رغم الجهود المضنية التي تبذلها الدولة حيال قطاع التكوين المهني ، حيث وفرت له كل الضروريات من وسائل مادية وبشرية وموارد مالية ، إلا أن القطاع يعرف عزوفا من قبل الشباب الذي انقطعت به السبل الدراسية ولم يعد في استطاعته أكمال مشواره التعليمي في التعليم المتوسط والثانوي بصفة عادية..؟ ورغم أن قطاع التكوين المهني يعد من أكبر القطاعات عربيا ، حيث أن الجزائر تعادل كل من مصر واليمن وتونس والمغرب وليبيا مجتمعة فيما يخص ما تتوفر عليه من إمكانيات وعتاد.. ! وفوق هذا قامت الوزارة المعنية ومن ورائها الحكومة الجزائرية بدعم هذا القطاع الحيوي بالترقيات الإدارية للعاملين به ، من أساتذة ومربيين ، وكذا متربصين ، لكن المشكل يبقى دائما في عدم القدرة على استيعاب واستقطاب الشباب المؤهل للتكوين في إحدى المهن التي تحتاجها السوق الجزائرية..؟ والدولة الجزائرية فيما يخص الناحية المادية والهياكل وفرت ما هو مطلوب وهي مشكورة على ذلك ، والوزارة المعنية قد قامت وما زالت وعن طريق الإعلام بمختلف أجهزته بحث الشباب على الالتحاق بالقطاع ، خاصة الدورة القادة لشهر فيفري 2020،إلا أن عزوف بعض الشباب وعدم رغبته في التكوين المهني في تعلم مهنة واكتساب مهارة ، جعل من المراكز أوكارا خالية يطوف عليها بعض الشباب ممن ما زال في جعبتهم بعض الحنين إلى الدراسة والتسلح بشهادة قد تنفعهم يوما ما عندما يجد الجد..؟ قطاع التعليم المهني في حاجة إلى تفعيل دوره ،خاصة مع الجمهورية الجديدة ،وهذا باختيار المهن التي يجب أن تدرس بالمراكز ،وهي تلك التي يحبذها التلاميذ وتاستهويهم ، إما إذا بقي القطاع نفسه يفرض تخصصات معينة ووفق شروط وبيئة ومنهاج معين ، فسيأتي يوما لا نجد متربصا واحدا ، ذلك لأن التكوين المهني ليس بالإلزامي ،وإن كانت الوزارة قد أضافت الكثير من التخصصات التي يرغب الشباب في تعلمها ..؟ !