قال رئيس الدولة, عبد القادر بن صالح ,أمس, أن رفض التدخل الأجنبي “مبدأ متأصل في الثقافة السياسية للجزائر شعبا ومؤسسات” وكل محاولة في هذا الاتجاه “سيكون لا محالة مآلها الفشل”. ففي كلمة له في افتتاح اجتماع مجلس الوزراء, قال بن صالح “أود من هذا المنبر أن أؤكد على قناعتنا الراسخة بأن الجزائر تبقى وفية لرفضها المبدئي لأي تدخل أجنبي في شؤوننا الداخلية مهما كانت الأطراف التي تقف وراء ذلك ومهما كانت نواياهم التي غالبا, إن لم تكن دائماً, ما تلتحف بغطاء حقوق الإنسان التي لطالما تم تسييسها بطريقة مريبة. فليفهم الجميع أن رفض التدخل الأجنبي مبدأ متأصل في الثقافة السياسية للجزائر شعبا ومؤسسات، وكل محاولة في هذا الاتجاه سيكون لا محالة مآلها الفشل”. و أوضح بن صالح أن ذلك “سيتم من خلال الاحتكام إلى الإرادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع التي يتهيأ شعبنا الكريم بعد أيام قليلة للتوجه إليها بقوة وكثافة, ملتحما وموحدا ومؤازرا للجزائر المتوثبة إلى مستقبل يصنعه بناتها وأبناؤها بمرافقة الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, تحت قيادته الرشيدة, الذي حمى الأمة مستلهما تضحياته من الوفاء للشهداء والمجاهدين وحريصا على الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب الجزائري وحقه في بناء دولة ديمقراطية عصرية, قوية بماضيها ومقدراتها, ومطمئنة لمستقبل أجيالها من الشباب الواعي الصاعد للاضطلاع بالمهام والمسؤوليات في جزائر تقودها كفاءات وطنية موثوقة”. من جانبه, عرض الوزير الأول, نور الدين بدوي على مجلس الوزراء حصيلة للنشاط الحكومي الذي ميز الفترة الممتدة من تاريخ انعقاد آخر مجلس للوزراء الذي كان يوم 13 أكتوبر 2019, وإلى غاية اليوم. بهذه المناسبة عرج بدوي على ما تشهده البلاد من تطورات “ملحوظة” على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, “بالرغم من الظرف الذي نعيشه, والذي لم ثنينا عن اتخاذ كل القرارات اللازمة وفتح الورشات والعمل على إنصاف فئات كبيرة من المجتمع, وهذا نابع من الدور المنوط بالدولة اتجاه مواطنيها وكذا تكريسا لدولة الحق والقانون”. و أوضح أن خطة العمل “هذه يتم تكريسها وتجسيدها في إطار عمل حكومي متكامل ومتناسق وفي كنف دعم رئيس الدولة”, مضيفا أن الحكومة “عملت على وضع كل المشاريع في طريق تجسيدها الميداني وكان لها الوقع الإيجابي على الحياة اليومية لمواطنينا وعلى التوازنات الكبرى للاقتصاد الوطني”. وتابع قائلا “إنها إنجازات تحققت في ظل مناخ تسوده الطمأنينة والسكينة والأمن والأمان, بفضل اليقظة والفطنة العاليتين لجيشنا الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, الذي عاهد ووفى منذ الهبة الشعبية, فحقن الدماء بين أبناء الوطن الواحد, وحفظ أركان الدولة, وصان سلامتها الترابية وضمن وحدتها ووحدة رموزها النوفمبرية, فهو مدعاة للفخر والاعتزاز ضاربا أسمى دلالات التضحية والوفاء وهذا ليس بالغريب عنه, فكمم أفواه المشككين والمتربصين, وسار مسيره الدستوري من أجل حفظ المصالح العليا للدولة ووحدة الأمة, كيف لا وهو تحت قيادة مجاهد, وضع المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات الشخصية”.