحدة وبشعارات جهادية.. "حلّوا الحدود نحاربوا اليهود"... "الله أكبر جيش محمد سوف يعود"... "عليها نحيا وعليها نموت" ..."أمين يا ربي أمين إن شاء الله النصر لفلسطين"... هكذا انطلقت المسيرة من مسجد الوفاء بالعهد الشهير باسم مسجد "لابروفال" مباشرة بعد خروج المصلين من صلاة الجمعة، وسرعان ما التحقت بهم جماهير حاشدة من المواطنين، وتمكن المتظاهرون من الوصول إلى غاية مفترق الطرق لبن عمر، حيث التقت الجماهير القادمة من ناحية مسجد "لابروفال" مع متظاهرين خرجوا من مسجد بن عمر، وهنا منعت قوات مكافحة الشغب المدججة بالدروع والهراوات المتظاهرين من التقدم أكثر، وشكلت حاجزا أمنيا أمامهم، وبعد نصف ساعة من التدافع مع الحاجز الأمني، تفجر غضب المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحاجز الأمني بالقوة، وصعد عدد من الشبان فوق بناية ماتزال قيد الإنجاز، تابعة لأحد الخواص، وبدؤوا يرشقون عناصر الأمن من أعلى البناية بأعمدة من القضبان الحديدية، وتحولت المظاهرة من مظاهرة سلمية إلى مظاهرة دموية، بسبب ارتفاع عدد الإصابات في صفوف الأمن، الذين تلقوا تعليمات صارمة بعدم إطلاق النار مهما بلغت درجة الشغب، حيث أصيب 30 عونا، من بينهم ضباط، وهنا وصلت التعزيزات الأمنية إلى بن عمر للتحكم في الوضع، أكثر من 35 شاحنة تابعة للشرطة مضادة لأعمال الشغب والتخريب، حاصرت المتظاهرين.
*
وأمام الكم الهائل من الحجارة التي كانت تتساقط على قوات الأمن، لم يجد عناصر الأمن من حل سوى الرد على المتظاهرين بنفس السلاح وشرعوا بدورهم في التقاط الحجارة من الأرض وتصويبها نحو المتظاهرين الذين كانوا في أعلى البناية، ما أدى إلى إصابة بعضهم، وتحولت المواجهات إلى دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن، فيما حولت الساحة المركزية لبن عمر إلى معركة طاحنة.
*
تلقت قوات الأمن تعليمات للتدخل بواسطة الغازات المسيلة للدموع، وشرعت في إلقائها بين المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالإغماء، كما أصيب بعض المواطنين بهراوات عناصر الأمن.
*
واستمرت المواجهات بين الطرفين إلى غاية الثالثة والربع زوالا، حيث تلقت قوات الأمن تعليمات بفسح الطريق أمام المتظاهرين، وانطلقت جماهير حاشدة متجهة نحو ساحة الشهداء، وتحولت المسيرة إلى سلمية، وانطلق المتظاهرون من بن عمر عبر الطريق الرئيسي للقبة مرورا بشارع "كالفار"، إلى رويسو، ثم شارع حسيبة بن بوعلي المحاذي لفندق السوفيتال، باتجاه بلكور، مرورا بساحة أول ماي، ثم مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي، إلى غاية ساحة موريتانيا، متجهين نحو ساحة الشهداء نقطة الالتقاء بين الحشود القادمة من بن جراح والحراش وباب الوادي والقصبة، هاتفين بشعارات جهادية، ومنددين بإسرائيل.
*
*
توقيف أكثر من 20 شابا تورطوا في أعمال شغب
*
نشبت أعمال شغب وتخريب بشارع ديدوش مراد، حيث قام عدد من الشبان بأعمال سطو وتخريب طالت عديدا من المحلات، كما حطموا مواقف الحافلات.
*
وقد أكد مصدر أمني مسؤول أن قوات الأمن لجأت إلى وضع مخطط خاص لردع كل محاولات الانزلاق أو السرقة أو التخريب خلال المظاهرات الشعبية السلمية المنددة بالعدوان الإسرائيلي والمساندة لغزة التي جابت شوارع العاصمة حيث اعتقلت قوات الأمن أكثر من 20 شابا مندسا وسط المظاهرات كانوا يحاولون سرقة المتظاهرين وتخريب الأملاك العمومية.
*
وحُول المعتقلون وأغلبهم من أنصار الفرق الرياضية القادمين من أحياء بلكور وباش جراح وبراقي وبوروبة والكاليتوس إلى مقر الأمن الحضري السادس ومقر أمن ولاية الجزائر العاصمة. كما رشق بعض الشباب الطائش قوات الأمن بالحجارة على مستوى ساحة أول ماي وساحة أديس بابا وشارع ديدوش مرا'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.