كشفت مصادر رسمية من مبنى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عن اكتشاف 281 صمام خاص بجراحة الأعصاب منتهية الصلاحية، على مستوى مستشفى فرانس فانون بالبليدة، تفوق قيمتها المالية 5 ملايين دينار، كانت ستوجه إلى مستشفى عسكري بقسنطينة على شكل هبة. و حسب مصادر ''النهار''، فإن الصمامات انتهت صلاحيتها السنة الماضية، حيث تم حجز طلبيتها سنة 2005، بكمية تقدر ب 350 صمام، إلا أنها بقيت في مصلحة جراحة الأعصاب، دون الإستفادة منها بشكل كلي، وذكرت ذات المراجع، أنه تم استخدام 69 صماما فقط، وفي السياق ذاته، علمت ''النهار''، أن رئيس مصلحة جراحة الأعصاب ''ب.خ''، الذي تربطه علاقة قرابة مباشرة مع المدير العام السابق للأمن الوطني العقيد علي تونسي، أودع طلبا في 2007 من أجل التزود بكميات جديدة من الصمامات، في الوقت الذي كانت المصلحة تتوفر عليها مسبقا بطلبية 2005. وعلى صعيد متصل، قام رئيس المصلحة بإرسال مراقبه الطبي شهر أفريل الماضي، مرفقا بشهادة من قبله إلى الإدارة العامة للمستشفى، يطلب من خلالها تزويد مستشفى عسكري بولاية قسنطينة بالصمامات كلها، على الرغم من أنها منتهية الصلاحية، إلا أن مدير المستشفى رفض ذلك، موضحا أن هذا النوع من الإجراءات، ليست من صلاحيات الأستاذ رئيس المصلحة، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إعطاء مواد منتهية الصلاحية بقيمة مالية تفوق 5 ملايين دينار لمؤسسة غير تابعة لوزارة الصحة، كما أن الإجراء لابد أن يتم بين الإدارتين أو صيدليتي المستشفيين، إلا أنه بعد أيام قليلة، قصد مدير المستشفى رئيس مصلحة جراحة الأعصاب بالمستشفى العسكري لقسنطينة، يتوسط إليه من أجل أخذ الصمامات، على الرغم من أنها فاسدة، إلا أنّ المدير كرر رفضه للمسألة، ليمنحه 5 صمامات، كون العملية تدخل في إطار التعاون ما بين المؤسسات الصحية والعسكرية، وأمام هذه الوضعية، التي تسببت في خسارة فادحة للمستشفى دون استفادة المرضى منها، تقدم المدير العام بطلب إلى المفتش الإقليمي لزيارة المصلحة رفقة القائمة على الصيدلية، حيث تم التحقق من المسألة، وبناء على النتائج التي تم التوصل إليها، قام هذا الأخير برفع تقرير إلى المفتشية العامة على مستوى وزارة الصّحة للتحقيق في القضية. واستنادا إلى المعلومات المتوفرة لدى ''النهار''، فإن رئيس المصلحة كان يحاول مرارا إجبار إدارة المستشفى على اقتناء ألبسة الجراحة من منتج محلي في وهران ''اجيمد''، ليتبين في نهاية المطاف أن مدير الشركة تربطه علاقة قرابة معه، إذ يوجد فرع متخصص في توزيع المواد الصيدلانية بالأبيار يملكها قريب المنتج. مدير المستشفى لايرد.. بدورنا حاولنا مرارا وتكرارا الاتصال بإدارة المستشفى، من أجل الإستعلام حول القضية، إلا أنه لم تتم الإجابة علينا. وزارة الصّحة: لجان التحقيق ستباشر تحرياتها في القضية بدورنا اتصلنا بوزارة الصحة من الإستعلام حول القضية، حيث أكدت لنا أنها تلقت ملفا كاملا حول القضية من طرف إدارة مستشفى فرانس فانون بالبليدة، وأنه سيتم إيفاد لجان تحقيق لتقصي كيفية فساد 281 صمام خلال 5 سنوات، دون أن يتمكن المرضى من الإستفادة منها.