أكد الشيخ شمس الدين بوروبي، أن "الحراقة" الذين يغرقون في عرض البحر لا يعتبرون منتحرين وعارض كل من أفتوا باعتبار هؤلاء منتحرين، كما خالف من جهة أخرى كل من أصدروا فتاوى تجيز هذا النوع من الهجرة بحجة "الإقتداء بسنة رسول الله (ص)". واستغرب الشيخ شمس الدين بوروبي، في "منتدى المجاهد" أمس، من موقف وزارة الشؤون الدينية لعدم دعوتها لآداء صلاة الغائب على هؤلاء. وأضاف أنه لا يعتبر هؤلاء منحرين. "لأن هؤلاء تكبدوا عناء المخاطرة ودفعوا أموالا كبيرة من أجل الحصول على حياة أفضل". كما انتقد، شمس الدين، في سياق متصل، الدعاوى التي أجازت هذا الأسلوب من الإبحار للشباب "اقتداء بسنة رسول الله (ص)"، حيث أكد أن الرسول هاجر إلى المدينة حفاظا على دينه، وبأمر من ربه، في حين أن "الحراقة" لا يوجد فيهم من قرر الهجرة للحفاظ على دينه، "لأننا في الجزائر كلنا مسلمون ". حيث أشار إلى أن أهداف هذه الفتاوى غير بريئة، وقال أنه "بعدما شهدنا حملة تهجير العقول، صرنا نعيش مرحلة تهجير العضلات، حتى تفرغ البلاد من طاقاتها، وتصير مرتعا للشركات العالمية". وقال الشيخ أن "الحقرة" هي سبب "الحرقة"، وأضاف أن إيجاد للظلم الاجتماعي، هو السبيل لإيجاد الحلول لأكثر الآفات الاجتماعية تعقيدا. ليضيف " لو حصل الشاب على حقه في السكن والوظيفة والعمل بدون رشوة، لما وجدنا من يفكر في الحرقة"، مستدلا في ذلك على القاعدة الشرعية "لو أن كل واحد أخذ حقه، لقام كل واحد بواجبه". حيث اعتبر أن "الحراق هو أعقل الناس"، بسبب أنه إنسان لم يسرق ولم ينخرط في جماعات إرهابية ولم تجرفه الآفات الاجتماعية. وليؤكد الشيخ، في السياق ذاته، على أن "الحرقة هي البداية وليست النهاية"، إذا لم تتحرك جميع الجهات لمواجهة جادة للظاهرة. ليضيف أنه من غير الممكن أن تعالج الظاهرة بقرار سياسي، داعيا في الإطار ذاته ، جمعيات المجتمع المدني إلى القيام بدورها في توعية الشباب من خلال محاورتهم والاستماع إلى انشغالاتهم، فضلا عن قيامها بدور الوسيط للتقريب بين الشباب ومختلف المشاريع التي أطلقتها الدولة.