تقدمت الرياض بشكوى إلى الأممالمتحدة ضد طهران متهمة إياها بانتهاك أجواء منشآتها النفطية بالمنطقة الشرقية ذات الحساسية البالغة، وهو تطور يعتبره مراقبون مؤشرا بالغ الخطورة في ظل أجواء التوتر التي تخيم على البلدين بسبب ملفات ثنائية وأخرى إقليمية. وقال مندوب السعودية لدى الأممالمتحدة، عبد الله المعلمي، في رسالة بعثها إلى الأمين العام للمنظمة بان كي مون إن «طائرة مروحية إيرانية حلقت عدة مرات خلال الشهر الماضي فوق مواقع في حقل الحصبة النفطي كما اعترض طرادان عسكريان ايرانيان طريق سفينة تعود إلى مقاول تابع لشركة أرامكو في منطقة حقل العربية النفطي.» وحذرت الرسالة من أن «حكومة السعودية تحتفظ بحقها في اتخاذ أي إجراء تراه مناسبا من أجل حماية مياهها ومنشآتها النفطية وتحمل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن كافة العواقب المحتملة». ووضعت الرسالة النقاط على الحروف التي تساءلت حول لماذا دعت السعودية في شهر جويلية الماضي وحداتها العسكرية في المنطقة الشرقية المطلة على الخليج العربي للإستنفار . ويأتي هذا بعد هجمات «هاكرز» إيراني أدت إلى مسح معلومات من نحو 30 ألف جهاز كمبيوتر في شركة أرامكو النفطية السعودية في أغسطس الماضي. واتجهت الاستفزازات الإيرانية إلى قطاع النفط السعودي في ظل إعلان الرياض استعدادها لتعويض غياب النفط الإيراني عن السوق العالمية لأي سبب «كأن تقرر إيران وقف ضخ نفطها لإرباك الاقتصاد العالمي، أو توقف النفط الإيراني نتيجة عقوبات دولية». ويقول مراقبون إن الخطوات الاستفزازية ضد السعودية تكشف حالة من التوتر داخل دوائر صنع القرار في طهران بسبب نتائج الحصار الذي بدأ يحيط بالبلاد من كل جانب «اقتصاديا ودبلوماسيا». وتعيش إيران على وقع عقوبات اقتصادية وعسكرية أثرت على اقتصادها وظهرت أولى علاماتها في انخفاض سعر صرف الريال مقابل الدولار الأميركي، فضلا عن الأوضاع الاجتماعية التي تنذر بالتأزم. ويقول خبراء في أوضاع الخليج إن حالة الحصار المتبوعة بالعجز عن إيجاد الحلول دفعت القيادات الإيرانية إلى التفكير في اختلاق أزمات لدول الجوار على أمل أن تكون مدخلا لحل.