السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: سيدتي نور لم أعد أتحمل هذا الضيق الذي أطبق على صدري، لذلك قررت البوح لك بسري، فمنذ أكثر منذ سنوات أعجبت بفتاة كانت تعمل معي في نفس المؤسسة، وبعدما تأكدت أن اهتمامي بها تعدى مرحلة الإعجاب، قررت التحدث معها وعندما هممت بذلك، رأيتها مع آخر فسألت وعلمته أنه خطيبها، فتناسيت الأمر ومضى كل في طريقة، ولم أرها منذ أكثر من عشر سنوات، وبلغني أنها تزوجت وأنجبت وأنها سعيدة، وأنا أيضا تزوجت وأصبحت أبا، ولم أكن أعاني من مشاكل الحياة. لكن منذ فترة طيف تلك الفتاة لا يفارق خيالي لدرجة أنّني أبكي بكاءا شديدا عندما أتذكرها وتنهمر الدّموع من عيني في أي مكان، لدرجة تلفت نظر الكثيرين، أشعر بندم أنني فرطت فيها بهذه السهولة، وأقول في نفسي لماذا لم أتحدث معها ربما فضلتني على الآخر وأشياء من هذا القبيل، وأنا حاليا أعيش حالة من الحزن والكآبة وليست لي رغبة في أي شيء، وأتمنى أن ألقاها، لأني أشتاق لرؤيتها فقط، وأشعر بسعادة عندما أجلس بمفردي، وأحلم أن الزمن قد عاد للوراء، وأنني سأرتبط بها وأعيش الحلم كأنه واقع، لدرجة أنني أبتسم في كثير من الأحيان، مما يعرضني لمواقف محرجة، أرجو المساعدة منك سيدة نور ولك مني جزيل الشكر. الرد: سيدي الأفضل لك ألا تعذّب نفسك، فعش الحاضر بكل ما فيه من روعة وجمال يحجبه عنك كونك مشدود للماضي، اسعد بحياتك واجني ثمرة كفاحك واقتسم السعادة مع زوجتك وأولادك، وشاركهم أفراحهم ولهوهم وانغمس معهم، ولا تستغرق في الماضي لهذه الدرجة، فالماضي أبدا لن يعود والزمن لا يرتد إلى الوراء أبدا. اعتبر ما أنت فيه الآن حالة طارئة، يجب أن تزول بل لابد أن ستزول إن شاء الله، وقاوم رغبتك في الحزن والبكاء وحالة الندم التي تعتريك، واهتم بأشياء أخرى أكثر نفعية وأكثر جدوى، بدلا من الإستغراق في الماضي الذي لن يصيبك سوى بالإحباط ولن يجلب لك سوى الإحساس بالذنب ولن تجني سوى الإكتئاب وأنت في غني عن كل ذلك، إذا تفكّرت في أن كل ما يجري لنا هو مقدر علينا ولا حيلة لنا فيه، لرضيت بما قسم الله لك، لا تمنع نفسك من التفكير في الماضي والحنين إليه، لكن احذر أن يكون ذلك على حساب الحاضر والمستقبل، فلا تستغرق في الماضي بكل جوارحك لدرجة البكاء والحزن، لأن كل ذلك لن يفيدك، بل يفيدك أن تفكّر في حالك أكثر، أن تفكر في مستقبلك، أن تفكر في دعم أواصر المحبة بينك وبين زوجتك، لتحتمي بها من مطاردات الماضي وأفكاره السيئة، ولا بأس من زيادة مساحة الرومانسية بينك وبين زوجتك والإغداق عليها بالحب والحنان، فكل ذلك ستجد عائده ينعكس عليك بشكل إيجابي، فتخلص من أفكار الماضي التي تطاردك، فالسعادة الحقيقة لا تكون إلا لمن أخلص النية لكل من حوله ممن يحبوه، فتشبث بزوجتك وأولادك وبحبهم واحتمي بهم من الماضي، وانظر إلى المستقبل بعين ملؤها الرضا والأمل في الله. ردت نور