حذّرت وزارة التّربية الوطنية من ممارسات بعض مدراء المؤسسات التربوية، الذين أصبحوا يكلّفون مستشار التّوجيه و الإرشاد المدرسي والمهني، بمهام غير منصوص عليها في النّصوص الرّسمية، داعية إياهم إلى ضرورة تخصيص مكاتب لهم ومنحهم السند المعنوي لتسهيل مهامهم. وحذّر نص التّعليمة التي تلقت 'النهار' نسخة منها؛ بعثت بها مديرية التّعليم الثانوي العام والتكنولوجي بوزارة التربية الوطنية مدراء الثانويات، المتوسطات ومدراء مراكز التوجيه، الذين يقدمون على تكليف مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي و المهني، خاصّة الجدد منهم الذين يجهلون مهامهم، بمهام غير منصوص عليها في النّصوص الرّسمية المحدّدة في القانون التّوجيهي للتربية الوطنية والقانون الأساسي الخاص بالموظّفين المنتمين إلى أسلاك التّربية الوطنية وكذا القرار رقم 728/91 المؤرّخ في 13 نوفمبر 1991 كأن يغتنمون الفرصة لاستغلالهم في أداء أمور إدارية محضة؛ كالقيام بأعمال السكرتارية، و تسوية مراسلات إدارية، أو تحضير قوائم التلاميذ، في حين أنّ هناك بعضا من المدراء يلجئون إلى تكليف المستشارين للقيام بمهام موكلة للمساعد التربوي، لتغطية النّقص في عدد المراقبين. وشدّدت الوزارة الوصية؛ أنّ مستشار التّوجيه والإرشاد المدرسي يمارس نشاطه في المؤسسات التّعليمية، تحت إشراف مدير مركز التّوجيه تقنيا ومدير المؤسسة إداريا و بالتعاون مع الناظر والأساتذة ومستشار التربية، مؤكدّة في ذات السياق؛ أن نشاطاته تتمثّل أساسا في مجال التوجيه، خاصّة ما تعلّق بمرافقة التلاميذ خلال مشوارهم المدرسي وتوجيههم في بناء مشروعهم الشّخصي وفق رغباتهم واستعداداتهم و مقتضيات التخطيط التربوي، بالإضافة إلى تقييم نتائج التلاميذ المدرسية ودراستها وتحليلها وتبليغها للفريق التربوي للمؤسسة، وكذا الإطلاع على ملفاتهم وعلى جميع المعلومات التي تساعده على ممارسة وظائفه، من أجل معرفة نتائجهم و مسارهم الدراسي، مع إخضاعه لقواعد السر المهني. وذكرت الوزارة أنّ مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي و المهني، مطالب بالمشاركة في مجالس الأقسام بصفة استشارية، على أن يؤخذ برأيه في مجال تخصصه، وأمّا في مجال البحث والمتابعة، فإنّ نشاطاته تتمثل في قيامه بالإرشاد النفسي والتربوي، قصد مساعدة التّلميذ على التكيف مع النشاط التربوي، متابعة التلاميذ الذين يعانون صعوبات من الناحية النفسية البيداغوجية، قصد تمكينهم من مواصلة التمدرس. وأشارت مديرية التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، في نفس التعليمة، أن المستشارين الرئيسيين للتوجيه والإرشاد المدرسي والمهني يشاركون في تأطير عمليات التكوين التحضيري وفي أعمال البحث التربوي التطبيقي، كما يشاركون أيضا في إعداد مشاريع المؤسسات، فيما يتعلق بمجال اختصاصه. وأمّا في مجال الإعلام، فمستشار التوجيه المدرسي مطالب بضمان سيولة الإعلام وتنمية الإتصال داخل المؤسسات التعليمية وإقامة مناوبات بغرض استقبال الأساتذة والتلاميذ و الأولياء، بالإضافة إلى تنشيط حصص إعلامية جماعية وتنظيم لقاءات بين التلاميذ والأولياء والمتعاملين المهنيين، طبقا لرزنامة يتم إعدادها بالتعاون مع مدير المؤسسة المعنية، تنظيم حملات إعلامية حول الدراسة والحرف والمنافذ الجامعية والمهنية المتوفرة في عالم الشغل، وكذا تنشيط مكتب التوثيق والإعلام في المؤسسات التعليمية، بالإستعانة بالأساتذة ومساعدي التربية وتزويده بالوثائق التربوية، قصد توفير الإعلام الكافي للتلاميذ.ونظرا للمهام العديدة والمهمة المسندة لمستشار التوجيه و الإرشاد المدرسي والمهني، شدّدت الوصاية على ضرورة أن يسهر مدير المؤسسة، على تقديم الدعم المادي، على غرار تخصيص مكتب مجهز يمكّنه من أداء مهامه على أحسن وجه، و كذا تقييم السند المعنوي الذي من شأنه أن يسهل عليه القيام بنشاطاته في أحسن الظروف وأكملها.