أعلن ''ثوار'' ليبيا، أمس، عن تمكنهم من اعتقال سيف الإسلام القذافي، النجل الأكبر للعقيد امعمر القذافي، من زوجته الثانية صفية فركاش.وقال ''ثوار'' مدينة الزنتان، أن كتيبة تابعة لهم، تمكنت من أسر سيف الإسلام القذافي رفقة 3 من مرافقيه، في منطقة غير بعيدة عن الحدود مع دولة النيجر، وتحديدا في منطقة الرملة جنوبي مدينة أوباري. وزعم ''الثوار'' أن سيف الإسلام القذافي سلّم نفسه بعدما قُتل عدد من مرافقيه في اشتباك مسلح، دون تقديم تفاصيل أوفى حول عملية اعتقال من كان يوصف بأنه الخليفة الأول لمعمر القذافي.وقال مسؤولون في مجلس ثوار طرابلس، المؤلف من ثوار مدينة الزنتان، المناهض للمجلس العسكري لطرابلس الذي يقوده الإرهابي والقيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، أن سيف الإسلام القذافي كان بصدد الفرار نحو تراب دولة النيجر، غير أن مراقبين نفوا تلك المزاعم، وتساءلوا عن سر بقائه داخل التراب الليبي طوال قرابة شهر منذ سقوط مدينتي بني وليد وسرت في قبضة ''الثوار''. ونشر ''ثوار'' الزنتان أمس بعد ساعات من الإعلان عن اعتقال سيف الإسلام، صورا له وهو يتكئ على سرير، ملتحفا بطانية، فيما بدت بعض أصابع يده اليمنى مبتورة وملفوفة بضمادات، وبدا أنها كانت نتيجة إصابة بشظية. وعلى الجهة الأخرى، كذّبت مواقع إعلامية محسوبة على أنصار القذافي، أن يكون سيف الإسلام قد جرى اعتقاله من طرف ''الثوار'' أمس، مشددة على أن نجل القذافي وقع في الأسر منذ الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الثلاثاء الماضي. وفي هذا الإطار، قال موقع ''سيفن دايز نيوز''، أنه تأكد له من مصادره الخاصة، خبر اعتقال سيف الإسلام لكن ليس بالأمس، موضحا في نفس الوقت أن عملية الاعتقال جرت يوم الثلاثاء الماضي بعد خيانة من أحد مرافقيه. وقال نفس المصدر أن ''ثوار'' الزنتان رفضوا في البداية تسليم سيف الإسلام للمجلس الوطني الانتقالي، قبل أن تتدخل الحكومة الأمريكية لإجبارهم على تسليم الأسير، للسلطات الليبية الجديدة. وتحدّث نفس المصدر عما وصفه بالمفاوضات بين ثوار الزنتان والمجلس الانتقالي لتسلم سيف الإسلام منذ أيام، قبل التوصل لاتفاق بتسليمه، دون توضيح طبيعة تلك المفاوضات والشروط التي طُرحت من قبل ثوار الزنتان في عملية التفاوض. وطرحت تلك الأنباء شكوكا حول التوقيت الحقيقي والفعلي لاعتقال سيف الإسلام القذافي، خصوصا أن الإعلان عن الخبر أمس، جاء قبيل يوم واحد من الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة، التي كانت على مدار الأيام الماضية محل تجاذبات بين ثوار مصراتة والزنتان من جهة المدعومين من طرف فرنسا، وبين المجلس الانتقالي وذراعه العسكرية المتمثلة في المجلس العسكري لطرابلس، الذي يقوده الإرهابي عبد الحكيم بلحاج المدعوم من طرف قطر. وبالفعل، فإن عملية اعتقال نجل القذافي، وبالنظر إلى طريقة معاملته التي تم تسويقها من طرف وسائل الإعلام، من شأنها أن ترفع أسهم ثوار الزنتان، وتساهم في حصولهم على مكاسب ومنافع سياسية، على حساب المجلس العسكري لطرابلس وثوار مصراتة، الذين أعدموا العقيد الليبي امعمر القذافي ونجله المعتصم بالله بعد القبض عليهما حيين، فكان أن ظهر ثوار مصراتة أمام الرأي العام الدولي بمظهر البرابرة، فيما ظهر ثوار الزنتان بمظهر إنساني. سيف الإسلام رهينة لدى ''ثوار'' الزنتان لضمان مقاعد في الحكومة أعلن مسؤولون قياديون في ''ثوار'' الزنتان، الذين أشرفوا على عملية اعتقال سيف الإسلام القذافي، أن هذا الأخير سيظل في مدينة الزنتان، ولن ينقل على مدينة طرابلس لتسليمه لسطات المجلس الانتقالي، إلى غاية تشكيل الحكومة الجديدة. ونقلت ''بي بي سي'' عن وسام الدوقلي، وهو أحد عناصر كتائب الثوار التي ألقت القبض على سيف الإسلام، قوله أنه سيتم الاحتفاظ بسيف الإسلام في مدينة الزنتان إلى حين الإعلان عن تشكيل الحكومة، في إشارة مباشرة وصريحة على أن ''ثوار'' الزنتان الذين هددوا في وقت سابق من مغبة إقصائهم من الخريطة السياسية الجديدة وسلطة اتخاذ القرار في ليبيا، قد اتخذوا من مسألة اعتقال سيف الإسلام وتسليمه، ورقة ضغط في وجه المجلس الانتقالي الليبي. مئات المسلحين حاصروا الطائرة التي كان على متنها واعتلوا سقفها في محاولة لاقتحامها سيف الإسلام ينجو من مصير والده وشقيقه نجا سيف الإسلام القذافي، أمس، من القتل عندما حاصره على متن الطائرة التي حطت به في مطار مدينة الزنتان، مئات المسلحين من ''الثوار''، طالبين رأسه لتكرار مشهد مقتل والده وشقيقه المعتصم على أيدي عناصر من الثوار. وأظهرت أشرطة فيديو وصور جرى تداولها مساء أمس، كيف حاصرت مركبات مسلحة والمئات من ''الثوار'' أرضية مطار الزنتان، بعدما حطت الطائرة التي كان على متنها سيف الإسلام، لدرجة أن اعتلى العشرات من ''الثوار'' سقف الطائرة في محاولة لاقتحامها وقتل نجل القذافي. ورغم أن سيف الإسلام القذافي ظهر أمس سليما معافى، غير أنه مايزال برأي الكثيرين، معرضا للقتل في أية لحظة، مادام لم يجر تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، بحكم انتشار فوضى السلاح بين ثوار المدن، الذين تحكم فيهم القبلية، ويسود الولاء بينهم للأشخاص والجماعات وليس لسلطة حكومية أو منطق أوحد. النهار تنشر شريط فيديو لسيف الإسلام أسيرا خلال نقله بالطائرة نشرت النهار مساء أمس على موقعها على الإنترنت، شريط فيديو يظهر سيف الإسلام بين آسريه خلال نقله عبر الجو على متن طائرة عسكرية من منطقة اعتقاله نحو مدينة الزنتان. وبدا سيف الإسلام وهو يضع ''شاش'' بنيا فاتحا على رأسه، ومرتديا برنوسا بنفس اللون في زي يشبه أزياء التوارڤ بالمنطقة.كما ظهر سيف الإسلام سليما معافى باستثناء ضمادات بدت على أصابع يده اليمنى، التي يبدو أنها بُترت في قصف جوي. المحكمة الجنائية الدولية تطالب ''الثوار'' بتسليم سيف الإسلام طالبت المحكمة الجنائية الدولية أمس ثوار ليبيا والمجلس الوطني الانتقالي، بتسليمها سيف الإسلام القذافي بعد اعتقاله، تمهيدا لمحاكمته من طرفها، بتهم ارتكاب جرائم حرب. وقال لويس مورينو أوكامبو كبير ممثلي الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية أمس، عقب الإعلان عن اعتقال سيف الإسلام، أنه يعتزم السفر إلى ليبيا في غضون أسبوع لمناقشة الخطوات التالية، بعد اعتقال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. وقال مورينو أوكامبو للصحفيين:''أنا ذاهب إلى ليبيا لمناقشة كيف سنعالج هذه المسألة''، مضيفا بالقول: ''سيف الإسلام سيمثل أمام العدالة.. أين وكيف؟ ذلك هو ما سنناقشه''. أصابع سيف الإسلام بترت في قصف جوي للناتو قبل شهر قال سيف الإسلام القذافي لوكالو رويترز أمس؛ إنه بصحة جيدة بعد أن اعتقله عدد من المقاتلين الذين أطاحوا بوالده، مضيفا أنه أصيب بجروح في يده اليمنى أثناء غارة جوية لحلف شمال الأطلسي قبل شهر. وردا على سؤال لرويترز على الطائرة التي نقلته إلى مدينة الزنتان، عما إذا كان يشعر أنه على ما يرام قال: ''نعم''. وسئل سيف الإسلام (39 عاما) الذي تحدث باقتضاب عن ضمادات حول ثلاثة من أصابع يده اليمني، فاكتفى بالقول ''القوات الجوية..القوات الجوية'' وردا على سؤال إن كان يقصد غارة للحلف الأطلسي فقال:''نعم .. قبل شهر''. وكان مساعدون لسيف الإسلام قالوا إن موكبه تعرض لغارة جوية شنتها طائرات الحلف أثناء محاولته الفرار من مدينة بني وليد معقل المؤيدين للقذافي قرب طرابلس في 19 أكتوبر، وهو اليوم السابق لحادثة القبض على والده وقتله في مدينة سرت مسقط رأسه. وبعد تبادل حديث مقتضب مع السجين، قال صحافيون ليبيون يعملون مع رويترز التقوا بسيف الإسلام أنهم لا يشكون في أنه هو نجل القذافي فعلا، رغم أنه أحجم مرارا عن تأكيد هويته بشكل قاطع.