انتقلت، صبيحة أمس، يومية "السلام" إلى بلدية تازولت، 10 كلم عن مقر الولاية، بعد تلقّيها مكالمة هاتفية من مصادرها الخاصة، تفيد باستلام المستفيدين المفاتيح الخاصة بسكناتهم الاجتماعية المقدّرة ب 90 سكنا اجتماعيا، وهذا من أجل استطلاع آراء المستفيدين من السكنات الاجتماعية التي تنضوي في إطار برنامج رئيس الجمهورية، والرامي للقضاء على السكنات الهشة والبيوت الفوضوية. حيث أكدوا لنا بأن هناك تماطلا وتهاونا وانعدام روح المسؤولية في معالجة وصيانة الأعطاب الكثيرة الموجودة على مستوى هذه البنايات من طرف الجهات المعنية، التي اتخذت موقف المتفرج، على حد تعبيرهم. وأوضح عدد منهم بلهجة غاضبة " ل "السلام"، بأنهم لحد الساعة ومنذ استلامهم سكناتهم منذ قرابة أسبوع كامل، لم ينعموا بها؛ نظرا لانشغالهم بعمليات الإصلاح بعد اكتشافهم الأخطاء الكارثية الموجودة داخل شققهم، ومن بينها شبكات المياه التي اعتبروها من الأولويات، معتقدين أنها ستكون في المستوى المطلوب ليتفاجأوا بعكس ذلك. نقائص فادحة أفسدت فرحة المستفيدين والأوبيجيي في قفص الاتهام "السلام" التقت ببعض المعنيين بعملية الترحيل الذين اختلفت ردود أفعالهم.. فمنهم من أبدى رضاه، ومنهم من عبّر عن سخطه لسبب راجع إلى النقائص المسجَّلة بالبنايات. اقتربنا من الحي الذي رُحلت إليه العائلات المستفيدة، وبدا كل شيء هادئا، باعتبار اليوم يوم جمعة.. التفّ حولنا كل من يريد التعبير عن رأيه، فاختلفت هذه الآراء.. أحد المرحَّلين كان متذمرا وألح علينا لدخول شقته الجديدة المكدَّسة بالأغراض، حيث قال إن فرحته لم تكتمل، ففرحة استفادته من مسكن جديد أنساه أن يطّلع على قرار الاستفادة قبل أن يوقّع عليه، فرغم تخلّصه من البيت القصديري والأوضاع المزرية إلا أن فرحته لم تكتمل بعد أن اصطدم بالشقة المكوَّنة من غرفتين وحمام ومطبخ؛ بالنظر إلى أفراد عائلته، مضيفا أنه اضطر لبيع أثاث البيت بسبب ضيق الشقة، ناهيك عن النقائص المسجَّلة، فيما أبدى البعض استحسانا من عملية الترحيل، فحياته اليوم بات لها معنى آخر، على حد تعبيرهم، لينعموا بحياة أفضل من تلك التي كانوا يعيشونها في البيوت القصديرية، غير أن هذا لم يمنعهم من تسجيل تحفظاتهم على تلك النقائص المتواجدة على السكنات التي استفادوا منها، فلم يُخفِ محدّثونا أن فرحتهم لم تكتمل، حيث أبدوا تذمرا من بعض النقائص المسجلة. ورشات مفتوحة داخل سكنات سُلّمت حديثا! ولتسليط الضوء أكثر على سوء الإنجاز والأخطاء الفادحة لتلك السكنات أعرب لنا أحد المستفيدين عن تذمرهم الشديد إزاء الوضعية الكارثية لشبكات الربط بالمياه الصالحة للشرب، حيث أكد لنا أنه بمجرد قيام مصالح البلدية بفتح الأنبوب الخاص بشبكة المياه حتى غمرت هذه الأخيرة جميع الغرف نتيجة الأعطاب في الشبكة المتواجدة على مستوى السكن، ناهيك عن التسربات المتساقطة على بعض الأماكن التي تتواجد فيها توصيلات كهربائية، والتي يقول بشأنها ذات المستفيد إنه إذا استمرت الحال على ما هي عليه فستحدث الكارثة، متسائلا في ذات السياق عن دور الجهات المعنية "الأوبيجي" وعدم قيامها بالمبادرة لإصلاح تلك الأعطاب؛ حيث قامت بتسليم المفاتيح للمواطنين، ولم تواصل عمليات الصيانة الموكَّلة لها قانونا، كما وجدنا أثناء زيارتنا للحي. يحدث هذا في الوقت الذي يواصل المستفيدون البحث عمن يُصلح أعطاب هذه الشبكات. كما وجدنا أن أغلب هذه السكنات تحولت إلى ورشات مختلفة، فتحها المواطنون لإصلاح ما يمكن إصلاحه في سكنات تبدو جديدة لكنها تعج بالأخطاء القاتلة خاصة في شبكات المياه والكهرباء، فتصورا أن معظم شبكات الماء أنجزها المقاولون تحت البلاط؛ مما يعرّضها ويعرّض البلاط للتهشم. وبمجرد ما شرع المواطنون في عمليات الاستغلال بدأت التسربات في الظهور؛ مما يعني وجود عمليات غش كبيرة في الإنجاز مع انعدام الرقابة. والسؤال الذي يبقى مطروحا: كيف توافق مكاتب الدراسات المكلفة بالمراقبة على مثل هذه الكوارث في الإنجاز؟ ليجد المواطن نفسه محتارا فيما يخص كيفية التعامل مع هذه الكوارث، ليقول ذات المستفيد إنه لم يعد يدري ماذا يفعل؛ هل يركّز في عمله أم يصرف الوقت بكامله وراء الجري لإصلاح أخطاء المسؤولين غير المبالين براحة المواطنين؟ كما شاهدنا على المباشر تسرّب المياه من إحدى القنوات المستعمَلة في بعض المساكن على الجدران؛ بشكل يوحي وكأن هذه السكنات قديمة. وقد ناشد المستفيدون في الأخير والي الولاية حث المسؤولين على مواصلة جهودهم للإسراع في إصلاح الكوارث التي ارتكبوها أثناء عمليات الإنجاز.