رغم أن المدرب البوسني حليلوزيتش لم يمر على إشرافه على المنتخب الوطني الجزائري أكثر من شهر، إلا أنه تمكّن بفضل حنكته من تغيير بعض ''العقليات'' التي كانت معششة في رؤوس بعض المسؤولين الجزائريين، وحتى اللاعبين، فقد أقنع الرئيس روراوة بإجراء التربصات التحضيرية للمباريات المقبلة في الجزائر في مركز سيدي موسى، بعدما نال إعجابه خلال التربص التحضيري الذي أجراه مؤخرا تحضيرا لمواجهة تنزانيا، حيث أكد رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة أمس الأول في تصريح له أن المنتخب الوطني لن يتربص مجددا في فرنسا، وأن اللقاءين الوديين اللذين سيخوضهما أمام تونس والكامرون سيلعبان في الجزائر أيضا، ويكون بذلك قد وضع حدا لعقلية ''التفشاش'' والتربصات في أوروبا مثلما كان يفعل سعدان وبن شيخة، اللذان كانا يفضّلان التربص في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، متحججان بالهروب من ضغط الجماهير الجزائرية، ويبدو أن حليلوزيتش أصبح محبا للجزائر أكثر، لاسيما وأنه كشف في العديد من المرات أن الجزائر بلد هادئ ولم يكن يتخيل أنه بهذا الجمال والهدوء، وهذا ما جعله يفضّل التحضير في الجزائر على التنقل إلى أوروبا، وقد يكون يفكر أيضا في جعل اللاعبين أكثر قربا من بلدهم الأصلي، باعتبار أغلبهم تربى وترعرع في فرنسا، والأكيد أن رغبة حليلوزيتش في عدم التربص مستقبلا في فرنسا لها دوافع كثيرة وقد تكون إنسانية أكثر منها رياضية، كما أن التحضير في مركز سيدي موسى كان له أثر إيجابي لدى اللاعبين بدليل أنهم قدّموا أداء أفضل في مباراة تنزانيا، والتي حضّروا لها في الجزائر، بينما كانوا دون المستوى في مباراة المغرب، رغم أنهم حضّروا في واحد من أفضل المراكز في إسبانيا، ويبدو أن المدرب السابق لمنتخب الفيلة الإيفوارية سيعمل مستقبلا على تغيير أمور كثيرة في كرة القدم الجزائرية، خاصة بعدما أصبح يتابع كل كبيرة وصغيرة تخص الكرة المستديرة في بلادنا وبالأخص البطولة المحلية، حيث ينوي الإعتماد على لاعبين محليين لتدعيم المنتخب الأول. ولن يهدأ لحليلوزيتش بال حتى يعيد المنتخب الوطني إلى الطريق الصحيح، باعتبار أنه يمر بفترة فراغ ليس إلا، خاصة وأن لمسته ظهرت في أول مباراة رسمية له مع ''الخضر'' أمام المنتخب التنزاني بدار السلام، وسيعمل أيضا على تغيير عقليات كثيرة موجودة في رؤوس مسؤولينا ولاعبينا، ويدرك الرئيس روراوة أن المدرب البوسني لديه القدرة الكافية لتحسين مستوى المنتخب الوطني، لذلك فإنه لا يرفض له طلبا، خاصة وأنه اقتنع بالمستوى الذي قدّمه رفقاء بوقرة في مواجهة تنزانيا، حيث مرّ زمن طويل لم يظهر فيه منتخبنا بذلك المستوى والبداية كانت بعدم التربص مستقبلا في فرنسا والإكتفاء بالتحضير في الجزائر.