لاتزال العديد من العائلات والمقدَّر عددها ب 20 عائلة تقيم بتجزئة "محمد بوعافر" التابعة لبلدية وادي قريش في العاصمة، تعيش حالة من الرعب والخوف من حدوث كارثة إنسانية يكونون هم ضحاياها، وهذا للحالة المزرية التي يعيشونها داخل بيوت هشة مهددة بالسقوط في أي لحظة، في ظل تماطل المسؤولين وضبابية موقف السلطات المحلية والمسؤولة وعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة والعاجلة في إجلاء العائلات وإعادة ترحيلهم لسكنات لائقة تحميهم من خطر الموت ردما. بيوت متآكلة وعرضة للانهيار في أي لحظة أعرب السكان في حديثهم ليومية "السلام اليوم" عن استيائهم وتذمرهم الشديدين إزاء الوضعية الكارثية التي يعيشونها يوميا، في بيوت تنعدم فيها أدنى الشروط الضرورية للعيش الكريم؛ بسبب حالة البيوت الهشة التي ازدادت هشاشتها مع مرور الزمن، إذ أكد لنا القاطنون أن هذه الأخيرة شُيدت منذ الحقبة الاستعمارية؛ ما جعلها غير قادرة على تحمّل الظروف المناخية القاسية، ناهيك على التشققات والتصدعات التي شهدتها أسقف وجدران الشقق؛ حيث أصبحت هذه الأخيرة مكانا لتراكم مياه الأمطار وتسرباتها التي تصل مياهها إلى داخل الشقق، وهذا ما أرهق كاهل السكان وأتعب نفسيتهم، وهي الظاهرة التي وقفت عليها يوميتنا في جولة قادتها إلى عين المكان في يوم ممطر؛ لنقل المعاناة الحقيقية لمواطنين قست عليهم الطبيعة، ناهيك عن يد الإنسان؛ بإحالة مشاكلهم وانشغالاتهم إلى طي النسيان، فكل الطرقات والمسالك المهترئة والوعرة هي الطابع المميّز لمداخل الحي، والتي حولتها مياه الأمطار إلى برك ومستنقعات يصعب على المرء حتى التفكير بالمرور عليها. والملفت للانتباه من أول لحظة العلامات الحمراء المتواجدة في مداخل البيوت، ما يفسّر أن هذه الأخيرة مصنَّفة في الخانة الحمراء، ما أكده لنا القاطنون من جهة ثانية، إذ أفادونا أنها صُنفت من طرف الهيئات المسؤولة في الخانة الحمراء منذ أكثر من 15 سنة، ولكن لا التفاتة للسلطات المحلية. السكان يطالبون بالترحيل قبل الموت تحت الردم كما صرح لنا سكان الحي، في سياق حديثهم، أنهم عاشوا أيام الرعب والخوف الحقيقيين في الفترة الأخيرة، حيث عرفت الجزائر التقلبات الجوية الأخيرة التي أدت إلى التساقط الهائل للأمطار والثلوج، مما تَسبب في تأزم الأوضاع داخل الحي، حيث عرفت البيوت انهيار العديد من أجزائها وكذلك انجراف التربة؛ باعتبار المنطقة جبلية؛ وهذا ما أصبح يشكل مصدر خطر دائم يداهم سكينتهم في كل لحظة. وفي هذا الصدد، رفعت العائلات القاطنة بالحي نداءات استعجالية للسلطات المحلية، بالتدخل العاجل لانتشالهم من خطر الموت تحت الردم، خاصة أن الجزائر عرفت في الفترة الأخيرة وقوع العديد من الحوادث الكارثية التي كان المواطنون ضحاياها، والسكنات الهشة هي السبب، مطالبين، في نفس الوقت، بتطبيق البرنامج الوطني في القضاء على السكنات الهشة.