تشكل زيارة الدولة التي يشرع فيها اليوم الأربعاء رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى تونس، بدعوة من أخيه قيس سعيد، فرصة للبلدين من أجل تعزيز علاقات الأخوة المتجذرة وتوسيع مجالات التعاون الثنائي قصد الارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية والتاريخية المتميزة التي تجمعهما. وحسب ما أوضحه بيان لرئاسة الجمهورية فإن هذه الزيارة تدخل في إطار "تمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء بها إلى مستوى نوعي يجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة لقيادتي البلدين وشعبيهما". كما تأتي هذه الزيارة التي تدوم يومين لتترجم "الديناميكية التي شهدتها علاقات البلدين منذ تولي الرئيسين عبد المجيد تون وقيس سعيد رئاسة البلدين في توقيت زمني واحد". وتتجلى هذه الديناميكية بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتي كانت آخرها زيارة الوزير الأول وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، إلى تونس، على رأس وفد وزاري هام وقبلها زيارة رئيسة الحكومة التونسية، نجلاء بودن، إلى الجزائر أواخر شهر نوفمبر المنصرم. كما تأتي زيارة الرئيس تبون الى تونس ردا على زيارة الرئيس قيس سعيد الى الجزائر في فبراير من سنة 2020 في أول خرجة له بعد انتخابه رئيسا للبلاد، تعبيرا منه عن مدى عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين. وقد تم خلال تلك الزيارة رسم الخطوط العريضة للتعاون المستقبلي بين الجزائروتونس، حيث تم التأكيد على "التطابق التام والمطلق" في وجهات النظر بين البلدين "على كل المستويات" من بينها القضايا الجهوية والدولية وفي مقدمتها الملف الليبي. وجددت الجزائر يومها، على لسان الرئيس تبون، التزام الجانبين بالاستمرار في مكافحة الإرهاب مع تفعيل كل الآليات لمحاربته على الحدود، على اعتبار أن أمن واستقرار تونس من أمن واستقرار الجزائر، بالإضافة الى الاتفاق على تنمية المناطق الحدودية والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين. و بالرغم من تداعيات جائحة كورونا وما سببته من غلق للحدود وتعطيل في حركة التبادل على المستوى العالمي إلا أن الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد حرصا على ضمان التواصل بين البلدين من خلال المكالمات الهاتفية التي لم تنقطع وذلك من أجل بحث مستجدات مختلف القضايا التي تعرفها المنطقة وسبل ترقية التعاون الثنائي، ناهيك عن الزيارات المتعددة المتبادلة بين مسؤولي البلدين. و تجسيدا لعمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين اللذين امتزجت دماؤهما في ساقية سيدي يوسف خلال الثورة التحريرية المباركة، فإن الجزائر كانت في كل مناسبة تجدد دعمها لاستقرار تونس وأمنه، خاصة خلال الفترة الأخيرة التي عاشها هذا البلد. وبهذا الخصوص، أكد الرئيس تبون مرارا بأن "ما يمس تونس يمس الجزائر" وأن "من تسول له نفسه المساس بأمن تونس سيجد الجزائر بالمرصاد"، مشددا على أن الجزائر "لا تقبل الضغط على تونس من قبل أطراف خارجية".