الشهر الفضيل الذي حل علينا اليوم ضيفا عزيزا وكريما ،هو شهر عبادة ومحبة وتضامن ، ولكن قد جعل منه بعض الناس شهر كسل ، والبعض الآخر اتخذه مطية ليصب جما غضبه على الآخرين وفي جميع الحالات فإن الوسطية هي الطريق الأفضل في كل شيء، وليس ذلك التهور الذي نلاحظه هنا وهناك ولا تلك السلوكيات التي طرأت فجأة على طبائع الناس وأخلاقهم ،حتى أن الكثير لم يبق له من رمضان إلا الجوع والعطش، وهذا ما لا يريد لنا رب العباد..؟ ولو كان الأمر هكذا لهان ، ولكن والكل يعرف وخاصة الذين يطالعون مختلف الصحف الوطنية ،وعلى صفحات الحوادث يحدثوك بما هو أمر وألعن وكأننا في “شيكاغو” وليس في بلاد المسلمين الذين ينبغي أن يعطوا المثل في الاستقامة وفي حسن الخلق..؟ لكن كل ذلك يهون أمام ما تنقله لنا صحافتنا الوطنية من جرائم وسفك دماء والتعدي بالقتل على النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ووفق الشروط الضيقة جدا التي حددها الله ورسوله ،فتجد الصديق يقتل صديقه والجار يقتل جاره ولأتفه الأسباب ولعرض زائل ،وقس على ذلك مثل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين ويقف الإنسان لهولها حائرا لا يدري ما يقول ، أهؤلاء بشر أم حجر ، أم جنس آخر تفوق على شياطين الجن في الخبث والمكر،بل ويقف إبليس نفسه أمام جرائمهم فاغرا فاه لم يتصور أن يصل بأبناء المسلمين الأمر إلى الإقدام على قتل أقرب الناس إليهم..! لئن كانت شياطين الجن كما قال صلى الله علية وسلم مكبلة في رمضان وليس لها سلطان على الصائم المسلم ، فإن شياطين الإنس طليقة تفعل ما تشاء ، فهي إذن أكبر خطر على بني البشر من الشيطان نفسه،لكن هذا الحراك الشعبي قد يفعل فعلته السحرية هذه السنة ،فيهديء من ثورة النفوس الجامحة ويوقف جشع التجار في الأسواق!..؟