سيتم إعفاء 10 آلاف تلميذ في الطور الابتدائي من امتحان مادة الفرنسية و 15 ألف مدرس في الابتدائي سيؤطرون التربية التحضيرية ابتداء من الموسم الدراسي المقبل كشف أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية في حوار خص به "النهار" أن الدروس الأخيرة لن تؤخذ بعين الاعتبار في امتحان شهادة الباكالوريا حيث سيتم التركيز في إعداد المواضيع على المضامين التي درست في الفصلين الأول و الثاني ، موضحا أنه سيتم يوم الخميس المقبل استكمال الدروس بنسبة 100 بالمائة، مشيرا أن الدولة رصدت 430 مليار سنتيم لامتحانات نهاية السنة، ومن جهة أخرى وعد الوزير بتسوية وضعية كل الأساتذة الذين شهدوا تأخيرا في الحصول على رواتبهم في الآجال القريبة. "النهار" : في البداية معالي الوزير ، أين وصلت التحضيرات للامتحانات الرسمية الخاصة بمختلف مراحل التعليم، امتحان شهادة التعليم المتوسط و امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي و كذا امتحان شهادة الباكالوريا خصوصا ؟ بن بوزيد : لا شك أن الامتحانات المدرسية سواء منها امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي أو امتحان شهادة التعليم المتوسط أو امتحان شهادة الباكالوريا تتوج مرحلة تعليمية معينة، و من ثمة فهي تقيم الجهود التي بذلها التلاميذ والمدرسون بصفة خاصة و بقية الفاعلين في النظام التربوي من مفتشين، مديرين و مشرفين و حتى أولياء التلاميذ و لذلك فإن كل امتحان من هذه الامتحانات يعد مؤشرا من المؤشرات الهامة عن المردود الداخلي للمؤسسة التربوية، و بخصوص التحضيرات فقد انتهينا منها خاصة بعدما انطلقت إدارات المؤسسات التربوية الموزعة عبر التراب الوطني ببعث "الاستدعاءات الخاصة بالمترشحين " المقبلين على الامتحانات الرسمية الثلاثة . * إذا كانت التحضيرات بالنسبة للامتحانات الثلاثة قد تم الانتهاء منها بصفة نهائية ، فكم بلغت نسبة تقدم الدروس خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية المقبلين على شهادة الباكالوريا ؟ * ما يمكن الإشارة إليه في البداية هو أن امتحان نهاية التعليم الابتدائي سيجري يوم الثلاثاء 27 ماي ستمتحن فيه فئتان من التلاميذ ، فئة تمثل آخر دفعة متخرجة من السنة السادسة أساسي للنظام القديم بحيث بلغ عدد المترشحين فيها 772 ألف مترشحا و الفئة الثانية تمثل الدفعة الأولى من نوعها و المتخرجة من السنة الخامسة ابتدائي للنظام الجديد في إطار إصلاح المنظومة التربوية و يبلغ عدد المترشحين فيها 550 ألف تلميذا، و عليه فإن لكل فئة منهما مواضيع خاصة بها كما أن هناك دورة استدراكية تنظم لغير الناجحين من الفئتين بتاريخ 24 جوان المقبل، و من جهة ثانية فقد بلغت نسبة تقدم الدروس لحد الساعة خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية أي المرشحون لشهادة الباكالوريا 95 بالمائة و سنصل يوم الخميس المقبل إلى تحقيق نسبة تقدم في الدروس 100 بالمائة لكافة الأطوار . * ستجتمع اللجنة الوطنية لمتابعة المناهج و البرامج التي يترأسها المفتش العام لوزارة التربية الوطنية مع المدير العام للديوان الوطني للامتحانات و المسابقات بوبكر صالحي في آخر لقاء لها يوم 12 ماي الجاري ، فهل ستأخذ بعين الاعتبار المحتويات التي درست في الفصل الأخير من السنة الدراسية أم سيتم التركيز فقط على " المضامين التي درست في الفصلين الأول و الثاني ؟ * لأول مرة سأعلن بأن "الدروس الأخيرة " لن تأخذ بعين الاعتبار في امتحان شهادة البكالوريا و حتى الامتحانات الأخرى الخاصة بشهادة التعليم المتوسط و شهادة نهاية المرحلة الابتدائية و عليه فستركز اللجنة الوطنية لمتابعة البرامج رفقة الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات في إعداد مواضيع الامتحانات على المضامين و المحتويات التي درست خاصة في الفصلين الأول و الثاني من السنة الدراسية و ذلك بهدف تسهيل مهمة المراجعة على المترشحين و هذا لا يعني إطلاقا أنه سيتم حذف "الفصل الثالث" من الامتحانات . * و كم بلغت "الميزانية " التي خصصتها الدولة لامتحانات نهاية السنة لهذه الدورة ؟ * لقد خصصت الدولة للامتحانات الثلاثة الرسمية لهذه الدورة غلاف مالي قدر ب430 مليار سنتيم و عليه فتجدر الإشارة بأن الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات قد استفاد من ميزانية إجمالية قدرت ب 4.3 مليار د ج فيما تم تخصيص نسبة 90 بالمائة من الميزانية أي ما يعادل مليار دينار للامتحانات و عملية التصحيح خاصة في الوقت الذي سيستفيد المدرسون من الحراس في مختلف الامتحانات من زيادة تفوق 400 بالمائة أي 04 مرات ما كانوا يتقاضونه سابقا فيما سيتحصل رؤساء مراكز الإجراء و التصحيح و النواب و الملاحظون من زيادات تصل إلى 250 بالمائة فيما تراوحت الزيادات التي وجهت خصيصا لكل العاملين في مراكز الامتحان من فئات الإداريين بين 30و 100 بالمائة ، و عليه فالجدير بالذكر أن المصححين قد استفادوا من زيادة في التعويض الجزافي اليومي تتراوح بين 20 و 35 بالمائة . و إضافة إلى ما ذكرته سابقا فإن المداخيل المحصلة من تكاليف مشاركة المترشحين في مختلف الامتحانات تقدر بملياري دينار باعتبار أن الدولة غطت العجز المتبقي بين إسهامات المترشحين و تكلفة الامتحانات بقيمة 2.5 مليار دينار و مثال ذلك فإن المترشح يكلف الدولة معدل 3 آلاف دج و هو المبلغ الذي يعادل تكلفة المترشح الحر لأن المترشحين المتمدرسين يدفعون نصف التكلفة التي يدفعها المترشحون الأحرار و المقدرة ب 1500 دج . * نعود لنسلط الأضواء معالي الوزير عن تلاميذ الطور الابتدائي عموما و التلاميذ المرشحون لامتحان شهادة نهاية التعليم الابتدائي على وجه الخصوص الذين سيتم إعفاؤهم من امتحان مادة الفرنسية لأنهم لم يتمكنوا من متابعة دروس منتظمة في المادة طوال السنة الدراسية ، فكم بلغ عددهم لهذه الدورة ؟ * قبل الحديث عن عدد التلاميذ الذين تم إعفاؤهم من امتحان مادة الفرنسية لهذه الدورة ، بودي الإشارة إلى نقطة جد هامة هو أن مشكل نقص المؤطرين في مادة الفرنسية ببعض المؤسسات التربوية لا يزال مطروحا لحد الساعة لأنه و بكل بساطة عدد الأساتذة و المعلمين الحاصلين على شهادة ليسانس في تخصص لغة حية أولى "مادة الفرنسية" غير كافي على الإطلاق ، و هذا ما يطرح إشكالا كبيرا خاصة بالمناطق المعزولة و النائية غير أنني لا بد أن أشير في هذا السياق بأن المشكل ليس مشكل "المناصب المالية" و لا "المسابقات" باعتبار أن عدد المناصب المالية المفتوحة لفائدة الأساتذة ابتداء من الدخول المدرسي المقبل هو 20 ألف منصب شغل و ذلك بهدف فتح المجال عن طريق الوصول إلى توظيف أكبر عدد ممكن من الطلبة المتخرجين من الجامعات إلى جانب تغطية كافة المؤسسات التربوية بالأساتذة . و أما بخصوص السؤال الذي تفضلتم به فإن عدد التلاميذ الذين سيتم إعفاؤهم من امتحان مادة الفرنسية على المستوى الوطني قد بلغ 10 آلاف تلميذ في حين تجاوز عددهم السنة الماضية 15ألف تلميذ . * صرحتم مؤخرا أن التعليم التحضيري سيصبح ابتداء من الدخول المدرسي القادم إجباريا و معمما انطلاقا من سن الرابعة ، فهل ستستعين وزارتكم بالتلاميذ الحاصلين على المستوى النهائي في التربية التحضيرية ؟ * بداية نحن نطمح لتحقيق نسبة 60 بالمائة في التربية التحضيرية، لتصبح مع انطلاق الموسم الدراسي المقبل معممة و إجبارية عبر كامل التراب الوطني و كما ذكرتم انطلاقا من سن الرابعة لكننا لن نستعين إطلاقا بالتلاميذ الحاصلين على مستوى نهائي و عليه سيتم الاستعانة بجزء كبير من أساتذة التعليم الابتدائي المدرسين للسنة الخامسة و السادسة و الذين بلغ عددهم 20 ألف معلم على المستوى الوطني أين سيتم الاستعانة ب15 ألف مدرس ليتم تحويلهم بذلك للتدريس بالتعليم التحضيري بهدف الحفاظ على مناصب شغل هؤلاء المدرسين الذين سيستفيدون من تكوين خاص و مستمر في مجال "التربية التحضيرية" لأجل تحضيرهم بشكل كبير للدخول المدرسي المقبل . * علمت "النهار" أن حوالي 2000 معلم لمحو الأمية لم يتقاضوا أجورهم من عدة شهور من أصل 4 آلاف مدرس موزعين عبر كامل التراب الوطني ، فما تعليقك معالي الوزير ؟ . * بداية لا بد من التأكيد أن الدولة قد رصدت غلاف مالي قدر ب 180 مليار سنتيم لقطاع محو الأمية و تعليم الكبار مقارنة بالسنة الماضية بحيث لم يكن يتجاوز 09 مليار سنتيم ، في الوقت الذي سيستفيد 20 ألف جامعي من تكوين خاص ليصبحوا في المستقبل مكونين . وعليه فإنه سيتم صرف الأجور المتأخرة لهؤلاء المدرسين في الآجال القليلة القادمة.