نجحت تقنية زرع صمامات الأذن في إنقاذ مستقبل ما لا يقل عن 1000 شخص منذ 2007 وتزويدهم بجهاز سمع يتيح لهم فرصة الاستماع للعالم الخارجي والتعبير عما يدور في خلدهم.. وإن كان هذا الرقم بعيدا عن تلبية متطلبات واقع الصم والبكم في بلادنا بإحصاء 72 ألف حالة حسب وزارة التضامن و180 ألف حالة استنادا إلى إحصاءات الفيدرالية الوطنية للصم البكم الجزائريين. * تشير الأرقام التي تحصلنا عليها من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى وجود تباين كبير بين عدد الأشخاص الذين يعانون من إعاقة الصم والبكم وعدد عمليات زرع صمامات الأذن والشرائح الالكترونية الخاصة بالسمع في بلادنا بسبب التكلفة الكبيرة لهذا النوع من الزرع وكذا تأخر بلادنا قليلا في تبني هذه العمليات، حيث يعود تاريخ إجراء أول عملية زرع صمامات الأذن إلى سنة 2003، وكان يجب انتظار ثلاث سنوات أخرى، أي إلى غاية 2006، لإجراء ثاني عملية التي كانت في مدينة البليدة، قبل أن تقرر الدولة في 2007 الالتفات فعليا لهذه الشريحة بإطلاق البرنامج الوطني لمكافحة الصم ورصد ميزانية ضخمة لزرع صمامات الأذن، أسفر عن زرع 1000 صمامة أذن إلى غاية أواخر 2010، كان معظمها بين 2009 و2010 بأكثر من 500 عملية، باعتبار أن الفترة الممتدة بين 2003 وجانفي 2009، سجلت زرع 477 صمام أذن. * وإن كان لا يُستثنى من عمليات الزرع هذه الأشخاص البالغون الذين تتوفر فيهم شروط نجاح العملية، فإن شريحة الأطفال بين سن الولادة و13 أو 14 سنة تعدّ الأكثر استفادة من هذا النوع من العمليات. ويعطي البرنامج الوطني لمكافحة الصم الأولوية للأطفال ما قبل سن التمدرس، باعتبارهم أحوج فئة لهذه العملية حتى يدخلوا المدرسة ويتعلموا مثلهم مثل أترابهم، لاسيما وأن الأرقام تؤكد تسجيل 600 إلى 900 مولود أصم سنويا حسب البروفسور سعيدية عبد الرحمن، رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الأنف الأذن والحنجرة. * ويعتبر التكفل المادي بهذا النوع من عمليات الزرع من أكبر العوائق التي تعمق الفرق بين العرض والطلب الذي يزداد يوما بعد يوم، حيث ضمّت قائمة الاحتياط عام 2009 حوالي 700 شخص تم فحصهم وثبتت قابليتهم لإجراء العملية، في حين لم تبرمج سوى 300 عملية جاءت بناء على استعداد الأطباء المختصين في إجرائها وذلك عبر المراكز المختصة في زرع صمامات الأذن في كل من مستشفى مصطفى باشا وباب الوادي والقبة وبني مسوس بالعاصمة وفي البليدة وعنابة وتلمسان وقسنطينة وباتنة وورقلة. * وقد تصل تكلفة عملية زرع الصمام الواحد 250 مليون سنتيم، بما في ذلك الجراحة والمتابعة النفسية وتصويب النطق والتدريب عليه، مقابل 800 مليون لإجراء العملية ذاتها في الخارج، وهو فارق كبير ادّخرته الجزائر بعد جعل هذه العمليات محلية وتنجز بأيادي أخصائيين جزائريين.