''السوفي'' قال أنّ الحرب في ليبيا ليست معركة ''السلفية'' وّ المهم أن نغنم أسلحة كثيرة أفادت مصادر عليمة ل ''النهار''؛ أنّ أمير كتيبة طارق بن زياد، عبد الحميد أبو زيد واسمه الحقيقي غدير محمد، الملقب بزعيم تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجنوب، قد قرّر تسريح عدد من النّشطاء اللّيبيين في التنظيم الإرهابي، وإيفادهم إلى الأراضي الليبية في مهمة خاصة، هدفها جمع أكبر عدد ممكن من الأسلحة التي تتخلى عنها الأطراف المتقاتلة بالمنطقة والممثلة أساسا في قوات العقيد معمر القذافي، والثوار الليبيين الرافضين لحكم الرئيس السابق. وتقول المعلومات المتوفرة لدى ''النهار''؛ نقلا عن تائبين سلموا أنفسهم حديثا، أنّ أبو زيد الملقب ''السوفي''، سرّح 60 إرهابيا من جنسية ليبية، كانوا ينشطون ضمن عناصره بمنطقة الساحل الصّحراوي، وأمرهم بالتوجه إلى ليبيا للسطو على أكبر قدر ممكن من الأسلحة، وإحكام عملية إخفائها، من أجل الإستعانة بها مستقبلا في العمليات الإرهابية، من خلال نقلها من ليبيا إلى منطقة الساحل الصحراوي، حيث قال أبو زيد أن مهمّة عناصره المرسلة إلى ليبيا، ليست المشاركة في الحرب الدائرة رحاها بين أكثر من طرفين، ''لأنّها ليست معركته''، وإنما استغلال الأوضاع السّائدة للسطو على الأسلحة والمعدات الحربية. وتأتي هذه المعلومات تأكيدا لما ورد سابقا من قبل عدد من المسؤولين، بخصوص محاولة تنظيم ''السلفية'' تهريب أسلحة من ليبيا إلى منطقة الساحل الصحراوي، حيث أكدّ الرئيس التشادي ادريس ديبي، أنّ تنظيم دروكدال زعيم التنظيم الإرهابي، تمكن من السطو على أسلحة ثقيلة من ليبيا، ممثلة في صواريخ أرض جو، وحولها إلى معاقله بصحراء تينيري، كما أفاد مسؤول أمني جزائري رفيع المستوى، لوكالة ''رويترز'' سابقا، أنّ التنظيم الإرهابي للسلفية، تمكّن حقيقة من اقتناص أسلحة ثقيلة في أعقاب الحرب الدائرة رحاها بين العقيد القذافي وقوات المعارضة الليبية. من جهتها؛ حذّرت كتابة الدّولة الأمريكية المعارضة الليبية من مغبة استغلال التنظيم الإرهابي للصراع الدائر في ليبيا، لغنم أسلحة يتم استغلالها فيما بعد في عمليات إرهابية، وقالت كتابة الدولة في بيان صدر لها مؤخرا، إلى أنّها على اتصال بالمعارضة الليبية، بشأن خطر استغلال تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي، لفرصة الصراع في ليبيا، من أجل الحصول على أسلحة، وهو ما قالت المعارضة الليبية أنّها على اطلاع بالموضوع. وكان تنظيم دروكدال قد غازل في أكثر من مرّة الثوار الليبيين، ببيانات وأشرطة قال فيها أنّه يدعم الإنتفاضة الليبية، غير أنّ الأكيد -حسب ملاحظين للملف- أن زعيم التنظيم الإرهابي لن يغامر بالقتال إلى جانب الثوار الليبيين، وإنّما أورد كلماته طعما من أجل كسب حليف جديد يزوده بالأسلحة، بعد أن تم تجفيف كافّة منابعه، وهي فرصة مواتية ليرسل عناصره للحصول على المؤونة والأسلحة، في ظل التوتر السائد بالمنطقة، إذ يمكنه دخول الأراضي الليبية دون حسيب أو رقيب.