ربما الطريقة الوحيدة التي وجدها المصريون لإعادة العلاقات مع الجزائريين، في المجال الفني خاصة، هي مشاركة جزائرية في مسلسل ''عابد كرمان'' الذي يعرض في عدة محطات.. حيث ردت الممثلة ريم البارودي التي تقوم بدور ''مونيكا الجزائرية''، وهي شابة عربية تتعامل مع المخابرات المصرية في باريس، عندما سألها شاب فلسطيني يقدّم خدمات كبيرة لمصر والذي يعمل لذات الجهة، لكن في إسرائيل الذي يقوم به الممثل السوري تيم حسن عن أصلها، ردت قائلة ''أنا جزائرية، والدي توفي أثناء الثورة التحريرية وتنقلت مع والدتي للعيش في فرنسا بعد الإستقلال...'' وواصلت حديثها مع عابد، قائلة ''...نحن الجزائريون نحب كثيرا الشعب المصري...''، وهذا في إشارة واضحة من كاتب السيناريو إلى رفع دعوة لإعادة العلاقات بين البلدين بعد ثورة جانفي التي أطاحت بالنظام السابق الذي اتهمه كل من سمحت له نفسه وتهجّم على كل ما هو جزائري بتحريض آل مبارك. للإشارة، فقد كانت مجموعة من الفنانين يقودهم خالد زكي نقيب الفنانين آنذاك، قد طالبت بقطع كل العلاقات مع الجزائر والجزائريين ومقاطعة كل المهرجانات التي تشترك فيها الجزائر عقب تأهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا على حساب الفراعنة في 2010. وتدور قصة مسلسل ''عابد كرمان'' حول شاب فلسطيني يعمل لصالح جهاز المخابرات المصرية في إسرائيل، وتدور أحداثه في ثلاثين حلقة، وجاء هذا المسلسل كاستثمار لنتائج ثورة الخامس والعشرين من جانفي المنصرم. وقد طالب المخرج نادر جلال بإعادة الأجزاء الكبيرة التي تم حذفها من مسلسل ''عابد كرمان''، خاصة وأن المسلسل تم منعه من العرض على شاشة التلفزيون المصري وباقي الفضائيات في العام الماضي، من قبل بعض الجهات الأمنية، التي اعترضت على العديد من مشاهده. واستطرد جلال قائلا إنه يأمل أن تتيح التغييرات الجذرية التي أتت بها الثورة إعادة النظر للمسلسل، والسماح بعرض الأجزاء التي تم حذفها منه، ليتمكن المسلسل من إيصال رسالته بصورة كاملة، خاصة وأن العمل -وفقا للمخرج- لا يسيء لمصر، وإنما يقدم لها صورة مشرفة ومحترمة، تليق بمكانتها. ويحكي المسلسل عن إحدى أهم العمليات المخابراتية التي تم تنفيذها أثناء حرب الإستنزاف، والتي ساهمت بشكل كبير في التمهيد لحرب النصر التي اندلعت في السادس من أكتوبر عام 1973. المسلسل من سيناريو وحوار بشير الديك، وإخراج نادر جلال، وبطولة تيم حسن، ريم البارودي، إبراهيم يسري، ومحمد وفيق، فادية عبد الغني.