* email * facebook * twitter * linkedin ❊ بإمكان الجزائروفرنسا المضي قدما بهدوء كبير للمضي نحو علاقات رابح رابح أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، ضرورة مواجهة الأحداث الأليمة خلال الحقبة الاستعمارية، حتى يتسنى الانطلاق مجددا على أساس علاقات مربحة بين الجزائرفرنسا لا سيما على المستوى الاقتصادي، مضيفا أن "الذاكرة لا يمكن محوها ولا يمكننا ان نفعل بها ما نريد"، في حين ذكر بان تسليم جماجم رؤساء المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي مؤخرا "يعتبر خطوة كبيرة". وأوضح رئيس الجمهورية في حديث خص به يومية "لوبينيون" الفرنسية، أن الجزائروفرنسا يمكنهما المضي قدما "بهدوء كبير" بعد تجاوز مشاكل الذاكرة، مشيرا الى أهمية مواجهة "الاحداث الاليمة" للماضي والانطلاق مجددا على أساس علاقات مربحة للبلدين، من منطلق أن الجزائر بلد لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لفرنسا والعكس صحيح . الجزائريون متمسكون باعتراف الدولة الفرنسية بجرائم المستعمر كما أشار إلى أن "الجزائريين متمسكين باعتراف الدولة الفرنسية بأفعالها أكثر من التعويض المادي، إذ أن التعويض الوحيد الممكن هو ذلك الخاص بالتجارب النووية التي لا تزال آثارها حية لدى بعض السكان لاسيما أولئك المصابين بتشوهات وبعض المواقع التي لم تتم معالجتها بعد". وقال السيد تبون إن هناك جرائم أخرى ومجازر ارتكبتها الآلة الاستعمارية "تستحق الذكر"، مضيفا أن "العديد من المؤرخين الفرنسيين يعالجون هذه الاحداث بكل نزاهة". في هذا السياق، ذكر الرئيس تبون المؤرخ بنجامين ستورا الذي عين للقيام بعمل الذاكرة من الجانب الفرنسي، واصفا إياه بالشخص النزيه "الذي يعرف الجزائر وتاريخها من فترة الاستعمار الى غاية اليوم"، كما كشف عن تعيين نظيره الجزائري خلال ال72 ساعة المقبلة"، حيث ستعمل هاتان الشخصيتان مباشرة تحت إشرافنا"، يضيف رئيس الجمهورية. واسترسل رئيس الجمهورية قائلا نأمل في أن يقوما بعملهما في إطار الحقيقة والهدوء والسكينة، من أجل تسوية هاته المشاكل التي تسمم علاقاتنا السياسية ومناخ الاعمال والتفاهم. الرئيس ماكرون يعرف جيدا الأحداث التي ميزت تاريخنا المشترك ولدى تطرقه إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها الخميس الماضي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث تطرقا خلالها إلى مسائل الذاكرة، قال الرئيس تبون أن الرئيس ماكرون "يعرف جيدا الأحداث التي ميزت تاريخنا المشترك"، مضيفا "أنه بعد تجاوز مشاكل الذاكرة هذه يمكننا المضي قدما بكثير من الهدوء" . وقال رئيس الجمهورية "هناك تعاون إنساني وعلمي واقتصادي قائم بين البلدين. لقد خسرت فرنسا مؤخرا مكانتها كأول بلد مورد للجزائر غير أن هذا الأمر ليس نهائيا. لدينا أيضا جالية قوية جدا في فرنسا نريد خدمتها والمحافظة عليها". من واجبنا تقديم يد المساعدة لليبيا وبخصوص الأزمة الليبية، أكد الرئيس تبون أن "ليبيا ساعدتنا إبان حرب التحرير عندما استضافت على أراضيها المجاهدين. ومن واجبنا تقديم يد المساعدة لها"، معتبرا أن ذلك "قد لا يرضي البلدان التي تتصرف باسم مصالحها الاقتصادية" ولكن الخيار العسكري ليس حلا" كما قال. وبعد أن جدد استعداد الجزائر لاستضافة محادثات تحت رعاية الأممالمتحدة، أكد رئيس الجمهورية أن الليبيين "يريدون السلام" ويجب العمل على "خارطة طريق جديدة تؤدي إلى انتخابات هادئة في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات تحت إشراف الأممالمتحدة وحكومة انتقالية تنبثق عن إجماع وطني". وأضاف رئيس الجمهورية أن إعادة الاستقرار إلى ليبيا "هو رهان أمن وطني"، مستطردا بالقول "نحن مع جميع الأعمال التي قد تفضي إلى وقف إطلاق النار ولكن وقف إطلاق النار ما هو إلا بداية للحل"، في حين ابرز أن بلدان الجوار (الجزائر، تونس ومصر) "هي الأكثر قدرة على مساعدة هذا البلد (ليبيا) للعودة إلى طريق السلام". للجزائر علاقة وثيقة بمالي وفيما يتعلق بالأزمة في مالي، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر لديها علاقة "وثيقة للغاية" مع هذا البلد، مؤكدا أن "زعزعة الاستقرار في مالي ستكون لها انعكاسات على بلدنا". وقال الرئيس تبون أنه لدى إبرام اتفاق السلام بمالي المنبثق عن مسار الجزائر لم تكن ظاهرة الإرهاب "منتشرة على هذا النطاق الواسع"، في حين "يوجد اليوم ما بين 20000 و25000 إرهابي نشط بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر"، مؤكدا ضرورة "تسوية هذه المسألة وبشكل خاص من خلال إيجاد حلول سياسية تضمن السلامة الترابية لهذا البلد". وفيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية-المغربية، قال الرئيس تبون "لطالما كان هناك تصعيد لفظي وسياسي بين بلدينا لكن شعبينا أشقاء ويتقاسمان الكثير من النقاط" ، مضيفا في هذا الصدد "لدينا تاريخ مشترك عريق ونحن جيران فعلينا أن نعيش معا". على المغرب بعث حوار مع البوليساريو واستطرد الرئيس قائلا "من جهتنا ليست لدينا أي مشكلة مع المغرب ونحن نركز على تنمية بلدنا غير أنه يبدو أن الأشقاء في المغرب لا يبادلوننا نفس الموقف".أما بخصوص "بناء قواعد عسكرية على حدودنا"، فاعتبره رئيس الجمهورية "شكل من أشكال التصعيد الذي يجب أن يتوقف". واستطرد الرئيس تبون قائلا "بالنسبة لهم (المغرب) ليس للجمهورية العربية الصحراوية مكانة على الساحة الدولية. فعليهم بعث حوار مع البوليساريو وإذا قبل الصحراويون مقترحاتهم فسوف نشيد بذلك"، مضيفا "لطالما دعمنا الحركات التحررية على غرار تيمور الشرقية، فيكاد أن يكون ذلك دوغماتيا". وردا على سؤال حول إمكانية إرسال جنود جزائريين إلى الخارج، أشار رئيس الجمهورية إلى أن "الجزائر بلد مسالم، لكن بإمكان قواتنا المشاركة في عمليات حفظ السلام برعاية الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية خاصة في مالي أو في دول افريقية أخرى". لكن ذلك –يلح الرئيس تبون- "لن يتم إلا بموافقة البرلمان وتحت مراقبته" مضيفا في هذا الصدد "سبق أن شاركنا في بعثات فنية للأمم المتحدة في التشاد أو من أجل ترسيم الحدود".