تنفرد ''النهار'' بنشر أكبر وأول قضية ''بارونات'' مغربيين استعملوا الطريق السيار شرق غرب في تصدير قناطير من المخدرات نحو الجزائر بعدما تمكن أفراد سرية أمن الطرقات بالبويرة بنقطة مراقبة على الطريق السيار شرق غرب على مستوى جسر واد هوس ببلدية البويرة من توقيف سيارة مرسيدس يقودها أحد مهربي المخدرات. حيث وعند الشروع في تفتيشها حاول كل من السائق ومرافقه الفرار لكنهما فشلا في ذلك وتم الإمساك بهما، أين عثر على سبعين قطعة مخدرات بها 350 صفيحة، وعليه ألقي القبض على سائق سيارة المرسيدس ومرافقيه واعترف مالك هذه الأخيرة ''ح. بومدين'' بنقله المخدرات المقدر وزنها بأكثر من 34,895 كيلوغرام من مادة الكيف المعالج رفقة شركائه القادمين من دائرة مغنية بولاية تلمسان نحو الجزائر العاصمة لغرض تسليمها لشخص يجهل هويته من مدينة البويرة، بعد أن اتفق مع ''بارون'' من جنسية مغربية يدعى جمال دون تقديم توضيحات عنه الذي عرض عليه العملية وزوده برقم الهاتف النقال للشخص المستلم بالجزائر مقابل مبلغ 5000 دينار للكيلوغرام الواحد. الصفقة تمت بمنطقة الراموس الحدودية 5 آلاف دينار لنقل كلغ واحد من الكيف وفي نفس السياق، أفادت التحقيقات بأن المغربيين يلتقون بالمهربين ليلا في الحدود، حيث كشف مهرب أثناء استجوابه أنه وبتاريخ 17 سبتمبر 2010 تسلم المدعو ''هوراي'' المخدرات من شخص آخر مغربي الجنسية يدعى ''لخضر'' بمنطقة الراموس بالحدود المغربية الجزائرية في دلوين بلاستيكيين، فقام هو بإخفائها في غابة الحرش بضواحي قرية أولاد موسى في بلدية بني بوسعيد دائرة مغنية بتلمسان، ليقوم في اليوم الموالي ليلا بشحن المخدرات على متن ''المرسيدس'' بمساعدة شريكيه ''ل. ع'' و''ز. ع'' اللذين أعلمهما بالأمر برفقة المدعو ''ش. م. أ'' ووعدهم ليدفع لهم مبلغ 50 ألف دينار لكل واحد مقابل مشاركتهم في العملية وبعد شحنهم وإخفائهم جميعا المخدرات في السيارة اتصل بالمدعو ''ب. ع'' الذي كان في انتظارهم وانطلقوا جميعا إلى غاية وصولهم مدينة بوفاريك عند منتصف النهار فتوقفوا بمحطة الوقود، أين تلقى اتصالا من المغربي المدعو جمال الذي أرسل له رقم مستلم البضاعة عبر رسالة نصية قصيرة عبر الهاتف وطلب منه المغربي جمال مواصلة السير نحو ولاية البويرة، وأكد له المغربي ذلك فواصلوا السير إلى غاية محطة الوقود في تيجلابين بولاية بومرداس، أين وجدوا صاحب البضاعة في انتظارهم على متن سيارة ''هيونداي أكسنت'' بيضاء اللون برفقة شخص آخر وفتاة، أين توجه إليه ''ش. م. أ'' ونظرا إلى عدم اتفاقهم على مكان تسليم البضاعة تم الاتصال بالمغربي الذي أكد لهم بأن مكان تسليم البضاعة يتم بالبويرة وعليه قاموا بتتبع سيارة ''الأكسنت'' إلى غاية ضبطهم من طرف مصالح الدرك الوطني في الحاجز الأمني بالطريق السيار شرق غرب. مهربو الوقود إلى المغرب.. فلاحون بتلمسان وشباب مهمتهم نقل المخدرات في سيارات فخمة توصلت التحقيقات الأمنية والقضائية الواسعة حول القضية إلى أن هوية بعض المتورطين في هذه القضية هم من مهربي الوقود نحو المغرب من مدينة مغنية بتلمسان، أين تعرفوا على بارونات المخدرات هناك واتفقوا على التعاون في استيراد وتهريب الكيف نحو الجزائر العاصمة وإلى غاية شرق الوطن استعمالا للطريق السيار شرق غرب مقابل مبالغ مالية معتبرة للكيلوغرام الواحد. كما كشفت التحريات عن أن بعض المتورطين في القضية يعملون كفلاحين في تلمسان وتجار وينحدر أغلبيتهم من مدينة بني بوسعيد بمغنية ولاية تلمسان وتتراوح أعمارهم بين 28 سنة و23 سنة بالنسبة للمتهم ''ش. أ''، في حين يبلغ أكبرهم سن 38 سنة وأصغرهم المدعو ''ل. ع'' من مواليد سنة 1990 متهم بشحن ونقل مواد مخدرة، ولقد دأب مهربو المخدرات على نقل الكيف على متن سيارات فخمة مثل سيارة مرسيدس المحجوزة لدى مصالح الأمن. ''بارون'' المخدرات المغربي يسير ويعقد الصفقات عبر الهاتف وأشارت تصريحات أحد الموقوفين في قضية استيراد المخدرات من المغرب إلى أن المدعو جمال المغربي أمرهم بالتوقف في محطة الوقود بتجلابين، أين التقوا بالشخص ''س. ع'' مستلم البضاعة وقد اقترح عليه المغربي جمال تسليم البضاعة له في المحطة فرفض ذلك بداعي أن الشخص الذي نقله على متن سيارته هو ناقل غير شرعي ''كلوندستان'' وترافقه قريبته وأنه لا يعلم بصفقة المخدرات، وطلب منه تتبع سيارته إلى مدينة البويرة فقبل بذلك لأنه اتفق مع جمال المغربي من تسلم أمواله وأتعابه من عند المستلم للمخدرات، وأضاف بأنه شاهد سائق السيارة التي أحضرها ''س. ع'' عندما كان داخل سيارته رفقة فتاة دون أن يتعرف على وجهها ودون حتى أن يصافحها ولقد تحدث مع ''س. ع'' على بعد 15 مترا من سيارة سائقه. قاضي التحقيق بمحكمة عين بسام يأمر بإتلاف 9 قناطير قنب هندي المحجوزة قامت مصالح الضبطية القضائية بحجز كمية المخدرات المضبوطة المقدرة ب34,895 كيلوغرام وهواتف المتورطين في القضية وسيارة ''المرسيدس'' مملوكة للمتهم ''ح. ب'' وسيارة ''هيونداي أكسنت''، وفي هذا الصدد تم إرسال عينة من المخدرات وعينة من العجينة السوداء المحجوزة لإجراء التحاليل عليها بالمعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني بالجزائر، وفي الشأن هذا أفاد تقرير الخبرة التي تم إجراؤها على عينة من المخدرات المحجوزة من طرف مصالح الدرك الوطني أنها من نوع القنب الهندي، وهي مادة مخدرة، حيث أصدر في شأنها قاضي التحقيق لدى محكمة عين بسام أمرا بإتلاف المخدرات المحجوزة مع اقتطاع عينة منها للإحتفاظ بها على ذمة التحقيق. الأمن المغربي لا يرد على مراسلة الأنتربول الجزائري حول هوية أصحاب أرقام هاتفية بالمغرب وعلمت ''النهار'' من مصدر على صلة بالملف، بأن مكتب الشرطة الدولية ''الأنتربول'' بالمغرب لم يرد ولم يوافِ الشرطة الدولية بالجزائر العاصمة بالمعلومات الخاصة حول هوية المشتبه فيهما أصحاب أرقام هاتفية بالمغرب وهما لخضر وجمال من جنسية مغربية اللذين تم ذكر اسميهما أثناء التحقيق مع الموقوفين في الحاجز الأمني بالبويرة، حيث سبق لقاضي التحقيق أن أصدر إنابة قضائية لمحافظ الشرطة بالبويرة لأجل الاتصال بمكتب الشرطة الدولية بالجزائر من أجل اتصال هذا الأخير بمكتب الأنتربول بالمغرب لموافاة المحققين بمعلومات بخصوص المشتبه فيهما أصحاب أرقام هاتفية بالمغرب. ''بارونات'' المخدرات يستعملون شرائح هواتف غير مصرحة وأخرى لمواطنين لإبرام الصفقات وتجدر الإشارة إلى أنه ومواصلة للتحقيقات، قامت مصالح الضبطية القضائية وبالتعاون مع متعاملي الهاتف النقال في الجزائر باستغلال كشوفات المكالمات الهاتفية للمشتبه فيهم، حيث تبين من خلال التحريات الأمنية بأن الشخص الذي كان في انتظار تسلم المخدرات صاحب رقم هاتفي نقال هو المتهم ''س. ع'' الهارب من قبضة الأمن، والذي اتضح فيما بعد بأنه يملك شريحتي هاتف نقال الأولى باسم شخص من ولاية تيزي وزو والثانية باسم شخص ينحدر من ولاية الجلفة، هذه الأخيرة التي ضبطت عند أحد المتهمين الفارين عند تفتيش مسكنهم ببلدية الأسنام بولاية البويرة، كما تم العثور في ذاكرة المتهم ''ح. ه'' على رسالة نصية قصيرة بها رقم هاتف فيها عبارة ''هشام مول الصوالح''، وتبين فيما بعد أن الرقم المذكور سالفا هو ملك لفتاة ضاعت منها شريحة الهاتف النقال خلال سنة 2005، حيث أصدر قاضي التحقيق إنابة قضائية لعميد قضاة التحقيق لدى محكمة المدية لسماع شخص مسجون مالك لخط كان يستعمله المتهم ''س. ع'' الفار، إلا أنه لم يتم العثور عليه في السجن.