أكدت مصادر محلية بمنطقة الدبداب الحدودية مع ليبيا، أن 12 سجينا جزائريا كانوا في سجن الجديدة بطرابلس تمكنوا من الدخول إلى أرض الوطن من خلال مسالك غير مراقبة بعد أن منعت السلطات الليبية المغادرين من الخروج. وأكد هؤلاء أن السلطات الأمنية بسجن الجديدة أفرجت عنهم قبل 3 أيام، ودعتهم إلى الخروج في مظاهرات لمناصرة معمر القذافي والتصدي للمتظاهرين بكل قوة لصدهم عن مسيرتهم الاحتجاجية المطالبة بسقوط النظام. وتحدث هؤلاء عن فلتان أمني كبير في كل المدن الليبية التي مروا بها، حيث سيطر المتظاهرون على العديد منها، مشيرين إلى أن للسلطات الليبية أنصار كثيرون أيضا، وقد تتطورت الأوضاع إلى حرب أهلية. وأضافوا أنهم بمجرد خروجهم تسللوا جماعات فرارا مما وصفوه بالجحيم الذي تعرفه ليبيا. وعادت أيضا عديد الأسر التي كانت تستقر في ليبيا منذ سنوات من بينها عائلتي لخليفي كانتا تستقران في بنغازي، وبعد سقوط المدينة في أيادي المتظاهرين والانفلات الأمني الذي تعرفه أغلقت العائلتان مساكنهما وعادتا إلى أرض الوطن، وكما عاد آخر من جانت، وتحدث هؤلاء العائدون عن أن عددا من الجزائريين أوقفهم حرس الحدود الليبي ومنعهم من مغادرة ليبيا وأشار هؤلاء إلى أن 8 أشخاص، منهم 3 من قرية طارات و2 من جانت و3 من إليزي محجوزين لدى حرس الحدود بالمنطقة الفاصلة بين البلدين. عائلات جزائرية قلقة على مصير أفرادها في ليبيا تسود حالة من القلق والذعر في أوساط العائلات الجزائرية، خصوصا منها تلك القاطنة في الحدود الليبية الجزائرية بإيليزي، والتي لها أقارب في ليبيا، إزاء تفاقم الوضع الأمني على خلفية ثورة الشعب الليبي لإسقاط النظام. وقد عبّرت ل''النهار'' العديد من العائلات القاطنة بالمناطق الحدودية الجزائرية مع الأراضي الليبية كالدبداب، جانت، طارات، عن قلقها الكبير حيال توتر الأوضاع هناك، خاصة أن عدة علاقات مصاهرة تجمع بين أبناء المناطق الحدودية بين الدولتين، متخوفين من أن تحمل الأيام القادمة أخبارا غير مطمئنة -حسب الاتصالات التي يجريها هؤلاء يوميا مع ذويهم هناك في بعض المناطق التي تعرف توترا شديدا كبنغازي، سبها وطرابلس وغيرها، ومما ضاعف من قلقهم رداءة الاتصال وانقطاعه أحيانا في الأراضي الليبية منذ اندلاع المظاهرات.