أعلن مصدر مقرب من رئيس المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا في ساعة متأخرة من مساء أمس عن إعتقال سيف الإسلام القذافي إبن الزعيم الليبي معمر القذافي رفقة شقيقه محمد. ولم ترد تفاصيل عن ظروف الإعتقال ولكن مراجع مقربة من المجلس الوطني الإنتقالي أعلن سهرة أمس عبر قناة "الجزيرة" القطرية كشفت أمس أن قائد قطاع القوات الموالية للقذافي الذين كلفوا بحماية طرابلس قد سلموا أسلحتهم للثور بعد أن تأكد بأن مصير طرابلس أصبح بيد الثوار المدعومين من طرف قوات الحلف الأطلسي التي أمنت له تغطية جوية. وأعلن الناطق بإسم اللجان الشعبية موسى إبراهيم في تصريح تلفزي، أمس، أن العمليات العسكرية التي قام بها الحلف خلال نهار أمس فقط خلفت مقتل 1300 مدني في سلسلة عمليات عرفتها طرابلس. وفي حدود الساعة الحادية عشرة ليلا تدخل العقيد معمر القذافي عبر القناة الرسمية الليبية ليدعو مؤيديه إلى النفير من أجل حماية طرابلس من طرف عملاء الإستعمار في إشارة إلى الثوار وقال أن طرابلس التي كما قال "عاصمة جميلة أصبحت تحترق". وإنتقد القذافي بشدة من وصفهم ب "الجرذان" وقال أنه يدعو مؤيديه والقبائل في كل المناطق المحيطة بالعاصمة طرابلس إلى حمايتها وتطهيرها من "الجرذان" لتجنب تحولهم إلى "عبيد" تحت رحمة الإستعمار. وجاء نداء القذافي على نحو يائس بعد التطورات العسكرية التي عرفتها ليبيا أمس خاصة في ساعة متأخرة من المساء حيث تخلى عدد من قادة الوحدات العسكرية الموالية للعقيد القذافي عن مهامهم بسبب ضغط الثوار الذين زحفوا على طرابلس من كل الإتجاهات بشكل مكثف. وبثت مختلف القنوات الفضائية صور ومشاهد دخول الثوار إلى مختلف أحياء طرابلس وانقلاب الأوضاع رأسا على عقب ضد حكم القذافي الذي كان محبط المعنويات وظل يتوقف في خطابه لفترات طويلة من الصمت ولم يصدق ما كان يشاهد عن دخول القذافي. وحتى الجماهير الموالية له والذين كانوا يهتفون بحياة القذافي خرجوا مجددا مساء أمس ولكن لرفس صورة الزعيم الليبي بشكل غير مسبوق وهي الصور والمشاهد التي رد عليها القذافي بشكل مباشر بدعوته ما تبقى من مؤيديه إلى الزحف من أجل إنقاذ طرابلس. وكان القذافي قد تدخل مباشرة على القناة الفضائية الليبية ثلاثة مرات نهار أمس وبشكل غير مسبوق وقد دل ذلك على حالة الفزع التي عاشها الزعيم الليبي الذي كان في حالة هيستيريا وهو يشاهد سيارات تنقل الثوار وهم يدخلوا طرابلس ويتجولون وسطها بدعم من المؤيدين السابقين للقذافي والذين كانوا يرقصون له في ساحة العزيزية. سقوط قادة الجيش والمخابرات قتلا أو أسرا ليلة أمس أعلن في وقت لاحق من الليل عن مقتل قيادات في المخابرات الليبية "اللجان الشعبية" الذين كانوا يشرفون على الكتاب الأمنية مثل محمد السنوني وتبين أيضا أن كلمة العقيد معمر القذافي كانت مسجلة وهذا لأن الخطاب تضمن الحديث عن مدن كانت أصلا قد سقطت في يد الثوار قبل أيام والقذافي طلب في خطابه ليلا من سكانه الزحف نحو طرابلس! وتوالت أخبار سقوط المقربين من القذافي بين القتل والأسر من طرف الثوار الذين زحفوا على طرابلس بشكل غير مسبوق تحت تغطية جوية كاملة للحلف الأطلسي الذي كان يعمل على توقيف القذافي حيا لمحاكمته. ولم يتبين إلى غاية منتصف الليل إن كان القذافي قد تمكن من الفرار أم وقع في يد الثوار علما أن أقرب مساعديه سلموا أنفسهم للثوار وبعضهم تمكن من الفرار خارج ليبيا.