2,5 مليون طن من الأملاح التي تخلفها محطة الحامة ترمى في البحر كشف أمس مصدر مسؤول بوزارة الموارد المائية أن موسم الصيف القادم لن يشهد اضطرابات في التوزيع، وأن المخزون الحالي يسمح بضمان الطلبات إلى غاية 2009 فيما ذهبت بعض الأوساط الى ان العديد من المناطق تعرف نقصا فادحا في هذه المادة الحيوية، مشيرة الى أن العاصمة تشهد نسبة 40 بالمائة من تسربات المياه وهي أكثر من الكمية التي تنتجها محطة تحليه المياه بالحامة فضلا عن أنها ترمي 7000 طن من الملح في البحر وحوالي 2مليون و500 طن سنويا . وأكد المتحدث ان عملية إنتاج المياه خلال 2008 تدعمت بتسلم عدة مشاريع أهمها محطة تحلية مياه البحر "الحامة" التي توزع أكثر من 200 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما يرفع حصة الفرد الجزائري من مياه الشرب المقدرة حاليا ب 165 لتر في اليوم بعد أن كانت سنة 2000 لا تزيد عن 120 لترا ، مشيرا الى ان سكان العاصمة سيشرعون في الشرب من مياه سد تاقصبت بولاية تيزي وزو خلال شهر ماي القادم وهو ما سيدعم مياه السدود الثلاثة الممونة لبلديات العاصمة والولايات المجاورة. في السياق ذاته، أوضح المعني انه من المنتظر تسلم مشروع إنجاز ثاني أكبر هيكل مائي بالعاصمة وهو سد كدية اسردون بولاية البويرة والذي تسهر على إنجازه المؤسسة "غازال" بطاقة استيعاب تصل إلى 650 مليون متر مكعب الأمر الذي يستبعد أمكانية شح المياه خلال فصل الصيف. وبخصوص الاضطرابات في توزيع المياه التي يشهدها سكان بلديات غرب العاصمة، ومنها زرالدة وعين البنيان، طمأن ذات المسؤول المواطنين بحل المشكل مع قرب الانتهاء من أشغال الربط بشبكة توزيع جديدة مدعمة بمضخات لدفع المياه إلى المرتفعات، على أن يكون توزيع المياه يوميا ابتداء من شهر جويلية القادم. وكذب المعني بلوغ نسبة تسرب المياه بالعاصمة 40 بالمائة، مؤكدا انه تم تجديد كل شبكات التوزيع، ولضمان عقلنه تسيير عملية توزيع المياه، سيدشن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،خلال الأيام القليلة القادمة وحدة مختصة في التسيير الآلي لشبكة توزيع المياه وذلك عبر نظام معلوماتي خاص وضعته مؤسسة "سيال" ببلدية القبة، يقوم بمراقبة عملية توزيع المياه والكشف عن الأعطاب بالشبكة التي تم تجديدها هذه السنة للتأقلم مع الضغط الجديد لقوة دفع المياه الموزعة. وعلى صعيد اخر، كشف لخضر خلدون مهندس مستشار في التهيئة البيئية أن نسبة تسرب المياه يوميا بالعاصمة المقدرة ب 40 بالمائة ، هي أكثر من الكمية التي تنتجها محطة تحليه المياه بالحامة ، مشيرا إلى أنه يتم رمي 7000 طن من الملح يوميا في البحر ومليوني و500 آلف طن سنويا التي تفرزها المحطة، مما يشكل كارثة بيئية تهدد الكائنة الموجودة بالبحر، كما أنها تعادل نصف حجم سد قدارة المقدر ب140 مليون متر مكعب، داعيا الحكومة إلى ضرورة إعادة تأهيل شبكة التوزيع، علما أن الجزائر رصدت أكثر من 21 مليار دولار للاستثمار في مجال المياه خلال الفترة الممتدة بين 2005و 2009. و في سياق متصل، قال المعني انه على السلطات المعنية إيجاد ميكانيزمات وآليات تحافظ من خلالها على الثروة المائية التي تتسرب بطريقة عشوائية من جهة ومحاولة التكفل الفعلي بالخطر الذي تشكله الأملاح التي تفرزها محطة الحامة، والتي من شانها إلحاق أضرار بالبيئة البحرية .