كشفت مصادر متطابقة بأن ممثلين عن جيوش وأجهزة الأمن في شمال إفريقيا ومن الدول المشاركة في العمليات العسكرية الأطلسية، سيجتمعون قريبا في لقاء جماعي أو في إطار لقاءات ثنائية، لبحث الوضع الأمني في ليبيا وتأثيره على الوضع في الساحل. أفادت نفس المصادر أن اللقاء سيدرس عدة ملفات، أهمها إمكانية تسرب أسلحة متطورة إلى تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة الإجرامية في الساحل، وكذا تأثير الولاءات القبلية المتعاطفة مع نظام معمر القذافي في دول الساحل على الوضع الأمني بهذه المنطقة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى أمنية تخص مصر، الجزائر وتونس. وأسرت ذات المصادر بأن قنوات التواصل الدبلوماسية والأمنية والعسكرية مفتوحة على مدار الساعة بين دول شمال إفريقيا والدول الأطلسية، المشاركة في العملية العسكرية الجارية حاليا في السواحل الليبية. وحسب نفس المصادر، رفضت الجزائر السماح لطائرات دول غربية انطلقت من قواعد جوية أمريكية في إسبانيا وإنجلترا باستعمال المجال الجوي الجزائري لضرب القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وكشف مصدر عليم بأن دولا مشاركة في العملية الأطلسية في ليبيا طلبت قبل أيام عبر قنوات اتصال دبلوماسية وعسكرية رسمية، السماح لطائرات كبيرة متخصصة في المراقبة والاستطلاع والحرب الإلكترونية وقاذفات قنابل بعيدة المدى وطائرات لنقل الوقود وأخرى للإمداد قادمة من قواعد تابعة للجيش الأمريكي في بريطانيا وإسبانيا، باختراق المجال الجوي الجزائري، من أجل الوصول إلى منطقة العمليات الحربية في ليبيا. ورغم أن مجال العمليات الحالي هو المناطق الساحلية، فإن مثل هذا الطلب، حسب مصادرنا، تم تبريره بحجة أن الدول المشاركة في الحملة العسكرية ضد ليبيا ترغب في الوصول إلى عمق الأراضي الليبية من أجل مراقبة ما يجري في الصحراء الليبية، خاصة مع وجود مخاوف جدية من تسرب كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة المسروقة من مخازن الجيش الليبي إلى الساحل. وكشف مصدر على صلة بالملف بأن الدول الغربية طلبت السماح بتحليق طائرات قاذفة ذات مدى طويل يمكنها إطلاق صواريخ طويلة المدى على أهداف حيوية في ليبيا، وطائرات قيادة وسيطرة من نوع ''أواكس'' وأخرى متخصصة في الرصد والمراقبة الأرضية في المجال الجوي الجزائري للوصول إلى عمق الصحراء الليبية، من أجل تدمير أكبر قدر ممكن من مخازن السلاح في ليبيا لمنع استعمالها من طرف القوات الموالية للنظام في ليبيا، ومنع سرقتها وبيعها للجماعات الإرهابية في الساحل، بالإضافة إلى منع نقل قوات العقيد القذافي لأسلحتها المتطورة إلى عمق الصحراء بعيدا عن الغارات الجوية، وستلجأ القوات الأطلسية لتنفيذ هذه المهمة إلى إنزال قوات خاصة تشارك في تدمير مخازن السلاح. وقال مصدر على صلة بالملف بأن دول المنطقة المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل أبلغت الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها تتخوّف بشدة من التأثير السلبي للعمليات العسكرية في ليبيا على الوضع الأمني المتدهور في الساحل، خاصة مع فرار أعداد من السلفيين الجهاديين من سجون في مصر وليبيا وتونس.