تحت الرعاية وإشراف المحافظة السامية للأمازيغية و والي ولاية باتنة و كذا المجلس التنفيذي البلدي أنطلقت بعد ظهر أمس الأثنين بمسرح عاصمة الأوراس أشغال الجامعية الصيفية الرابعة التي تنظمها سنويا جمعية "تامزغا أوراس فوروم" برئاسة السيد الهادي بوراس. فبعد نجاح الطبعات الثلاثة السابقة تنقل هذه المرة الى باتنة السيد هاشمي عصا د الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية رفقة وفد هام من كوادر المحافظة حيث كانت أمس المناسبة السانحة له لالقاء كلمة انطلاق أشغال هذه الجامعة الصيفية الرابعة أبرز فيها على وجه الخصوص جهود الدولة المتواصلة لتكريس سياسة الأمازيغية سيما بعد المبادرات الرسمية الصادرة عن الولة و بالأخص من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. كما أوضح السيد هاشمي عصاد في ذات السياق أهم الخطوات التي بذلتها المحافظة السامية للأمازيغية في هذه الجبهة و أيضا العديد من الجمعيات الثقافية التابعة للمجتمع المدني و المتواجدة عبر القطر الوطني لانجاز منهجية عمل و ورقة الطريق تليق بتموقع الأمازيعية تموقعا صحيحا و ذلك كلغة رسمية الى جانب اللغة العربية . فهو مشوار حافل ما تم تحقيقه طيلة السنوات الماضية في حين تبقى الآفاق المستقبلية جد واعدة لانارة طريق الأمازيغي في بعدها الوطني كهوية و كلغة و أيضا كثقافة. من جهة أخرى جاء في رسالة جمعية "تامزغا" الموجهة للجمهور المشارك من متربصين و متربصات و مؤطرين و مؤطرات أن إصدار القانون العضوي لتفعيل ترسيم الأمازيغية كان "قرارا حكيما" أتى في الوقت المناسب ليسمح بتواجد اللغة الأمازيعية في مؤسسات الدولة الوطنية. من ذلك أن رئيس الجمعية السيد الهادي بوراس أثمن على المصادقة على القانون العضوي الخاص بإنشاء المجمع الجزائري للغة الأمازيغية التي قال عنها بأنها خطوة هامة في هذا المسار الديموقراطي و ذلك لتقوية مقومات الدولة الجزائرية. فمثل هذا التحول السياسي – كما أضافت الرسالة – و ظهور اصلاحات عميقة كفيل بتعزيز ميداني لأحكام الدستور الجزائري لسنة 2016 سيما المادة الثالثة مكرر منه التي جعلت بصفة قطعية اللغة الأمازيغية " حقا للجميع". هذه الجامعة الصيفية الرابعة ترتكز على برنامج نشاط ثري و متنوع أساسه ورشات التكوين في ممارسة الفن المسرحي في الفضاء المفتوح و باللغة الأمازيغية و هو شكل من أشكال التواصل الاجتماعي و أداة من أدوات التوعية الشعبية الواسعة.فقد أختار منظمو الجامعة الصيفية شعارا مواتيا للتظاهرة الرابعة هاته ألا و هو "الأمازيغية لغة فن و ابداع". خشبة مسرحية تمت تهيئتها من طرف مصالح بلدية باتنة لتمكين الفرق المشاركة من تقديم للجمهور مسرحيات باللغة الأمازيغية و الخشبة نصبت في الفضاء المجاور و المقابل لمبنى المسرح الجهوي لباتنة. هكذا سيكون الجمهور الباتني على موعد مع التمتع بالفرجة المسرحية و سيكون محظوظا لمشاهدة مسرحية كاتب ياسين بعنوان " غبرة الذكاء". البرنامج في هذا المجال كامل و متكامل حيث ستعطى دروسا تكوينية في مجالات مختلفة من بينه ورشة لاخراج في الفضاء المفتوح و ورشة الالقاء المسرحي و دراما النص المسرحي و الأساطير الأمازيغية و تأويل الخطاب المسرحي و المسرح الموجه للأطفال وأخيرا ستقدم دراسة مقارنة بين مناطق الأوراس بالجزائر و جربة بالجمهورية التونيسية. خارج الورشات التكوينية و العروض المسرحية فهناك برنامجا غنائيا بالأمازيغية سيقدم من طرف العديد من الفرق من الأوراس و ولايات تيزي وزو و بجاية و غيرها كتعبير لغوي من خلال الغاء و الطرب. ستختتم أشغال الجامعة الصيفية الرابعة بتسليم شهادات التربص و تكريم المؤطرين و المؤطرات و غيرهم من الشخصيات في مختلف العلوم و الفنون على أن يتم تبني توصيات الدورة الرابعة لتحسين الأداءات و التظاهرة مستقبلا. علي بن بلقاسم