أجرى رئيس الجمهورية، عبد المجيد، أمس الأربعاء، حوار مطولا مع جريدة "لوبينيون" الفرنسية، تطرّق فيه إلى العديد من النقاط، منها المستقبل السياسي للجزائر وما عاشته من أحداث خلال السنتين الأخيرتين، إضافة إلى موقف الجزائر من بعض القضايا الإقليمية والدولية. وخلال هذه المقابلة الصحافية، أكّد الرئيس تبون، بأنه "أول رئيس للجمهورية الجزائرية منتخب ديمقراطيا من الشعب الجزائري"، خلال انتخابات 12 ديسمبر الماضي، بعد إسقاط مشروع العهدة الخامسة واستقالة الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة. تبون:"الحراك قضى على كوميديا العهدة الخامسة" وقال رئيس الجمهورية، إن الحراك المبارك الذي انطلق يوم 22 فيفري 2019، "وضع حدا لكوميديا وتهريج العهدة الخامسة" التي كان ستدخل الجزائر في دوامة كبيرة من الصراعات الداخلية، حيث "ضاق الشعب الجزائري من ممارسات النظام السابق"، مضيفا بأنّ الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، "كان عاجزا عن أداء مهامه". وفي السياق ذاته، كشف الرئيس، بأن الجزائر "تسير في الطريق الصحيح لاستعادة ثقة الجزائريين في حكومتهم ومسؤوليهم ورئيس جمهوريتهم"، بعد سنوات من فقدان هذه الميزة الهامة، نظرا للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشّة التي عاشتها الجزائر في السنوات الأخيرة، مؤكدا توجهه نحو إجراء "تغيير جذري في الحكم على المستوى الوطني والجهوي والمحلي"، قبل أن يضيف في سياق حديثه عن مشروع تعديل الدستور، بأنه يعتبر بأن الدستور بمثابة "وثيقة مقدسة ولا يمكن لأحد أن يستعملها للوصول إلى عهدة ثالثة"، قبل أن يضيف بالقول:"لقد رأينا ما ترتب عن تمديد البقاء في الحكم بإفريقيا من نتائج". "لديّ العديد من الأصدقاء الصحافيين" وفي سؤال حول اعتقال بعض الصحافيين، قال الرئيس تبون:"لديّ العديد من الأصدقاء الصحافيين، واحترامي للصحافيين ليس وليد اليوم، بل مذ أن كنت وزيرا، ولذا أؤكد على عدم اعتقال أي صحافي على أساس مهنته أو آرائه، وليس هناك أي فرق بين الصحافة العامة والخاصة"، موضحا بأن "اعتقال بعض الصحافيين مرتبط بنشاطات خارجة عن القانون وليس لها أي علاقة بالعمل الصحافي". "الوضع في ليبيا مقلق لدول الجوار" وبخصوص الأوضاع في الجارة ليبيا، صرّح رئيس الجمهورية، بأن حالة عدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد منذ سقوط نظام معمّر القذافي سنة 2011، "بات يقلق دول الجوار كثيرا"، مضيفا بأن الحلّ الأمثل لا يخرج من "الشرعية الشعبية والمتمثلة في انتخابات حرّة ونزيهة، حول شخصية تملك من الشرعية ما يمكنها من توحيد مؤسسات الدولة". وأوضح الرئيس تبون في حواره مع الصحيفة الفرنسية، بأن "الحل في ليبيا قد يستغرق وقتا يتراوح بين ثلاث أو أربع سنوات، لكن مرّت 9 سنوات منذ أن عرضت الدول المهتمة بالشأن الليبي حلولا صغيرة، إلا أنها لم تقدّم شيئا ولن تقدّم شيئا على الإطلاق". "هذا ما جعل مالي أرضا خصبة لكل التهديدات" وحول الأوضاع في مالي، أكّد رئيس الجمهورية، بأن "الحل في مالي 90 ٪ منه جزائري، نظرا للعلاقات التاريخية مع الأشقاء الماليين والقرب الجغرافي بين البلدين"، مضيفا بالقول:"كنت على تواصل دائم مع حكام منطقة غاو وتمبوكتو، لقد ساعدناهم كثيرا في حفر آبار وبناء مدارس". وأوضح تبون بأن "الديمقراطية هي الأرض الخصبة الوحيدة لأيّ تنمية بشرية واقتصادية"، موضحا بأنّ "الأزمة في مالي تحمل أبعادا ثلاثة، اقتصادية واجتماعية وسياسية، إضافة إلى التفرقة الجديدة المتمثلة في الشمال والجنوب"، وهو ما جعل من "مالي أرضا خصبة لجميع التهديدات مثل البلدان الإفريقية الأخرى بشكل عام". "أتفق مع ماكرون في الكثير من الأشياء" وحول الأزمة المالية دائما، نفى الرئيس تبون أن يكون هناك صراع جزائري فرنسي على الأراضي المالية، وفق ما تناقلته بعض التقارير، حيث قال إن "الجزائر لا تملك طموحا جيوسياسي أو اقتصاديا في المنطقة، بل تعمل على استقرار دول الجوار"، مضيفا بأنه "على اتفاق بشأن الكثير من المواضيع مع الرئيس الفرنسي ماكرون، بالرغم من وجود بعض الملفات التي تكبحنا من حين لآخر"، كما صرّح بأن "الجزائر وفرنسا قادرتين على العمل معا كشريكين متساويين، من دون أن تكون التصرفات متناقضة، وقد تكون الرؤيا مختلفة، لكن الهدف واضح، يتمثل في مساعدة مالي والقضاء على الإرهاب".