تسجيل 568 حالة تسمم عقربي بالبيض إنشاء فرق متنقلة للتدخل السريع بالولايات المعروفة بانتشار العقارب تعرف عديد الولايات الداخلية والجنوبية، حالة من التخوف والذعر جراء الانتشار الواسع للعقارب التي تتسب عادة في لسع الاطفال والفئات الشابة، وهو ما بات يشكل كابوسا حقيقيا لدى السكان، حيث ورغم المبالغ المالية المعتبرة التي وفرتها الدولة للحد من ظاهرة التسمم العقربي وكذا الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الجهات المعنية على راسها المحلية والصحية حول مخاطر التسمم العقربي وكيفية الوقاية منه، إلا ان نسبة الاصابات قد انتقلت من 27 ولاية خلال سنة 2000 إلى 39 ولاية خلال سنة 2017، في حين تم تسجيل 50 ألف لسعة منذ شهر جانفي مما تسببت في أربع وفيات اثنين بولاية بسكرة وواحدة بكل من ولايتي ورقلة والوادي. تعرف عديد الولايات حالة طوارئ خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، ما يزيد من ظاهرة انتشار العقارب داخل السكنات والمجمعات السكانية سواء الحضرية او الريفية، الوضع الذي حرك السلطات المعنية التي باشرت للقيام بعديد الحملات التحسيسية حول مكافحة وجمع العقارب. إطلاق حملة جمع العقارب بالبيض تم بولاية البيض تخصيص 44 مليون دينار لحملة مكافحة وجمع العقارب عبر بلديات الولاية، حسبما أعلن عنه والي الولاية، محمد جمال خنفار. وأضاف الوالي خلال تدخله في يوم تحسيسي حول مخاطر التسمم العقربي أن الدولة وفرت مبلغا ماليا هاما للحد من ظاهرة التسمم العقربي، ويجب الانطلاق في أقرب الآجال في عملية جمع العقارب. واعطى تعليمات صارمة لرؤساء البلديات الذين حضروا هذه التظاهرة للشروع خلال هذه الأيام في هذه العملية المستعجلة للتقليل من حالات التسمم العقربي. كما أكد ذات المسؤول على أهمية الوقاية المسبقة من أخطار التسمم العقربي، من خلال القضاء على عوامل انتشار هذه الحيوانات السامة على غرار انتشار الأوساخ والنفايات وغياب الإنارة العمومية ونقص التهيئة الحضرية وغيرها. وقد تميّز اليوم التحسيسي بتقديم مجموعة من النصائح الوقائية من خطر التسمم العقربي، وكيفية التعامل مع مختلف المصابين في حالة تعرضهم للسعات عقربية والطرق الصحيحة في جمع هذا الحيوان السام، بالإضافة إلى التعريف بمختلف أنواع العقارب وعرض نماذج من هذه الحيوانات السامة التي تنتشر عبر مختلف مناطق الوطن. وشارك في اللقاء الدكتور سعيداني محمد الأمين خبير على مستوى اللجنة الوطنية لمكافحة التسمم العقربي ورئيس مخبر بمعهد باستور بالجزائر العاصمة، بالإضافة إلى عدد من الأطباء العاملين بمختلف المؤسسات الصحية بالبيض ورؤساء دوائر وبلديات الولاية وممثلون عن الحماية المدنية وأئمة والمجتمع المدني. وسيقوم الدكتور سعيداني محمد الأمين بمعية مسئولي قطاع الصحة بخرجات ميدانية عبر عدد من بلديات الولاية على مدار ثلاثة، يتم خلالها تقديم نصائح لفائدة المواطنين حول طرق الوقاية من هذه الحيوانات السامة وحول طرق جمع العقارب، كما أشير إليه. للإشارة، تم تسجيل خلال السداسي الأول من السنة الجارية 568 حالة لسع عقربي بالولاية، أسفرت عن حالتي وفاة بكل من بلديتي البيض وبوقطب. أكثر من 500 لدغة عقرب سجلت بالأغواط تم تسجيل 589 لدغة عقرب بولاية الأغواط منذ مطلع السنة الجارية 2018، حسبما علم من مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان. وتتوزع هذه الحالات بالأساس، حسب نفس المصدر في الجهة الشمالية للولاية لا سيما بلديات قلتة سيدي سعد (84 حالة) وآفلو (62) وبريدة (59) وعين سيدي علي 50 وكذا بلديتي البيضاء (40) والحاج المشري (36). وبالرغم من هذا العدد من اللدغات، إلا أنه لم تسجل أي حالة وفاة بفضل الحملات التوعوية والتحسيسية من جهة ولتوفر المصل المضاد للتسمم بشكل كاف من جهة ثانية، يضيف ذات المصدر. وفي هذا السياق، تم تزويد كافة المصحات على اختلاف تصنيفاتها وأماكن تواجدها بالمصل مع إجراء تقييم أسبوعي لحالات الإصابات والكميات المستهلكة، مثلما أشير إليه. ويجري التنسيق مع البلديات وبعض الجمعيات لأجل تفعيل عمليات جمع العقارب ونقلها إلى معهد باستور بما يتيح استغلالها في استخراج المصل المضاد للتسمم بها. للإشارة، فإن ولاية الأغواط سجلت خلال السنة الماضية 2017 أربع وفيات بالتسمم العقربي، وهي حصيلة مرتفعة مقارنة بالسنة التي سبقتها (2016) التي سجلت خلالها ثلاث وفيات بهذا النوع من التسممات الخطيرة. نظافة المحيط وتوفير الإنارة العمومية للحد من انتشار العقارب في سياق متصل، فقد أكد مسؤول بوزارة الصحة بالجزائر العاصمة، أن تشجيع تعاونيات جمع العقارب سيما بالمناطق الصحراوية يساهم في التخفيض من أعدادها والوفيات الناجمة عن التعرض للتسممات بالإضافة إلى انتاج الأمصال من طرف معهد باستور. ودعا المدير العام للوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور جمال فورار، خلال ندوة صحفية نشطها الاسبوع الجاري رفقة خبراء من المعهد الوطني للصحة العمومية ومعهد باستور الجزائر للتحسيس ضد لسعات العقارب سيما بالمناطق التي ينتشر فيها هذا الحيوان، وذلك لتوعية المواطنين وتشجيعهم على عملية الجمع التي لا تساعد على التخفيض من أعداد العقارب فحسب، بل من نسبة الوفيات وإنتاج الأمصال المضادة للتسمم من طرف معهد باستور. إنشاء فرق متنقلة للتدخل السريع بالولايات المعروفة بانتشار العقارب وشدد ذات المسؤول على نظافة المحيط عن طريق إبعاد النفايات المنزلية عن السكنات وتوفير الإنارة العمومية وتزفيت الطرقات والأرصفة مع تشجيع تربية بعض الحيوانات الأليفة التي تصطاد العقارب كالدجاج والقطط والقنافد، معلنا عن إنشاء قريبا فرق متنقلة للتدخل السريع بالولايات التي تعاني من هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل -كما أضاف- عبء على الصحة العمومية. وذكر الدكتور فورار بالمناسبة بجميع الإجراءات الوقائية والعملية التي قامت بها الوزارة منذ سنوات الثمانينات بداية بوضع برنامج وطني ولجنة قطاعية للوقاية والتكفل بالتسممات العقربية التي تزداد الإصابة بها من سنة لأخرى، مشيرا إلى تسجيل حوالي 50 ألف لسعة منذ شهر جانفي مما تسببت في أربع وفيات اثنين بولاية بسكرة وواحدة بكل من ولايتي ورقلة والوادي. كما تتمثل الإجراءات الوقائية والتوعوية -حسب ذات المتحدث- في تحديد خريطة خطر التسمم العقربي ووضع دليل مرجعي للتكفل بحالات التسمم وتسطير برنامج تحسيسي قطاعي لفائدة السكان وتعزيز التكوين المتواصل لدى الأطباء الذين يوفدون إلى المناطق المتضررة، بالإضافة إلى تطوير النظام المعلوماتي حول التصريح الإجباري الفوري بالحالات ومشاركة مختلف وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والمساجد في الحملات التي تنظمها الوزارة. ومن بين العراقيل التي لازالت تواجه علمية مكافحة التسممات العقربية، أشارت الدكتورة فريدة عليان من مديرية الوقاية بوزارة الصحة إلى كيفية تحسيس الأمهات حول الوقاية من هذه الظاهرة، خاصة وأن عدد كبير من الإصابة باللسعات سجلت لدى الأطفال بداخل المنازل بالإضافة الى توعية المواطنين بعدم استعمال الوسائل التقليدية في حالة التسمم واللجوء إلى المراكز الجوارية في اجل ساعتين بعد الاصابة للإستفادة من المصل والوقاية من الوفاة. 39 ولاية مهددة بالتسمم العقربي وأوضحت ذات المتحدثة أنه نظرا للإنتشار السريع للتسمم العقربي في جسم الإنسان وتسببه في الشلل التام للأعضاء النبيلة وبالتالي الوفاة، فقد صنفت الوزارة هذه الإصابة ضمن إستعجالات أمراض القلب والشرايين، مذكرة بأن التكفل بهذا الجانب يستدعي ابقاء المصاب تحت العناية المركزة بعد استفادته في الوقت المناسب بالمصل. وبالرغم من تسجيل ارتفاع في عدد الإصابة بلسعات العقارب وتوسيع الرقعة الجغرافية التي انتقلت من 27 ولاية خلال سنة 2000 إلى 39 ولاية خلال سنة 2017، إلا أن عدد الوفيات وبفضل الحملات التحسيسية قد تراجع من 107 وفاة خلال سنة 2000إلى 58 وفاة خلال سنة 2017 معظم الحالات من الفئة العمرية 15/ 49 سنة أي من الفئات النشيطة بالمجتمع.