تعيش 09 عائلات بعمارة رقم 93 المتواجدة على مستوى حي سوسطارة بأعالي بلدية القصبة، ظروفا أقل ما يقال عنها أنها جد كارثية نظرا للخطر الذي يحدق بهم جراء الحالة المتردية والمأساوية التي آلت إليها العمارة نتيجة اهترائها وقِدمها وتآكل أجزاء معتبرة من جدرانها وأسقفها، أما عن السلالم فأضحت عبارة عن شقوق بليغة مما يضطر العائلات إلى السير فيها بحذر شديد خوفا من السقوط وعليه يواجه هؤلاء هاجس الموت ردما في كل لحظة· وفي ذات الصدد، أعرب السكان في حديثهم مع (أخبار اليوم) عن تخوفهم وذعرهم جراء المخاطر المحيطة بهم والتي تطاردهم من كل جهة، ويواجهونها يوميا داخل تلك العمارة التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الاستعمار نظرا لما آلت إليه من ثقوب وتصدعات، انجر عنها تعرض أغلب أسقف وشرفات تلك العمارة لانهيارات عديدة على مستوى الشرفات خاصة السلالم التي توجد في وضعية غير قابلة للاستعمال على الإطلاق، لاسيما خلال فصل الشتاء والعوامل الطبيعية، ويزداد وضع السكان تفاقما حيث تتسرب مياه الأمطار إلى كامل الغرف وتتحول إلى مستنقعات مما يجبر العائلات على الهروب منها والاستنجاد بالأقارب وأحيانا إلى الشارع خوفا من انهيار العمارة على رؤوسهم· وحسب شهادة هؤلاء السكان فقد تم تصنيف تلك العمارة في الخانة الحمراء منذ أزيد من 20 سنة، ورغم المراسلات المتعددة المودعة لدى مصالح البلدية بشأن وضعيتهم الحرجة والتي هم على دراية بها على حد تعبير محدثينا إلا أنه لحد الآن لم تقم هذه الأخيرة بأي خطوة إيجابية من أجل انتشالهم من الموت المتربص بهم في تلك العمارة التي لطالما رفع قاطنوها استغاثتهم بترحيلهم إلى سكنات ملائمة تحفظ ماء الكرامة وماء الوجه، وحسب محدثينا أنه في السنوات الأخيرة قدمت السلطات المحلية لهؤلاء وعودا بطلب ترحيلهم في أقرب الآجال لاسيما بعد فيضانات باب الوادي 2001 والزلزال الذي ضرب بومرداس وضواحي العاصمة من أجل العمل على ترميم العمارة إلا أن هؤلاء ما زالوا يعيشون إلى يومنا هذا بتلك العمارة، حيث يواجهون تلك الأخطار التي نغصت عليهم راحتهم أو تذوق معنى الحياة وحرمتهم من النوم، ناهيك عن تلك الوضعية الكارثية التي تتواجد عليها العمارة من حيث انتشار القذارة وغياب الإنارة مما يتسبب في تعرض السكان إلى حوادث خاصة الأطفال منهم· وكشف السكان عن هاجس آخر يهدد حياتهم وهو الطريقة العشوائية التي تتواجد عليها الكوابل الكهربائية المتدلية، عارية وغير آمنة إضافة إلى تآكلها بشكل ملفت للانتباه مما يؤدي حسبهم يوميا إلى حدوث شرارة كهربائية لاسيما في حالة تسرب مياه الأمطار أو المجاري المائية والتي في غالب الأحيان تحدث هلعا وسط العائلات التي باتت غير آمنة على حياتها بالعمارة وبهذا أصبحت كل الظروف المحيطة بهؤلاء تهدد سلامتهم· وفي حديثهم عن تلك المعاناة أكدت إحدى العائلات (القاطنة بقبو العمارة بالطابق السفلي وهي عائلة بن غالية) أن هذه البناية أصبحت غير قابلة للاستعمال ولا تصلح للعيش البشري نظرا للوضعية الكارثية والخطيرة التي تتواجد عليها والتي لا يتقبلها العقل، فزيادة على تآكلها كليا فإن تلك المنازل تحتوي على غرف صغيرة الحجم لا تتجاوز مساحة أغلبها المترين، مما خلق ضيقا واكتظاظا لدى تلك العائلات الكثيرة العدد· ويضاف إلى تلك المشاكل معاناة إضافية وهي الرطوبة العالية، وهو المشكل الذي انعكس سلبا على صحة هؤلاء الذين أصيبوا بأمراض الحساسية والربو والروماتيزم وغيرها من التعقيدات الصحية فضلا عن الأزمات النفسية التي تعرض لها العديد إزاء طبيعة المكان الذي بات لا يحتمل حسبهم وزادت من حجم معاناتهم وأثقلت كاهلهم. ومع هذا وذاك يفتقر هؤلاء إلى مادتين ضروريتين للحياة ألا وهما الغاز الطبيعي ومياه الشرب، حيث أكد لنا السكان أنهم مازالوا يعتمدون في جلب المياه من المحلات المجاورة، ويعانون مع جلب قارورات غاز البوتان، وهم بقلب العاصمة دون أن ينسى هؤلاء السكان الحديث عن مشكل انسداد أقبية العمارة والذي يتسبب في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة، ناهيك عن تلك الحشرات التي تتقاسم معهم العيش في تلك العمارة· ووسط المعاناة والتذمر ناشدت تلك العائلات السلطات المحلية والولائية بالتدخل العاجل لإنقاذها من ناقوس الخطر المتربص بها وانتشالها من تلك الوضعية المأساوية التي لازمتها سنوات طويلة دون أن تعرف طريقها إلى الحل وتسببت لهم في أزمات نفسية وصحية نتيجة الرعب والخوف من وقوع العمارة على رؤوسهم·