قام الوفد المغربي الذي أرسله الملك محمد السادس لحضور جنازة الراحل أحمد بن بلة، بمناورة دبلوماسية خلال مراسيم التشييع بعد أن قرر الإنسحاب بدعوى الحضور غير المبرر للرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، رغم أن السلطات في الرباط تعرف مسبقا أن مشاركته مؤكدة. وضم الوفد الذي أرسله العاهل المغربي الملك محمد السادس للمشاركة في هذا التشييع رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران ومستشار العاهل المغربي الطيب الفاسي الفهري. وبعد انتهاء مراسيم التشييع نشرت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية المغربية بيانا، قالت فيه إن “الوفد المغربي انسحب من مراسيم تشييع جثمان الراحل أحمد بن بلة بسبب الحضور البروتوكولي لوفد من البوليساريو”. وأضافت أن الوفد المغربي قام قبل التشييع بالصلاة أمام جثمان الراحل بن بلة في قصر الشعب في الجزائر العاصمة. وظهر رئيس الحكومة المغربية عبد الإلاه بن كيران في مقدمة الرسميين الذي حضروا التشييع إلى جانب الوزير الأول أحمد أويحيى، وذلك بالقرب من مكان تواجد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز. لكن وكالة الأنباء المغربية أشارت إلى أن الوفد المغربي انسحب “فورا” من مراسم التشييع عند وصوله إلى مقبرة العالية بعد علمه ب«الحضور البرونوكولي” لبعثة من جبهة البوليساريو يقودها محمد عبد العزيز رئيس الجبهة. وأضافت أن البعثة المغربية عادت إلى مطار الجزائر وكان في توديعها الوزير الأول أحمد أويحيى. وتعد هذه المناورة الدبلوماسية من الجانب المغربي غير منطقية بحكم أن الوفد المغربي كان يعلم مسبقا بأن حضور الوفد الصحراوي مؤكد في هذه الجنازة، وأن المقام وهو واجب تقديم التعازي يفرض احترام وجود مسؤولين من الحكومة الصحراوية، لأن السلطات الجزائرية لم يكن بوسعها منع شخص قدم لتقديم واجب العزاء وحضور الجنازة. وجاءت هذه الخطوة من الجانب المغربي في وقت عرفت العلاقات بين البلدين خلال الأيام الأخيرة حركية بزيارات متبادلة بين وزراء من البلدين سعيا لتجاوز الجمود الذي تعرفه هذه العلاقات منذ سنوات.