حتى لو تمتلئ السدود .. فأزمة الماء في العاصمة لا علاقة لها ''ببارومتر السماء'' إذ تتعدد تفاصيلها وتختلف معها الأسباب، بين البلديات التي يعاني سكانها جفاف حنفياتهم دون سبب وبين التي يتعرض مواطنوها للتسمم بفعل تسربات للمياه القذرة، ومن خلف كل هذا تبقى مشاريع تحلية مياه البحر الحلم الذي يتبخر كلما سقط المطر، كل هذا وأكثر يعيد طرح تساؤل واحد مع نهاية كل صيف .. ترى متى ينتهي مسلسل عطش العاصميين ؟ كان من المقرر أن يستفيد سكان العاصمة من 11 محطة لتحلية مياه البحر مع نهاية عام 2002 في كل من اسطاوالي، عين البنيان، الرغاية، عين طاية، المرسى، زرالدة، برج الكيفان .. كما كان مقررا أن ينجز مجمع الخليفة محطتين لتحلية مياه البحر بقيمة مالية تصل إلى 200 مليون دولار لكن مثلما انهار مجمع الخليفة وانتهى معه حلم إنشاء محطتين في أقرب وقت ظلت مشاريع تحلية مياه البحر تتأجل من سنة إلى أخرى.. محطات تحلية البحر .. مشاريع مؤجلة كلما سقط المطر ومع تحسن وضعية المناخ في الجزائر وتحسن مستوى مردود تساقط الأمطار كانت مشاريع مياه البحر تتعطل من سنة إلى أخرى كما كان من المنتظر أن تقضي 11 محطة على مشكل الماء في الجزائر بإنتاج مابين 2500 و 5000 متر مكعب يوميا من الماء الصالح للشرب وكانت وقتها حسابات شركة سونلغاز باعتبار أن محطات تحلية مياه البحر هي بالدرجة الأولى محطات لتوليد الطاقة الكهربائية فالمركب الموجود على مستوى الحامة كان من المفروض أن يوفر 160 ألف متر مكعب من المياه يوميا إي بمعنى تزويد ما يقارب المليون و600 ألف نسمة وهو ما يعني حلا فعليا لمشكل الماء في العاصمة، تشير مصادر تقنية من شركة سونلغاز أن أسباب تأخر إنجاز محطات لتحلية مياه البحر يعود بالدرجة الأولى للتكاليف الباهظة للمشروع لأن ثمن تحلية متر مكعب واحد من الماء يكلف مات بين 0.8 و 1 دولار ، ويشير تقني آخر في الهندسة الميكانيكية أن أسلوب محطات تحلية البحر يعتمد أساسا على درجة الحرارة العالية المتراوحة ما بين 500 و 800 درجة مئوية وهي التي تسمح بإمكانية التخلص من الأملاح العالقة بمياه البحر . السلطات المحلية .. ومشاكل التوزيع، الإنقطاع، المياه القذرة الشق الغربي من العاصمة أقل عطشا من ناحيته الشرقية لكنه أكثر تبذيرا لعنصر الماء تشتكي في الآونة الأخيرة بلديات وأحياء عدة من مشكل انقطاع مياه الشرب وجفاف الحنفيات بعض المناطق في العاصمة لا تنقطع عنها على مدار 24 ساعة على 24 في حين تشتكي البلديات الفقيرة كبلكور، باش جراح، حيث تنقطع المياه من الحنفيات بدءا من الساعة السابعة مساءا وفي بعض الأحيان من الساعة الخامسة مساءا، وأحياء أخرى تنقطع بها المياه الصالحة للشرب لأكثر من 5 أيام كحي العناصر بالقبة ، فيما تعرض بلديات أخرى لمشكل إهتراء شبكة التوزيع واختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه القذرة بالرغم من عملية ربط العاصمة بأكثر من 3 سدود بغية جمع150 ألف متر مكعب من المياه يوميا، كما تشهد العديد من أحياء العاصمة إن لم نقل أغلبها بمجرد حلول فصل الصيف اضطراب في توزيع المياه الصالحة للشرب وجفاف الحنفيات لعدة ساعات من اليوم تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل في كثير من الأحيان،وعلى الرغم من اعتماد العاصمة الجزائرية على مصادر الماء الشروب أساسا من خزانات السدود ومياه الأرض الباطنية فإن السكان تعودوا على انقطاع مياه الشرب لفترات متكررة وطويلة. تجارة صهاريج الماء تنتعش مع كل صائفة عرفت تجارة الصهاريج انتعاشا كبيرا في السنوات الأخيرة نظرا للتذبذب الكبير الذي تعرفه شبكة توزيع المياه، يتجلى هذا من خلال المحلات التي تعمل على بيع الصهاريج و التي أصبحت منتشرة في أغلب الأحياء للطلب المتزايد عليها، أما فيما يخص أسعارها فيحددها حجم الصهريج من جهة و المنطقة من جهة أخرى.فحسب بعض باعة الصهاريج فإن الأسعار معقولة وفي متناول الجميع مع وجود بعض التخفيضات،فبرميل ذو 2000 لتر وهو الأكثر طلبا يصل سعره إلى 16000دج أما ذو سعة 1600لتر يتراوح سعره بين 12000إلى 13000دج. هذا و أصبحنا نلاحظ مؤخرا الشاحنات المصطفة في العديد من المناطق و المزودة بصهاريج توضع تحت خدمة المواطن وتعمل على نقل الماء إلى مقر سكناتهم مقابل مبالغ مالية هذه الأخيرة تحدد حسب بعد المسافة وهي تتراوح بين 500إلى600دج كما قد تصل إلى 700دج وأكثر ،منطقة الحميز بدورها تعرف وجود مثل هذه الشاحنات وتعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين-حسب أصحاب الشاحنات- خاصة من الدارالبيضاء حي الحميز، برج الكيفان وغيرها من الأحياء التي تعرف نقصا فادحا في توزيع المياه. فضيلة مختاري / نسيمة بلعباس