يحل علينا غدا 8 مارس العيد العالمي والذي تحتفل به المرأة ،وهي في يومها هذا ليس بأحسن حال من أمسها ،خاصة في عالمنا العربي الذي يشهد الكثير من المآسي التي خلفتها الحروب والآلام التي تبيت وتصحا عليها المرأة ،سواء كانت أما أو زوجة أو ابنة ،فالنتيجة واحدة ،فكيف يستقيم لنا أمر ونصف المجتمع لا قوة له يدفع بها ولا مستقر له يعيش فيه مطمئنا بعيدا عنا نحن الرجال الذين أفسدنا حياته..؟ من المفروض هذه الاحتفالية السنوية التي تتوزع فيها القبل والورود والمجاملات ،تهدف إلى تشجيع المساواة بين الجنسين ودفع المرأة إلى العمل وعموما جعل العالم مكانا أفضل لعيش النساء،وبالتالي إبراز حقهن في التصدي للعنف وحقهن السياسي والتقريب بينهن وبين الرجل..! الاحتفال باليوم العالمي للمرأة كان لأول مرة في 8 مارس 1909 في أميركا وكان تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل القاسية،حيث شهد عام 1856م خروج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، غير أن الشرطة قامت بتفريق المظاهرات،لكن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين إلى طرح مشكلة العاملات لتكون قضية ملحة يجب النظر فيها..؟ هذا وقد تكرر في 8 مارس 1908 خروج العاملات،حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع نيويورك،وهن يحملن الخبز اليابس وباقات الورد، في حركة احتجاجية؛ ومن بين ما طالبت به المسيرة حينها تخفيض ساعات العمل..! لكن السؤال الوجيه الذي يفرض نفسه،ماذا تحقق للمرأة من حقوق ميدانيا بعد أكثر من قرن من الزمن،خاصة في عالمنا العربي وفي الجزائر بالذات،ولا نتحدث عن المرأة العاملة والتي تعيش في المدينة،حيث الحياة سهلة ميسورة،حيث يحق لها الاحتفال ،ولكن نعني المرأة الريفية التي تعيش حياة بدائية ضنكا،لا عمل ولا سكن ولا كهرباء،فمن أين يأتيها التفكير في الورد وهي تحلم بالخبز..؟ !