كالعادة، نال الحديث حول قضية الدولي الجزائري رياض بودبوز حصة الأسد خلال الندوات الصحفية التي يعقدها الناخب الوطني الجديد وحيد حليلوزيتش منذ إشرافه على العارضة الفنية ل “الخضر”، فالبوسني أجاب عن كافة الأسئلة.. التي طرحت عليه في تربص “ماركوسيس“ بطلاقة تامة حول بودبوز، إلا أنه أمس أبدى امتعاضا شديدا من الأسئلة التي وجهت له حول بودبوز، رافضا اعتبار حالة هذا الأخير بالقضية مثلما وصفها الإعلاميون. “كان عليه أن يحضر مثل فراج وڤديورة” ولم يخف الرجل غضبه لكون أوّل سؤال وجّه له في هذه الندوة كان حول بودبوز، وراح يكرر ما سبق وأن أدلى به في آخر ندوة عقدها ب”ماركوسيس“ قائلا:” أكرر بودبوز لم يحضر تربص فرنسا بداعي الإصابة، حدثناه وحدثنا طبيبه وبررا لنا الغياب بالإصابة، وتفهمنا موقف من وصلتهم الدعوات متأخرة، أو وصلتهم إلى عناوين قديمة لفرقهم السابقة، لكن بودبوز كان عليه أن يحضر التربص مثلما حضر فراج وڤديورة، إذ أنهما ورغم إصابتهما حضرا ولم يضيعا العمل الذي قمنا به هناك” “أقصيته مع المصابين، لكني تفاجئت بمشاركته وتسجيله فيما بعد” ورفض الرجل الحديث عن أي عقوبة صدرت في حق اللاعب بإبعاده عن لقاء تانزانيا المقبل، ولا عن اللقاء الذي يليه، مؤكدا” لقد أقصيت بودبوز من قائمة لقاء تانزانيا خلال تربص ماركوسيس بعد الإصابة التي تعرض لها، والحال نفسه بالنسبة لسوداني، جبور، فراج وقديورة، حيث كنت مجبرا على ضبط قائمتي الرسمية تحسبا لذلك اللقاء، قبل أن أتفاجأ أياما قليلة بعد ذلك بمشاركة بودبوز مع فريقه ضد كان، وتسجيله في مرماه أيضا، صراحة تفاجأت لتماثله إلى الشفاء بتلك السرعة.” “ليست المرة الأولى التي يغيب فيها ويتأخر حسب علمي” وراح المدرب السابق لمنتخب “الفيلة” يعبر عن حسرته لتضييع بودبوز فرصة المشاركة في تربص فرنسا، وتضييعه حصص معاينة أشرطة المباريات، والاجتماعات والحصص التدريبية بالإضافة إلى المباراة التطبيقية التي خاضها اللاعبون فيما بينهم، مستطردا:” عملنا كثيرا هناك وتحدثنا كثيرا فيما بيننا خلال الأربعة أيام التي قضيناها سويا، وفراج وقديورة استفادا كثيرا من مجيئهما، ما جعل بودبوز يضيع على نفسه فرصة حقيقية للاستفادة مما قمنا به، وحسب علمي فإنها ليست المرة الأولى التي يتأخر فيها عن حضور التربصات، ولا المرة الأولى التي يكون له مشكل يتعلق بالمرض أو الإصابة.” “بودبوز ليس الجزائر ولا المنتخب” وأمام الأسئلة العديدة التي ظلت تطرح عليه من طرف الزملاء الإعلاميين حول بودبوز، ثارت ثائرة حليلوزيتش الذي قالها صراحة:” لماذا كلكم تركزون على بودبوز في أسئلتكم، لماذا لا تطرحون لي أسئلة حول الأهداف المستقبلية، وحول الجانب الفني والتكتيكي، هل بودبوز هو الجزائر؟ أكيد أن بودبوز ليس الجزائر ولا المنتخب الجزائري” “سأحدثه وعليه أن ينضبط أكثر مستقبلا” ورافضا التأكيد بأن بودبوز معاقب، أكد حليلوزيتش على أنه سوف يقوم لاحقا بالحديث مع لاعب نادي “سوشو” كي يضع معه النقاط على الحروف، مضيفا:” لقد أهدر فرصة التواجد معنا في فرنسا، وفرصة سماع ما تحدثنا فيه، لذلك سوف أتحدث معه عن قريب، كي أوضح له الأمور، ولكي أطلعه على النظام الداخلي الذي قررنا تطبيقه، لأطلعه أيضا على طريقة عملي التي يجهلها حتى الآن.” “أرفض اللاعبين الذين يختارون المباريات وتهمّني المجموعة حتى لو كان عندي ميسي“ وشدد المدرب السابق لاتحاد جدة السعودي على أهمية المجموعة بالنسبة له من أي لاعب مهما كانت أهميته على حد قوله:” حتى لو كان عندي ميسي فلا يهمني، ما يهمني هي المجموعة فقط، أنا مدرب يرفض اللاعبين الذين يختارون المواعيد ويختارون المباريات، ففي كوت ديفوار واجهني المشكل عندما كان اللاعبون يتحمسون لمواجهة ألمانيا، ويحجمون عن مواجهة الموزمبيق بسبب الحرارة أو سوء أرضية الميدان، لكني تحكمت في المشكل واحتويته“ “تلبية دعوة الخضر لا بد أن تكون بفخر واعتزاز” وفي السياق ذاته واصل الرجل حديثه حول اللاعبين الذين يختارون المواعيد التي يحضرونها والمواعيد التي يغيبون فيها قائلا” تلبية دعوة المنتخب الوطني لا بد أن تكون بفخر وإعتزاز، ثم إن المنتخب ليس بحاجة للاعبيه يأتون مكرهين إليه، وحتى ننهي الحديث حول بودبوز أؤكد مرة أخرى، لا توجد هناك حالة أو قضية اسمها بودبوز، وعلى جميع اللاعبين أن يكونوا في الموعد من الآن فصاعدا سواء خلال التربصات أو المباريات التي تنتظرنا.” “أشكر بوڤرة وزياني على انضباطهما” ودون أن يقحم بودبوز في الموضوع أبى الرجل إلا أن يثني على تصرف بعض الكوادر الذين كانوا قمة في الانضباط خلال التربص الأخير، واستدل بالثنائي بوقرة وزياني قائلا:”تحدثت مؤخرا خلال التربص مع ركائز المنتخب، وقلت لهم سأعول عليكم مستقبلا، لكن لابد أن تكونوا قدوة لزملائكم، وصراحة بوڤرة وزياني كشفا لي عن احترافية وانضباط كبيرين وأشكرهما على ذلك كثيرا.” -------- “أتقاسم وروراوة نفس الأفكار وهو مكسب للكرة الجزائرية” كشف حليلوزيتش أن العلاقة بينه وبين روراوة وطيدة ومتينة، وتعود إلى حقبة سابقة، وهي حقيقة لأن روراوة لطالما عرض على البوسني فكرة تولي العارضة الفنية منذ عهد سعدان مرورا بعهدة بن شيخة، وأضاف المدرب السابق لمنتخب الفيلة مشيدا بروراوة قائلا:” نحن نتقاسم نفس الأفكار، ففي كل موضوع نتطرق له إلى وتكون لدينا وجهة نظر متشابهة في النهاية، صراحة روراوة مكسب للكرة الجزائرية، شخص يعرف كرة القدم، ويعرف ما الذي يقوم به.” “لديه مشاريع وطموحات كبيرة” واستطرد المدرب حليلوزيتش قائلا: “لقد أعجبت بمشاريع روراوة الضخمة التي ينوي تطبيقها على أرض الواقع، لقد هيأ لنا مركز سيدي موسى عن آخره، والأشغال فيه تكاد تنتهي تحسبا لتربصات المنتخب المقبلة، وهو بصدد تهيئة ملاعب أخرى كي نستفيد منها مستقبلا، وخلاصة القول لقد وفر إمكانات ضخمة للمنتخب لذلك قلت عنه أنه مكسب للجزائر، والكرة الآن في مرمانا” “رحيله سيكون خسارة لكنها قضية تخصه” وبما أن عهدة روراوة على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد اقتربت من نهايتها (تبقت له سنة واحدة) فقد طرح أحد الزملاء سؤالا على البوسني حول ما إذا كان سيعتبر رحيله في حال عدم تجديد الثقة فيه خسارة أم لا، فأجاب” بطبيعة الحال هي خسارة إن رحل بالنظر إلى ما يقدمه حاليا للمنتخب والكرة الجزائرية، لكني لن أزج نفسي في مثل هذه القضايا، لأنها قضية شخصية تخص الرئيس ولا تخصني أنا”.
