تحتفل اليوم الجزائر خلافا لمختلف الدول الإسلامية بعاشوراء، بعد أن حددت يوم الفاتح من محرم مسبقا بأربعة أيام كاملة. وتَوافق التاريخ مع ال 26 نوفمبر 2011، في وقت تزامن الفاتح من شهر محرم بباقي الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية بداية السنة الهجرية بعد يوم من تاريخه بالجزائر، أي بتاريخ 27 نوفمبر من السنة الميلادية. أحدث هذا الاختلاف التباسا لدى المواطنين، الذين شكوا في صحة صومهم، خاصة أولئك الذين اعتادوا على صيام عاشوراء، في وقت حبذ الأغلبية صوم العاشر والحادي عشر من شهر محرم، بناء على تأريخ الجزائر، ما يجعله يتزامن مع التاسع والعاشر من شهر محرم بباقي الدول الإسلامية. وخرقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في بيانها الذي جاء محددا ليوم دخول شهر محرم، ما جاء في الحديث الشريف، الذي يأمر بتحري رؤية الهلال والاستناد إليه في التأكد من دخول الأشهر القمرية، وأكدت أنها لا تعمل بهذا الحديث إلا في دخول شهر رمضان وشوال للإعلان عن نهاية شهر الصيام، وذلك بعدما أعلنت في بيانها الصادر قبل أربعة أيام من دخول شهر محرم، أنه سيكون يوم السبت، معتمدة على أجندتها التي كانت وضعتها قبل دخول السنة الجديدة وقامت بتوزيعها على المساجد، مما يهدد الجزائريين في صحة طقوسهم الدينية كصيام التاسع والعاشر من هذا الشهر. من جهته، قال لوط بوناطيرو الباحث في علم الفلك والجيولوجيا، في اتصال مع ''النهار''، أمس، ''الحسابات في الجزائر هي الأصح. ما حدث بالسعودية أنهم كانوا مختلفين على التاريخ، بعضهم أراد اتباع تقويم أم القرى؛ اتباعا لرزنامة قديمة، وكان التاريخ مثل الجزائر، غير أن الفلكيين قالوا إنهم لم يروا الهلال، وغلّبوا رأي طائفة أم القرى. و''كفلكي، التقويم الجزائري هو الأصح. وبما أن الاقتران حدث يوم 25 نوفمبر على الساعة السادسة صباحا قبل خط مكةالمدينة، فإن الفاتح من شهر محرم هو يوم 26 نوفمبر''. والنقطة المهمة أنهم وضعوا ساعة فوق الهرم لتطبيق توقيت مكة، والاقتران وقع قبل توقيت مكة المعادل للساعة العاشرة صباحا بتوقيت الجزائر، ولكنهم لم يطبقوه، لأن الفلكيين لم يروا الهلال في السعودية وبالتالي وحسب دلائل فلكية فإن الفاتح من محرم هو يوم 26 نوفمبر، واليوم هو يوم عاشوراء''. غلام الله: ''نعتمد على رزنامة تم تحديدها وليس حراما أن نخالف السعودية'' قال أبو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن الجزائر تسير حسب زرنامة يتم تحديدها، سواء تعلق الأمر بمحرم أو غيره من الشهور، مفيدا في رد مقتضب على سؤال ل ''النهار'' تعلق بمخالفة الدول الإسلامية خاصة في مناسبة مثل محرم وعاشوراء، واعتماد رصد الهلال في تحديد بداية أو نهاية الشهر القمري، أن الجزائر تحتفل بالفاتح من شهر محرم وليس بعاشوراء، وأن الإنسان ينتمي إلى أمة، وعليه أن يتبع الرزنامة المحددة، مضيفا أن الاختلاف مع السعودية ليس حراما، لأنه يمكن أن يكون هناك اختلاف في الحساب بين الدولتين. الشيخ لشهب:''لا ينبغي الإعتماد على الحسابات الفلكية في تحديد الأشهر القمرية'' قال الشيخ عبد القادر لشهب عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية، أن الحساب الفلكي في تحديد بدايات الأشهر القمرية يجب تأكيده برؤية الهلال يوم الثامن والعشرين من أجل التعرف عما إذا كان الشهر فيه 29 أو30 يوما، مشيرا إلى أن تحري رؤية الهلال مع دخول شهري رمضان وشوال فقط أمر ينافي الشرع. وأضاف الشيخ عبد القادر لشهب في اتصال مع ''النهار'' أمس، أن الاعتماد على الحسابات الفلكية فقط في الإعلان عن دخول شهر محرم، وتسبيق ذلك بأيام غير معقول، لأن الأشهر القمرية غير الأشهر الميلادية الثابتة في عدد أيامها، إذ أن الله أمرنا بتحري رؤية الهلال للتأكد من دخول الشهر، والبناء على ذلك في اتباع السنة الحميدة في العبادات، على غرار صوم اليوم التاسع والعاشر أو الحادي عشر من شهر محرم. وبخصوص إمكانية خطأ الرزنامة التي تقيس عليها وزارة الشؤون الدينية حساباتها، قال الشيخ أنه يمكن صوم يوم التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، بغرض تدارك أي خطأ في الحسابات الفلكية، خاصة أن أغلب الدول العربية الأخرى حددت العاشر من محرم بيوم الثلاثاء.