دعت المكلفة بملف التسمم العقربي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بورقلة إلى ضرورة إقحام و تنسيق الجهود بين عديد القطاعات إلى جانب إشراك المواطنين من أجل ضمان فعالية الوقاية من التسممات العقربية وتفادي حالات الوفيات المسجلة سنويا. وأوضحت السيدة فريدة عليان خلال أشغال جلسة عمل خصصت لبحث ملف التسمم العقربي بالمنطقة والتفكير في الآليات والميكانيزمات المساعدة على مكافحتها، أن وزارة الصحة والسكان ليست معنية وحدها بهذه المشكلة الخطيرة بل تتطلب، كما أضافت تقول تدخل عديد القطاعات من أجل مكافحتها بما يساهم في نجاعة الجهود الوقائية المبذولة في هذا الشأن . وأكدت في نفس السياق أن وزارة الصحة والسكان تستمر في توفير المصل المضاد للتسمم العقربي وتكوين الأطباء في هذا المجال وهي الإجراءات التي تضاف إلى إنشاء “قريبا” لوحدة تابعة لمعهد باستور لإنتاج المصل، وكذا وضع المخطط الوطني لمكافحة التسمم العقربي الذي شكل بشأنه وزير القطاع فريقا يضم خبراء مختصين في هذا المجال”. واعتبرت السيدة عليان بالمناسبة أن ظاهرة التسمم العقربي بولاية ورقلة تعرف حاليا “استقرارا” مقارنة بسنة 2017 التي سجلت بها سبع وفيات غير أن هناك -حسبها- إمكانيات للتقليص مستقبلا من هذه الحالات والأمر مرهون “بالتنسيق مع كل الأطراف وجميع الوزارات المعنية ووضع اليد في اليد من أجل مكافحتها”. وبرأي ذات المسؤولة فإن مشكلة التسمم العقربي “ليست حديثة” بالجزائر، مشيرة أن حالات التسمم العقربي بالجزائر تبلغ ما بين 45 و 50 ألف لسعة في السنة. وبلغت في هذا الإطار حالات لسعات العقارب في الجزائر خلال السنة الفارطة ما يقارب 46 ألف لسعة تسببت في وفاة 58 شخصا من بينهم سبع وفيات بولاية ورقلة, وفق ما أشارت إليه المتحدثة . وتطرقت بالمناسبة ذات المسؤولة إلى ضرورة الحرص على الإجراءات الوقائية داخل و خارج المنازل خاصة ما تعلق بنظافة المحيط بالمناطق الصحراوية. كما دعت إلى تكثيف عمليات التحسيس وتزويد المواطن بالمعلومات الصحيحة والضرورية حول هذه الحشرة القاتلة التي ينتشر أخطر أنواعها بالمنطقة لافتة أن “المواطن يوفر في بعض الأحيان البيئة الملائمة لتكاثر هذه الحشرة السامة”. ومن جهتها أكدت ممثلة معهد باستور الدكتورة سلمى جيلاني بأن وحدة تابعة لمعهد باستور سيتم إنشاءها في “المدى القريب” على مستوى ولاية ورقلة حيث تجري حاليا الدراسة في هذا الخصوص . وسيقتصر دور هذه الوحدة في المرحلة الأولى -تضيف المتحدثة- على استخلاص السم من العقارب المجمعة وتحضيره قبل نقله إلى معهد باستور (الجزائر العاصمة) للخضوع للمراحل الأخرى لإنتاج المصل الخاص بمكافحة التسمم العقربي. واقترح بالمناسبة والي الولاية التفكير لتنفيذ عملية مشتركة مع جمعيات من ولايات أخرى على غرار الوادي والبيض والمسيلة متخصصة في جمع العقارب من أجل جمع العقارب بمنطقة ورقلة خاصة في المناطق الحضرية في ظل توفير أرصدة مالية من طرف مصالح الولاية. ق. م